Wednesday 5th november,2003 11360العدد الاربعاء 10 ,رمضان 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

صدح شعراً في جامعة أم القرى صدح شعراً في جامعة أم القرى
الشاعر عبدالله باشراحيل: أنا شغوف بمكة المكرمة

في أحدث أمسية شعرية لعبدالله باشراحيل والتي أدارها الدكتور محمد مريسي الحارثي صال وجال باشراحيل وتفاعلت معه الجماهير وتداخلت الآراء وتطايرت الأسئلة ولكن باشراحيل كان جاهزاً دائماً وقدم جواباً لكل سؤال.
تجلى الشاعر الدكتور عبدالله باشراحيل في جامعة أم القرى في أمسية شعرية ماتعة.. وفي مقدمة الأمسية قال الدكتور محمد مريسي الحارثي.الدكتور عبدالله صالح باشراحيل ليس رجل أعمال فقط بل شاعر.. وشعره جيد وقد أمد الساحة الشعرية بأربعة عشر ديواناً ويصول في ميدان الشعر منذ ثلاثة عقود وله ديوانان في الشعر العامي.. وقدمت دراسات كثيرة حول شعره تمتد إلى أربع عشرة دراسة ما بين دراسة كبيرة وكتب ومقالات.. وهذا الشعر الذي قدمه للساحة العربية متنوع في مضامينه وقضاياه ويعتبر باشراحيل هو شاعر القضية وهو شاعر الفن للحياة أيضاً وهو شاعر الفن للفن أيضاً وشاعر القضية يستفزك بذلك الضخ المعرف عن الأحاسيس والمشاعر الذي ينتج كلاماً طيباً.
وباشراحيل له نزعة دينية وخاصة عن مكة.. مكة الحاضر والإسلام ومكة المستقبل.. وقد أشار كثيراً في قصائده لقدسية مكة.
والشاعر باشراحيل هو شاعر الوجدان أي شاعر الغزل وهو يتغزل بعفة وشوق وأحاسيس تقترب في مشاعرها ووجدانها من ذلك الإحساس الذي لا يدخل صاحبه في براثن الرذيلة.
وباشراحيل له كتب أيضاً وليس شاعراً فقط فكتاب «أصداء الصمت» تناول النقد الأدبي وفيه لمحات نقدية وله مقالات يتناول تأملات وخواطر عن الفن والحياة.. وله كتاب «توقيعات» ويحمل أفكاراً مكثفة في معانيها قليلة في مبانيها.
وباشراحيل أنشأ صالوناً أدبياً سماه صالون باشراحيل الأدبي وهذا الصالون نتج عنه جائزة محد صالح باشراحيل ومقدارها مئة وثلاثون ألف دولار أمريكي للإبداع الأدبي وستمنح تلك الجائزة بعد ثمانية أشهر.. وشكلت لها اللجان الخاصة بذلك وكذلك الصالون سيسهم في الاحتفال بمكة المكرمة عاصمة للثقافة الإسلامية.. عن طريق استكتاب مجموعة من الكتّاب والباحثين تحت عنوان «مكة المكرمة الجلال والجمال. قراءة في الأدب السعودي».. أي تناول الأدب السعودي في بعديه السياسي والشعري وقد وصل إلى الآن أكثر من خمسين بحثاً.
وشعر باشراحيل أشعر معه أنه عوربي وليس عروبياً أي منتمٍ للعروبة والإسلام في زمن العولمة.. وهذا يعني أن الانتماء الأول هو الدين.. الذي هو أساس حياتنا.. وباشراحيل صاحب خبرة أدبية ومعرفية وقد أتاح له ذلك تقديم مشروعه الشعري وهو مطمئن..
وعن عشقه المكي عبّر بقصيدة مطلعها:


موطني يا بحر أضواءً تجلى
ومناراً بالهدى السامي تعلى
مكة الحب وأعلام تراءت
وسقت وديانها شمساً وظلا
إنها رجع براءات نشاوى
وهنا طين المنى قد صار فلا

وأتبعها بقصيدة بعنوان «البرق الحجازي» جاء فيها:


أنت يا برقي الحجازي
ويا سيفي اليماني
في لياليك سهادي
وبعينيك أماني
لك نهر كوثري
نبعه قطر جمانِ
حبك الأعلى أهاديك
بأنفاس الأماني

وعن الأمة العربية ألقى قصيدة بعنوان «يا أمتي العظيمة» جاء فيها:


