** انهالت على بريدي رسائل كثيرة بعد سلسلة الموضوعات التي كتبتها عن المرأة وحقها في العمل والمشاركة وفقما يقتضيه الشرع والدين.. ولقد لاحظت كثير من الأخوات الكريمات انني أتمتع بصحة نفسية جيدة تجاه تاء التأنيث التي تستكين بطمأنينة في آخر اسمي..
وقالت إحداهن إنك ومنذ أن أصدرت مجموعتك الأولى «احتفال بأني امرأة» وأنت تبدين امرأة سلمت من الاصابة بوعثاء عقدة الأنوثة..
** والحقيقة أنني لا أراني بدعاً في ذلك بل أرى الكثير من النساء يتمتعن بسكينة ورضا وسعادة كونهن خلقن نساء ويتعاملن مع المواقف بقوة وعلى أنها تحدث للنساء والرجال على حد سواء وأتمنى أن أعود إلى الحديث عن البيئة وملامحها وأثرها في تنمية عقد الأنوثة والشعور بالاضطهاد وتفسير كل المواقف التي تواجهها المرأة من الرجل والمجتمع على أساس هذه النظرية أو العقدة!!
لكنني اليوم أحببت أن أشرك القراء في رسالة غريبة كتبتها أكاديمية تذكر فيها موقفا مرت به قبل اسبوعين فقط مع مدير عام في احدى الوزارات.
- ألو السلام عليكم
- عليكم السلام
- ممكن أتكلم مع الأستاذ فلان
- من يبيه
- أنا الدكتورة فلانة
- وش بغيتو
- بخصوص موضوع كذا.. وكذا..
- طيب لحظة
الانتظار خمس دقائق وسماع مقطع من برامج الاذاعة على الهواء مباشرة.
- ما عليش الأستاذ مشغول كلموا بعد عشر دقائق
- شكراً
- يتكرر الموقف ثلاث مرات في اليوم الأول ثم مرتين في اليوم الثاني
- معك الأستاذ.. نعم حياكم الله
- بخصوص موضوع كذا.. كذا..
- نعم .. نعم لكن أنا ما أحب أتعامل مع الحريم أنتم تزيدون الكلام عشر وتنقلون على لساني..
- قصدك نستشهد بكلامك وهذا حق ألست مسؤولاً عن هذا الموضوع، ولدي سؤال لك يا أستاذ فلان.. إذا كنت لا تحب التعامل مع الحريم فلم وافقت على هذه الوظيفة وأنت تعرف أن الحريم سيضطرون للتعامل معك؟!
وشكراً لك
** وتسألني الأخت الأكاديمية كيف أخرج هذا الموقف وإلى أي باب أحيله؟
** بعض الرجال تبدر منهم هذه الكلمات كنتاج للتربية التي تلقوها في بيئاتهم الخاصة.. في منازلهم.. وهي ليست اشارة على اضطهاد المرأة بقدر ما هي اشارة إلى قلة لباقة في التعامل وتخبط اداري مع النساء والرجال.
وأجزم بكافة المقاييس أن الرجل الذي لا يحترم المرأة.. لا يحترم الرجل أيضاً فإذا كان سيد الخلق صلى الله عليه وسلم يقول:
«ما أكرمهن إلا كريم وما أهانهن إلا لئيم..».
فتقييد فعل الإهانة على صفة اللؤم واضح في الحديث واللؤم صفة شخصية وأخلاقية لا تنقسم ولا تتبدل إلى الكرم مع الرجال.. بل أعتقد أنها تزداد مع الرجال.
.. وحكاية ترك النساء النساء المتصلات على الانتظار والاستماع إلى برامج الإذاعة لمدة خمس أو عشر دقائق ثم قطع الخط تتكرر في أكثر من جهة رجالية للنساء معها رابطة عمل..
والحل الوحيد هو اختيار الشخص المناسب في المكان المناسب..
وتوسيع صلاحيات المرأة فيما يخصها.. وايجاد آليات عمل منظمة وواضحة تجعل المرأة تتمتع بصلاحيات في حدود عملها اليومي لتتفادى الحرج من مهاتفات الرجال «وتسول» العمل منهم أو تواقيعهم على الورق الخاص بها.
** ولا تجترح هذه الحالات الفردية الوجه النقي لكثير من المسؤولين والموظفين الذين يفتحون هواتف مكاتبهم وهواتفهم النقالة وفاكساتهم لتفهم وجهات النظر الآتية من الرجال والنساء على حد سواء ويتعاملون مع المرأة على أنها «أخت الرجال» وشريكة تنمية وفق معطيات عملها الخاصة.
|