* غزة - بلال أبو دقة:
أعلن الدكتور عبد العزيز الرنتيسي أبرز القادة السياسيين في حركة المقاومة الإسلامية «حماس» في مقابلات أجراها مع العديد من وسائل الإعلام المحلية والعالمية كان ل«الجزيرة» مشاركة فاعلة فيها أن حركته مستعدة لبحث إطار جديد للصراع مع إسرائيل من خلال عدم المس بالمدنيين الإسرائيليين بشرط إذا وافقت إسرائيل بالمقابل على عدم التعرض للمدنيين الفلسطينيين بأي أذى..
وأكد الرنتيسي على أنه سيتم خلال اللقاء المرتقب مع قريع طرح مواصلة المقاومة وتجنيب المدنيين من الجانبين ويلات الحرب والقتال.. مضيفاً أن حركته ترحب باللقاء والحوار مع قريع الذي يشكل جداراً واقياً لوحدة الشعب الفلسطيني؛ فلا ضير والكلام للرنتيسي: أن نستمع لأبي علاء وسنسمعه رأينا.. إلا أنه استدرك قائلا: إن الحديث عن هدنة في ظل استمرار العدوان والجرائم الإسرائيلية يجب ألا يكون ولا مجال للحديث فيه.. نحن ندافع عن مقدساتنا وكرامتنا وعن شعبنا في ظل وجود الاحتلال.. ينبغي أن يدفع العدو الصهيوني ثمن جرائمه واحتلاله لأرضنا ويجب أن يستمر في دفع الثمن ما دام العدوان مستمراً.. منوها إلى أنه إذا جاءت الهدنة من قبل الجانب الفلسطيني فلا فائدة منها لأنها ستشكل فرصة للاحتلال لخلق وقائع جديدة على الأرض ومواصلة عدوانه كما فعل في الهدنة السابقة..
وقالت مصادر فلسطينية ل«الجزيرة» تعقيباً على تصريحات الرنتيسي: إن أقوال الأخير تهدف إلى التوصل إلى هدنة جديدة مع إسرائيل، من أجل مساعدة رئيس الوزراء الفلسطيني أحمد قريع (أبو علاء) على تشكيل حكومة جديدة والمضي قدمًا في المفاوضات السياسية مع إسرائيل..
وأشار الرنتيسي في حديثه المطول إلى أن القضية التي سيكون من الممكن بحثها مع السلطة الفلسطينية هي استمرار المقاومة للاحتلال الإسرائيلي مع تجنب سقوط ضحايا من المدنيين..
يشار إلى أن هذه هي المرة الأولى التي يتحدث فيها مسؤول كبير في حركة حماس عن تجنيب المدنيين ويلات الصراع منذ انهيار الهدنة الأولى في أغسطس الماضي..
وأضاف الرجل الذي تعرض لمحاولة اغتيال فاشلة في حزيران الماضي أصيب هو خلالها في ساقه الأيمن وأصيب نجله بإصابات بالغة وقتل مرافقه الشخصي: أنه إذا لم تقبل إسرائيل بذلك فإن المقاومة ستستمر حينئذ بشكل شامل وأوسع وبتقنية ووسائل أكثر نجاعة وإيلاماً للإسرائيليين.
ونوه الرنتيسي بأن حركته تحاول قدر المستطاع مساعدة رئيس الحكومة الفلسطينية أحمد قريع لتجنب الإخفاق الذي واجهه رئيس الوزراء الفلسطيني السابق محمود عباس (أبو مازن) من خلال عرض وقف لمهاجمة المدنيين إذا قبلت إسرائيل القيام بإجراء مماثل..
ونفى الرنتيسي أن تكون حركته قد تعرضت لضغوطات مصرية لإعطاء هدنة جديدة؛ كما نفى أن تكون حركته قد أجرت أي لقاءات مع مسؤولين أمريكيين أو أوروبيين؛ مؤكدا أنه لا توجد أية علاقة لحركته بالحادث الذي استهدف موكبا أمريكيا في شمال قطاع غزة الذي وقع الشهر الماضي وأودى بحياة ثلاثة أمريكيين وإصابة آخر من حراس السفارة الأمريكية في تل أبيب..
وقالت مصادر فلسطينية ل«الجزيرة»: إن تصريحات الرنتيسي تحدد شروط الحوار الذي يسعى إليه أحمد قريع بشأن وقف إطلاق النار وتقنين المقاومة من أجل تحقيق تقدم في خطة السلام التي تدعمها الولايات المتحدة والمعروفة باسم «خارطة الطريق»، التي سيتم بموجبها قيام دولة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة بنهاية العام 2005..
وفي هذا السياق تصر إسرائيل على أن تحارب السلطة الفلسطينية الفصائل الفلسطينية المسلحة وأن تجمع أسلحتها وأن تعمل على تفكيكها واعتقال قياداتها السياسيين والميدانيين، وهي خطوة رفضها المسؤولون الفلسطينيون على أساس أنها ستشعل حربًا أهلية؛ وقال قريع في وقت سابق: إن الدم الفلسطيني على الفلسطينيين حرام..
وفي هذا الإطار قال (دوري جولد) أحد مستشاري رئيس الحكومة الإسرائيلي أريئيل شارون ردًا على تصريحات الرنتيسي: إن السبيل الوحيد للتقدم في إقرار دعوة «خارطة الطريق» لم يتغير وهو: قيام السلطة الفلسطينية بتدمير البنية الأساسية الكبيرة للإرهابيين، وسجن مرتكبي العمليات الإرهابية على حد قوله..
ويقول الإسرائيليون تعقيباً على تصريحات الدكتور الرنتيسي: يبدو أن هناك تباينًا في وجهات النظر بين قادة حركة حماس بالنسبة لإمكانية التوصل لهدنة جديدة مع إسرائيل.. فقد صرح رئيس الدائرة السياسية لحركة حماس خالد مشعل قبل عدة أيام بأن إسرائيل وواشنطن غير معنيتين في الوقت الراهن بهدنة جديدة، مضيفاً أن محاولات التوصل لوقف إطلاق النار على أساس شفهي باءت بالفشل، لأن العدو الصهيوني لم يرد على ذلك واستمر في اعتداءاته ضد أبناء الشعب الفلسطيني..
|