المجد شعلة تضيء بالفدا
عزت به أمجادنا القديمة
لكنه في عصرنا مضيع
في رحمة الإرهاب والجريمة
من يوقظ السبات في أعمارنا
يعيد مجد الأمة العظيمة

وفي قصيدة أخرى بعنوان «وطن الشمس» يقول:


يا موطن الحب يا ميلاد آبائي
ذكر صبا نجد الوسنان بالغافي
اشتاق لثم ثراك المسك يا وطني
أشتاق فيك على بعد أحبائي
أهواك عشقا وأهوى كل سانحة
تقطرت من رياحين وأنداء

وألقى بعد ذلك عدداً من القصائد بعنوان:
نهر الخلود، هكذا طبعي، العقول الحجرية، ليلة زفاف، من يلهي النوم، ملوك الحب، الكرم والبخل، وردية الخجل، الوقر والكرى.
ثم كانت المداخلات على النحو التالي:
- الأستاذ الدكتور محمود حسن زيني.
أعرف الشاعر عبدالله باشراحيل من جامعة الملك عبدالعزيز.. وأنا أعرف أن حب مكة يجري في دمه وفي شعره وذكرني بشاعر مكة الأسبق البهاء زهير.. وفي الستينات كانت هناك موجة حب للشعر الاقليمي وكان بعض الأساتذة يدرسون الشعر المصري.. وكان البعض يسمى البهاء زهير بالشاعر المصري وقد طلبت من الدكتور حسين نصار وقلت له إن هذا الشاعر مكي في أحاسيسه وحنينه.. أما شاعرنا عبدالله باشراحيل فحب مكة يجري في حنايا ضلوعه.
- الدكتور إبراهيم السهمي كلية اللغة العربية
شعر الدكتور عبدالله باشراحيل يغلب عليه الذكر والعاطفة والصور الشعرية عنده تشابه شعر أبي تمام والمتنبي وعليه الاهتمام بالصور أكثر.
- دكتور عبدالحكيم موسى:
أتيت معتزاً بالشاعر باشراحيل صديقي من الصغر وقد كان شعره جيداً وسعدت به ولم أشعر بالوقت وأنا أسمع شعره.
- د. أحمد الغامدي عميد كلية العلوم الاجتماعية
أتوجه بالشكر للجميع وللشاعر عبدالله باشراحيل.. والواقع الآن ان الشعر هبطت قيمته وأتساءل هل أمتنا لا تقرأ الآن ونحن نعيش هزيمة نفسية على مستوى الأندية العربية رغم أن الشعر مشتق من الشعور فقد تمردنا مع الشاعر باشراحيل وذكرني بأمجادنا.
إجابة الشاعر باشراحيل
أتقدم بالشكر للدكتور الأديب محمود زيني الذي استفدنا من مؤلفاته وآرائه وأحب أن أقدم له باقة حب كبيرة وبالنسبة للدكتور إبراهيم السهمي الذي سرني بنقده لأن النقد هو الذي يفيد مثل هذه المنتديات. وبالنسبة للدكتور علي الحارثي الذي تحدث عن قصيدة واحدة لمكة قلتها الليلة وأقول إنها آخر قصائدي عن مكة وأعتقد أنه لم يكتب أحد بشغف عن مكة مثلما أكتب ولي ديوان «أقمار مكة» يتحدث عن ذلك.
وأنا لا أحب الشعر الغزلي ولكني كتبته حين ر أيت نكساتنا.. وأنا أشكر جامة أم القرى وخاصة الدكتور ناصر الصالح وكيل الجامعة ولكل الدكاترة وأتمنى مستقبلاً جيداً لهذه الأمة وشكراً جزيلاً للجميع.
مداخلة
أحد الحضور يسأل عن جائزة باشراحيل الأدبية قائلاً:
* جائزة باشراحيل السعودية.. ما سبب تلك الغربة؟
- الشاعر باشراحيل.. سؤالك وجيه ويحمل في طياته أخطاء حيث تقدمت بطلب منذ أكثر من اثني عشر عاما إلى الجهات الرسمية في رعاية الشباب وأخذ الطلب وشكلت لجان عمل برئاسة محمد صالح باشراحيل فكانت الجائزة في الأدب لتوثيق الصلات بيننا وبين الآخر من شعوب العالم المتحضر حتى يعرفوا أننا أمة لا تحارب الجنس ولا نستعدي العقيدة وننظر للحياة نظرة عمل ونظرة حب ونقدر في كل إنسان إنسانيته.

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved