في5 نوفمبر عام 1956م بدأت بريطانيا وفرنسا في إرسال قواتها إلى مصر أثناء الحرب بين القوات المصرية والإسرائيلية حول قناة السويس، حيث تم اعلان وقف إطلاق النار بعد أسبوعين، وقد أثرت هذه الحرب بشكل كبير على القوة المعنوية والسياسة للدول المشتركة في الحرب، حيث لم تحقق بريطانيا أو فرنسا أي شيء سوى إثبات نقص الرؤية والنضج السياسي، حيث أدت تصرفاتهما إلى تحريض مزيد من الدول للانخراط في الحرب، وفي هذه الأثناء، بزغ نجم الزعيم المصري جمال عبدالناصر وبدت مصر في صورة الدولة التي حققت أهدافها بالرغم من الخسائر على ارض المعركة. وقد كانت هذه الحرب بداية لدور الولايات المتحدة الرئيسي كوسيط في الشرق الاوسط وهو الدور الذي استمرت في القيام به حتى أوائل التسعينات، ولم يتم دفع أي تعويضات حرب لمصر عن خسائرها من المعتدين.
ففي يوليو 1956م قام جمال عبدالناصر بتأميم قناة السويس وكافة أصولها، وذلك ردا على عدم استعداد الغرب لتمويل بناء السد العالي بأسوان، وقد تم القيام بذلك نظرا لانسحاب القوات البريطانية من قناة السويس منذ 5 أسابيع، وقامت بريطانيا وفرنسا، وهما المساهمتان في القناة، بالرد على التأميم من خلال إرسال سفن حربية إلى البحر الأبيض المتوسط، وبعد ذلك رفضت مصر اقتراح من بريطانيا لتولي إدارة القناة بواسطة شركة تملكها كل الدول التي تقوم باستخدامها.
وفي 31 أكتوبر قامت القوات البريطانية والفرنسية المتمركزة في قبرص بقصف المجال الجوي المصري لمحاولة القضاء على القوات الجوية المصرية، ولكن مصر كانت قد أبعدت طائراتها عن كافة مناطق التعرض للقصف.
هذا وقد أدانت الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي بشدة التدخل البريطاني والفرنسي من خلال الجمعية العمومية للأمم المتحدة.
قامت بريطانيا وفرنسا بغزو مصر من خلال 7000 جندي وحققتا سيطرة سريعة على القطاع الشمالي للقناة، وقد أدان الاتحاد السوفيتي هذا الاعتداء ووجه تهديدات لكل من الدولتين، بينما توقعت الوسائل الاعلامية تدخلا سوفيتيا بعد الهزائم الكبيرة التي واجهتها القوات المصرية.
وفي 7 نوفمبر توقف القتال من الجانب البريطاني والفرنسي.
|