تلبسين يا نوف حدائق قلوبنا..
ودموعنا وأناتنا المخبأة...
وعبرات خفية عن ملامحك الطفولية..
تلبسين فستانك الحلو وتمشطين شعرك الحرير..تقبضين على يد والدك وتغادرين بوابة المنزل.. وتغادرين كل فرح بنا ومعنا وتغادرين بقلوبنا ودقات تماسكنا..
تبدأ رحلة أليمة ومخيفة.. وقلوبنا تتبعك وحروفنا لا تصفك.. يا صغيرة العمر يا كبيرة الحب..
سنواتك التسع وعمرك الصغير وحبك الكبير يأكل كل ذلك صبرنا وتماسكنا وطفولتك الصغيرة تهزم دمعنا..
نخاف سطوة مرض هاجم.. ونخشى قدراً مخبأ..
وأنت يا نوف أحلى الجميلات الصغيرات..
يا عيون خالتك الباكية لك ومنك..
ماذا ترى أقول والوجع يختصر كل الكلام..
وكل الحروف أمامك يا نوف واجفة.. تغادرين ولا تعودين.. ويسأل عن الصغار أقرانك ممن كنت معهم لاهية لاعبة..
أين نوف وألف مدية وخنجر تنغرس وألف حزن ينسكب..
نوف غادرت ذات صباح تمسك يد والدها وترقد حتى هذا الوقت الفاجع على سرير أبيض لحزن أصفر أحمر أليم..
نوف ما عادت هذا اليوم.. نوف مسروجة في خيول أفكارنا المتسابقة للحظة شفاء واعدة من الله جلَّ شأنه وتعالت قدرته ومن صبرنا وجزعنا ومن قنوطنا إلى رضانا بقضاء الله وقدره فينا وفيك يا نوف نحلم بيوم قريب فيه تعودين أجمل الجميلات من المرض قد نقهت.
ومن التعب تشافيت.. حتى هذا اليوم الآسر المنتظر كل الدعاء لك يا حلوة..
| 
