لا تتطور الجيوب عند الأطفال بشكل كامل إلا بعد بلوغ سن العشرين، وبالرغم من صغر الجيوب الفكية (خلف الخد) والغربالية (بين العينين) إلا أنها تكون موجودة منذ الولادة. وعلى خلاف الجيوب في البالغين، فإنه يصعب تشخيص التهاب الجيوب عند الأطفال بالنظر لأعراضها الدقيقة وأسبابها المعقدة.
قد تشير الأعراض التالية إلى إصابة طفلك بالتهاب الجيوب:
* زكام يستمر لمدة تزيد عن 10 أيام إلى 14 يوماً، يصاحبه في بعض الأحيان حمى منخفضة الدرجة.
* سيلان (تصريف) سميك من الأنف أصفر - أخضر اللون.
* تصريف أنفي أمامي، أحياناً ما يؤدي أو يظهر بشكل التهاب في الحلق، أو سعال أو نفس كريه، أو غثيان، أو تقيؤ.
* صداع عادة ما يصيب الأطفال في سن ست سنوات أو أكثر.
* القابلية للتهيج أو التعب.
* تورم حول العينين.
يمتلك صغار الأطفال جهاز مناعة غير ناضج، وهم أكثر عرضة للإصابة بالالتهابات في الأنف، والجيوب، والأذنين، لا سيما في السنوات العديدة الأولى من أعمارهم. وتكون هذه الالتهابات في الغالب الأعم فيروسية (زكام)، وقد تزيدها الحساسية سوءا. بيد أنه إذا ما ظل طفلك مريضاً، لمدة تتجاوز الأسبوع إلى عشرة أيام، فإن من المرجح أنه يعاني من التهاب خطير في الجيوب.
يمكنكِ تقليل احتمال إصابة طفلك بالتهاب الجيوب من خلال تخفيف تعرضه لعوامل الحساسية والملوثات المعروفة في البيئة، مثل دخان التبغ، وتقليل الوقت الذي يقضيه في دار الرعاية النهارية، وكذلك معالجة داء الترجيع الحامضي في المعدة.
كيف يعالج الطبيب التهاب الجيوب؟
التهاب الجيوب الحاد: يستجيب معظم الأطفال للعلاج بالمضادات الحيوية بصورة جيدة جداً، مع العلم بأنه يمكن وصف الأدوية المزيلة للاحتقان من الأنف أو البخاخات الأنفية الموضعية لتخفيف الاحتقان على المدى القصير. ويمكن أن تكون القطرة الملحية في الأنف (الماء المالح) أو البخاخ الخفيف مفيدة في تخفيف الإفرازات، وتحسين وظيفة الغشاء المخاطي.
فإذا كان طفلك يعاني من التهاب الجيوب الحاد، فإن الأعراض ينبغي أن تتحسن في الأيام القليلة الأولى، وحتى إذا تحسنت حالة الطفل بصورة كبيرة في الأسبوع الأول من العلاج، فإن من المهم الاستمرار في العلاج إلى حين تناول جميع المضادات الحيوية. وقد يقرر الطبيب معالجة طفلك بمزيد من الأدوية إذا كان يعاني من الحساسية أو أية حالات أخرى تؤدي إلى تفاقم التهاب الجيوب.
التهاب الجيوب المزمن:
إذا كان طفلك يعاني من واحد أو أكثر من أعراض التهاب الجيوب لمدة لا تقل عن اثني عشر أسبوعاً، فإنه ربما يكون يعاني من التهاب الجيوب المزمن. ويعتبر التهاب الجيوب المزمن أو النوبات المعاودة لالتهاب الجيوب الحاد إذا ما زاد عدد مرات الإصابة بها عن أربع مرات إلى ست مرات في السنة، مؤشرات على ضرورة استشارة طبيب الأذن والأنف والحنجرة الذي قد يوصي بالعلاج الطبي أو الجراحي للالتهاب في الجيوب.
تشخيص التهاب الجيوب: عند مراجعة طفلك لطبيب الأذن والأنف والحنجرة، يقوم الطبيب بفحص أذنيه، وأنفه وحنجرته، مع العلم بأن أخذ التاريخ الطبي الكامل، والفحص الشامل عادة ما يؤديان إلى تشخيص الحالة بصورة صحيحة. يتم في بعض الأحيان استخدام أدوات خاصة لفحص الأنف أثناء مراجعة الطبيب. وقد يعتبر إجراء تصوير مقطعي للأنف أمراً مفيداً في معرفة كيفية تشكل الجيوب عند الطفل، وتحديد مكان الانسداد، ومصداقية التشخيص كذلك.
متى تعتبر الجراحة ضرورية؟
يُنظر في إجراء العملية الجراحية لنسبة صغيرة من الأطفال الذين يعانون من أعراض التهاب الجيوب الشديد أو المتواصل بالرغم من إعطاء العلاج. وباستخدام أداة تسمى المنظار الباطني، يقوم أخصائي جراحة الأذن والأنف والحنجرة بفتح مسالك التصريف الطبيعية في جيوب الطفل، وزيادة عرض المسالك الضيقة، وهو أمر يتيح أيضاً عمل مزرعة، مما يؤدي إلى إعطاء الطفل المضادات الحيوية الصحيحة لعلاج التهاب الجيوب. إن فتح الجيوب والسماح للهواء بالدوران عادة ما يؤدي إلى تقليل عدد مرات الإصابة بالتهابات الجيوب الشديدة.
وبالإضافة إلى ذلك، قد يوصي الطبيب باستئصال النسيج الغدي من خلف الأنف وذلك كجزء من علاج التهاب الجيوب. وبالرغم من أن النسيج الغدي لا يسد الجيوب مباشرة، إلا أن التهاب هذا النسيج، أو انسداد الناحية الخلفية من الأنف يمكن أن يسبب العديد من الأعراض المماثلة لالتهاب الجيوب، وهي تحديداً سيلان الأنف، وانسداد الأنف، والتصريف الأنفي الأمامي، والنفس الكريه، والسعال والصداع.
الملخص:
يختلف التهاب الجيوب في الأطفال عنه في البالغين. حيث يعاني الأطفال في الغالب من السعال، والنفس الكريه، وقلة الحيوية، وتورم حول العينين، وتصرف أنفي سميك أصفر - أخضر اللون أو تصريف أنفي أمامي. وحال تشخيص الحالة بأنها التهاب الجيوب، فإنه يتم بإذن الله علاج الأطفال بصورة ناجحة بالمضادات الحيوية في معظم الحالات. أما في حالة عدم نجاح العلاج الطبي لا قدر الله، فإنه يمكن النظر في العلاج الجراحي الذي يعتبر أسلوباً آمناً وفعالاً لعلاج الالتهاب في الجيوب عند الأطفال.
|