السلطان أكبر يخلف أباه على الحكم

في الخامس من نوفمبر عام 1556م خلف السلطان أكبر سلطان الهند أباه على العرش عندما توفي أبوه السلطان هومايون في قصره في مدينة دلهي وكان عمر ولده أكبر آن ذاك 13 عاما.
كان الموت المفاجىء للملك هايمون والأحداث المصاحبة لذلك أكبر خطر يتهدد المملكة المغولية في الهند ولكن كان تولي أكبر الملك بمنزلة أمر طبيعي بسبب عدم وجود من يطالب بوراثة العرش. وعلى العكس من والده وجده كان أكبر هنديا بالميلاد حيث ولد في منطقة (حميدا) تحت رعاية الهندوس ولم يستمر تعليمه بالشكل الجيد بسبب اللغة أولا وبسبب ظروفه العائلية القاهرة حيث كان أبوه غائبا في منطقة ( ثار) حاليا باكستان.
كان أكبر محظوظا بوجود رعاية (بيرام خان) كوصي عليه في هذه السن الصغيرة حيث ساعده على حماية المملكة من هجمات الطامعين.
انتهج السلطان أكبر سياسة متسامحة لمعتنقي الأديان الأخرى وسمح لهم بحرية العبادة.
اهتم أكبر بالعمران حيث بنى مدينة ( فيتهبورسيكيري) التي تعدّ من المعالم السياحية البارزة حتى الآن.
تطور في عهد أكبر الكثير من الأديان التي كان يسمح لها بممارسة الشعائر مثل السيخية وغيرها، وبسبب ذلك ثار عليه أخوه حكيم إلا أن أكبر تمكن من القضاء عليه في لاهور وبعد ذلك توسع ملكه الى ان دخل كابول في عام 1581م. وكان أكبر معاصرا للملكة اليزابيث الأولى ملكة انجلترا ولكنه كان يحكم شعباً أكبر من الشعب الانجليزي حيث كان تعداد سكان الهند في ذلك الوقت يقدر بنحو 140 مليون نسمة.
ألغى أكبر الجزية المفروضة على غير المسلمين في الهند كما أنه شجع ازدهار الفنون وأعاد البراهمة والمهراجات الذين نفاهم أسلافه الملوك من قبله الى الهند مرة أخرى.
في آخر أيامه ثار على السلطان أكبر ابنه سليم عندما كان والده في الخارج وقام بقتل مساعدي والده وأرسل جيشا لمحاربة والده وأخيرا عقد صلحاً بينه وبين ولده حيث عين ولده سليم وليا للعهد من بعده وتوفي في عام 1605م.