** للبلدية.. أو لأنظمة البلدية في السنوات الأخيرة.. تنظيم وتجديد وحضور آخر متجدد.
** لقد سنَّت البلدية.. لوائح وأنظمة جديدة.. وهذا أمر طيب.. لأن ذلك يظهر أن البلدية تتطور وتتجدد حسب مقتضيات الأحوال.. وأن البلدية لم تكن واقفة ولا متوقفة بل هي مستمرة في الحضور التطويري المستمر.
** من ضمن أنظمة البلدية التي سُنت في الفترة الأخيرة.. هو الزام كل أصحاب المحلات والمتاجر بوضع اسم المالك كاملاً على لوحة المحل حتى لو كان المحل يبيع «الكروش والكراعين».
** والبلدية بدون شك.. لها مبرراتها ولم تضع هذا النظام لمجرد أن يوضع الاسم فقط.. بل تهدف إلى إيجابيات معينة كانت وراء وجود الاسم على اللوحة.
** هناك لا شك أناس «تضايقوا» من هذا النظام الجديد.. وحاولوا التهرب من هذا النظام.. وعندما ضُغط عليهم بالقوة.. كتبوا على المحل.. للتقبيل.. بدلاً من أن يكتب اسمه عليه.. لأنه محل حسب رأيه ما يشرّف أن يحمل اسمه.. إما لأنه صغير أو لأنه في حرفة يرى أنها غير مناسبة.. أو لأنه يخجل من الجماعة.
** محلات كثيرة كانت للتقبيل بسبب هذا النظام الجديد.. لأن هؤلاء لا يريدون اعلان اسمائهم.. وبالذات.. عندما يكون المحل «مجزرة» أو محل شيش ومعسَّل أو محل «مغسلة» أو محل «بنشر».. أو محل بيع «قْدُور» إلى آخر المهن والحرف «اللِّي تفشِّل».
** هذا النظام.. لا شك لخبط البعض.. وجعله في حرج شديد.. وبالذات عندما يكون عنده عشرون محلاً صغيراً ومن فئة المحلات التي ذكرناها.. وهو لا يريد أن يعرف أحد عنه هذا التوجه التجاري البسيط وفي تلك الحرف التي يرى أنها غير مناسبة على الاطلاق.
** البلدية لا شك «لخبطت» هؤلاء.. بل و«حاسبتهم» وجعلتهم يراجعون أنفسهم أكثر من مرة قبل أن يعلنوا عن بيع تلك المحلات.. لمجرد أنه لا يريد وضع اسمه على المحل.. وبالذات الاسم الكامل.. حتى لا يقال له في المجالس «أفا يبو فلان.. عوَّدنا للسباكة؟!» أو يسمع أحد الخبثاء وهو يسأل أمام الحضور.. «يقولون كرْشَةْ النعيمي أغلى من كرشة الحاشي؟». يعني إياك أعني.. فاسمع يبو فلان..
** وإذا كان حال هؤلاء هكذا.. فكيف ننتظر من شبابنا أن ينخرطوا في مهن معينة تحتاجهم كثيراً وتدر ذهباً.. بل هي أفضل دخل من الموظف الذي يتقاضى راتباً لا يقل عن عشرين ألف ريال.
** إذا كان الناس هكذا.. فكيف نلوم شاباً يقول.. لا أريد أن أعمل سباكاً أو لحاماً.. أو نجاراً أو كهربائياً.. أو.. أو؟!
** هذه العقد.. لازالت معشعشة في عقول البعض.. ومع هذا.. ننتظر من شبابنا أن ينخرطوا في هذه المهن ويحلون محل الأجانب الذين يحتلونها منذ سنوات.. ويحولون سنوياً.. أكثر من «30» مليار ريال لبلدانهم من عوائد هذه المهن.
** شخص لا يريد وضع اسمه مجرد اسم.. على محل.. لأنه يستحي أمام الآخرين.. مع أن هذا.. هو مصدر رزقه.. مع أن الكثير من أصحاب المحلات ضد وضع الاسم على لوحة المحل.. وبالذات.. اللقب.. أو اسم العائلة.. فما هو رأي سمو أمين مدينة الرياض.. وهو «الْبْخِيْصْ» في مثل هذه الأمور؟!
|