عندما نغرد في اتون «فضاءات» وواقع الأدب الشعبي وتحديداً النقد منه فإننا حتماً سنجد من يشط ويشطح برأي! او يؤمن بمثاليات نقدية تشابه البقر عليه فيها! وهناك من يلوي عنق الحقيقة لحاجة في نفس يعقوب، وما اعنيه أتعشم وأتمنى ان يكون من باب التنوير لا من باب التبوير! ونقدياً ما من حدث او حادث الا ويقوم في الغالب من خلال انساقه وسيقاته.. لا اريد ان اذهب بكم بعيداً واستطرد ففي المشهد النقدي في تقديري بعض اللغط والغلط فكنا ومازال البعض منا يعتقد ان الناقد لابد ان يكون شاعراً اولاً والا فهو كالحمار في الرحى يدور في حلقة مفرغة، لا ياسادة!.
ان الخطب والامر اكبر من هذا فليس بالضرورة ان يكون الناقد شاعراً، فهذا الخليل تعلم الشعر من مظانه ولكنه لم يكن بشاعر وإن نظم ولا ناقد، فالمسألة بقضها وقضيضها ترتكز على البعد الثقافي للناقد وان لم يقرض الشعر، واذا ما تلاشى وتحاشى الهاجس الثقافي عند مريدي النقد ولو كانوا من باعةالشعر ومن قارضيه فانه حتماً سيزيد من الارتكاس الدلالي وبالتالي الانتكاس النقدي، تلك هي القيمة الثقافية التي تحصن قلاع الشعر وهي التي نومئ «نشير» ونستدعيها كلما حز بنا امر وعنّت لنا مصيبة، ختاماً هذا غيض من فيض وقطرة من بحر في حقيقة وماهية الأسس التي يرتكز عليها النقد للخطاب الشعري.
أخيراً يقول الشاعر محمد سعيد الذويبي:
وين نقاد الشعر؟ وين المعايير الثقال
وين نقاد الكتابة؟ والصحاف المشرقات
|
عبدالله الربيعان
|