* حوار - ياسر المعارك:
يرتبط صيام شهر رمضان المبارك بمرض السكري ارتباطاً مباشراً ففي هذا الشهر الفضيل تختلف الوجبات و يتغير نمط الحياة لدى الصائم.
ونظراً لخطورة مرض السكري على الصائم التقت «الجزيرة» الدكتور صالح الجاسر استشاري الغدد الصماء والسكري بمدينة الملك عبدالعزيز الطبية بالرياض للحرس الوطني وعضو اللجنة الوطنية لمكافحة داء السكري الدكتور الجاسر الذي ألقى الضوء على العديد من الجوانب المهمة لمرضى السكري الصائمين في هذا الشهر فكان لنا اللقاء التالي:
* ما هو داء السكري؟
- يعتبر داء السكري من الأمراض المزمنة التي تحدث نتيجة لوجود خلل في إفراز أو عمل الأنسولين في الجسم.
والأنسولين عبارة عن هرمون يفرز من غدة البنكرياس يساعد خلايا الجسم على استهلاك سكر الجلوكوز من الدم في إنتاج طاقة للجسم وتكون الإصابة بالسكري بطريقتين إما بكون البنكرياس غير قادر على إفراز الأنسولين أو أن الجسم غير قادر على استخدام الأنسولين بشكل فعال.. وهذا يؤدي بدوره إلى زيادة نسبة الجلوكوز في الدم أو ما يعرف بداء السكري.
* ما هي التعليمات التي توجهها لمرضى السكري الصائمين؟
- خلال هذا الشهر المبارك تتغير أنشطة الصائم وأوقات وجباته، وقد ينصح بعض مرضى السكر بعدم الصيام خلال شهر رمضان حسب حالاتهم المرضية فمثلاً:
- إذا كان مريض السكر من النساء الحوامل، عليها مناقشة خطة العلاج مع طبيبها وإذا كانت هناك خطورة محتملة عليها أو على جنينها قد ينصح الطبيب بعدم الصيام.
- يجب على الأشخاص الذين يتناولون الأنسولين مناقشة خطة العلاج مع طبيبهم فإذا كان مستوى السكر في الدم غير منتظم قد ينصح بعدم الصيام.
أما بالنسبة للأشخاص الذين يمكنهم الصيام في شهر رمضان فعليهم اتباع الخطوات التالية:
مناقشة خطة العلاج مع الطبيب والمتابعة الشخصية لمستوى السكر في الدم كما يجب قياس مستوى السكر بالدم قبل الإفطار وبعد ساعتين منه وبعد ساعتين من وجبة السحور وعند شعورهم بأعراض ارتفاع أو انخفاض مستوى السكر في الدم، ويجب عليهم الإفطار ومعالجة ارتفاع أو انخفاص السكر في الدم حسب المناسب.
* ما هي المضاعفات التي يحدثها عدم التحكم بمستوى السكر بالدم؟
- إن عدم التحكم بمستوى السكر بالدم يسبب مضاعفات حادة ومزمنة ويتمثل في الآتي:
- اعتلال شبكة العين الذي يؤدي إلى تناقص القدرة على الرؤية بشكل ملحوظ وقد يصل إلى العمى.
- اعتلال الكلى الذي يؤدي إلى تراجع وظائف الكلى مما قد يسبب الفشل الكلوي.
- أمراض القلب والشرايين وهي إحدى المضاعفات المهمة التي تحدث لمريض السكري عند ارتفاع معدلات سكر الدم.
- اعتلال الأعصاب الذي يظهر بصورة تراجع في إحساس القدمين مما يعرضهما للإصابات والتقرحات.
- الشعور بالدوخة والتعب والتعرق والإحساس بالجوع الشديد والنقص في التركيز وإذا استمر الاضطراب فترة طويلة يسبب الإغماء.
أما الارتفاع الحاد للسكر في الدم فيؤدي إلى الإحساس بالخمول والتعب والاضطراب في الرؤية مع عدم القدرة على التركيز وإذا ارتفع السكر إلى مستويات عالية قد يؤدي إلى الإغماء أو الوفاة لا سمح الله.
* بماذا تنصح مرضى السكر من الصائمين؟
- على مريض السكري أن يتبع الغذاء المتوازن ويتجنب المأكولات التي تحتوي على كميات عالية من السكريات والدهنيات فلا بد أن يتضمن إفطاره حبتين من التمر مع كوب من الماء أو العصير الطبيعي غير المحلى ويتناول علاجه أثناء ذلك إما الحبوب أو الأنسولين وبعد صلاة المغرب قد يكمل وجبة الإفطار وبهذه الطريقة يسمح لمستوى السكر بالارتفاع التدريجي ويسمح للعلاج أن يأخذ مفعوله.
يفضل لمريض السكري أن يؤخر السحور إلى ساعة الإمساك وبالتنسيق مع طبيبه المعالج يحدد الجرعات التي يحتاجها من الدواء.
ويفضل تناول وجبة خفيفة بين الإفطار والسحور قد تكون ضرورية لمنع انخفاض مستوى السكر في الدم، وغالباً ما تكون الأطعمة مقلية بالزيت وغنية بالسكريات و الدهون.
وقد ينخفض العدد الكلي للسعرات أثناء شهر رمضان، وخصوصا بعد الأيام الأولى ويجب الحذر هنا حيث ان الهبوط في مستوى السكر أمر محتمل الحدوث خصوصا في الأيام الأولى من رمضان.
|