أثناء زيارتنا للولايات المتحدة ضمن الوفد الصحفي الخليجي في أعقاب تفجيرات الحادي عشر من سبتمبر، وزع علينا مسح أجراه معهد استطلاع أمريكي متخصص على شرائح في منطقة الشرق الأوسط، لمعرفة رأي المواطنين العرب في السياسة الأمريكية ومدى حبهم وكرههم للأمريكيين، وقد جاءت النتيجة سلبية للغاية، فالأغلبية العربية وجدت في السياسة الأمريكية انحيازاً لإسرائيل، وأن الدعم الأمريكي للكيان الإسرائيلي هو السبب الرئيسي في عدم الاستقرار بالشرق الأوسط، وبالتالي فإن العرب لا يحبون أمريكا..!!
ويظهر أن المراكز والجهات التي كنا نقوم بزيارتها، قد زودت بنتائج الاستطلاع إذ فوجئنا بأن أول سؤال يقدم لنا هو: لماذا لا يحب العرب أمريكا..؟!
وكنا نرد عليهم: افحصوا سياستكم في المنطقة.. أوقفوا انحيازكم لباطل إسرائيل.. ساعدوا المظلومين من الفلسطينيين الذين اغتصب الإسرائيليون حقوقهم..؟!
وطوال مدة زيارتنا كان ذات السؤال يتردد وإجابتنا كانت هي نفس الإجابة، ولكن الأمريكيين أوضحوا لنا كما توضح سياستهم وأفعالهم أن دعم إسرائيل حتى وإن كانت ظالمة «مبدأ أمريكي لا يمكن تغييره»..!!
الآن، وبعد كل هذه المدة أظهر استطلاع للرأي أجرته المفوضية الأوربية أن 53% من المواطنين في دول الاتحاد الأوربي الخمس عشرة يعتبرون الولايات المتحدة خطراً على سلام العالم، ولم يتفوق على نسبة خطورة أمريكا على السلام، سوى حليفتها المدللة إسرائيل التي زادت نسبة خطورتها إلى 59% حيث اعتبر الأوروبيون أن الكيان الإسرائيلي يمثل تهديداً خطيراً للسلام العالمي.
نتيجة الاستلاع الأوروبي أثارت السخط في الكيان الإسرائيلي حيث اتهم الإسرائيليون الأوروبيين كالعادة بأنهم معادون للسامية..!!
أما في الولايات المتحدة الأمريكية، فقد جاء تعليق وزارة الخارجية الأمريكية، بأنها تدرس نتائج الاستطلاع لمعالجة مشكلة صورتها في العالم وليس في أوروبا فقط.
وهكذا فليس العرب وحدهم، الذين لايحبذون السياسة الأمريكية، فالأوروبيون رغم كونهم الأكثر قرباً للأمريكيين وأكثرهم استفادة من «الشقيقة الكبرى» في المنظومة الأوروبية وصاحبة مشروع «مارشال» الذي أعاد إعمار أوروبا بأموال أمريكية ومع هذا فإن أوروبا القديمة والجديدة غير راضيتين عن سياسة أمريكا وأن أكثر من نصفهم يعتبرونها تشكل خطراً على سلام العالم.
| 
