اعتماد ما يقارب الأربعة مليارات ريال لإنشاء كليات ومعاهد تقنية لتدريب عشرات الآلاف من الشباب يعتبر نقطة تحوُّل كبرى في تنمية القوى البشرية، ما يعني توفير الكوادر اللازمة والمدربة للاضطلاع بمهام عمليات البناء والنماء بالاعتماد على السواعد الوطنية واستشراف تحديات عالم متطور بكل ثقة.
وسيؤدي إنشاء 20 كلية تقنية جديدة فضلاً عن 39 معهداً للتدريب التقني إضافة إلى منشآت مشابهة في القطاع العسكري وانتشار جميع هذه المنشآت في طول البلاد وعرضها، إلى نقلة حقيقية في مجال التدريب، كما أن قيام كل هذه المنشآت يعتبر في حدِّ ذاته انتقالاً للتقنيات الحديثة وتوطينها في البلاد بكل ما يرتبط بها من ممارسات مهنية تفيد كثيراً في التحولات الإيجابية اجتماعياً واقتصادياً..
وتمثل المشروعات الجديدة فرصة طيبة لمجموعات كبيرة من شبابنا للانخراط في مختلف المجالات التي يتطلعون للعمل فيها ما يعني فتح المجال أمامهم لتحسين مستويات حياتهم بعد ان اكتسبوا مهارات تتيح لهم العمل في مختلف المهن وإقامة الاعمال الخاصة بهم.
وتمتص المشروعات الجديدة طاقات شبابية عديدة فاتحة أمامها فرص الولوج إلى مستقبل مبشر بإذن الله والمطلوب من الشباب مقابلة هذا العطاء من الدولة بعطاء آخر منهم يتمثل في الإفادة القصوى من مجالات التدريب من خلال الالتزام بمقتضيات وقواعد وأسس كل منشأة.
ويرتبط الطموح بكل هذا العمل، ففي التدريب الذي توفره القطاعات العسكرية يمكن لبعض المتدربين مواصلة تعليمهم إلى الكليات التقنية وارتياد آفاق جديدة لتحقيق طموحاتهم وفقاً لجهودهم وأدائهم.
والطموح الكبير هو فيما يعود على الوطن ككل من انخراط أعداد كبيرة من أبنائه في مثل هذه المشروعات وانتشار كل هؤلاء بين أقرانهم في المدن والقرى حتى يمكن الاشارة إلى مجتمع حديث يأخذ بكل أساليب التقانة والحياة الحديثة بما ينعكس على وتائر الانتاج كمّاً وكيفاً في مختلف ساحات العمل.
|