تتجسد معطيات «صناع التاريخ» على امتداد الحقب الزمنية الماضية والحقائق الواقعية الماثلة من خلال المنجزات الريادية التي يشيّدونها على اختلاف أنواعها وتصنيفاتها لتخدم الأرض وسكانها.
يقول «مايكل هارت» في كتابه «الخالدون مائة أعظمهم محمد» عليه أفضل الصلوات والتسليم: «إن هناك من يشغل الموقع القيادي ويتركه دون أن يترك أثراً يخلده وإن طال به الزمن.. وهناك من يمر على الموقع مروراً ويطبع بصماته بحروف من نور وإن قصر به الزمن.. هؤلاء هم صنّاع التاريخ».
ولقد استطاع الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض بتوفيق من الله سبحانه وتعالى ثم بدعم القيادة أن يصنع مشروعاً حضارياً من خلال حركة تطوير تاريخية نقلت الرياض (العاصمة) من واقع إلى واقع جديد.. حيث شهدت الرياض نهضة تجاوزت التوقعات وفاقت الخطط التنموية.. فأصبحت حاضرة عالمية بمراكزها الحضارية ومرافقها الحديثة وخدماتها الأساسية المتطورة.ففي خلال عقود قليلة تحولت الرياض من بلدة صغيرة تحيط بها الأسوار إلى مدينة عصرية تبلغ مساحتها 1800 كيلومتر مربع.
وارتفع عدد سكانها من 300 ألف نسمة في عام 1388هـ إلى أربعة ملايين نسمة حالياً لتصبح واحدة من أسرع مدن العالم نمواً سكانياً.
وحيث إن شبكة الطرق هي عصب الحياة في المدن الحديثة.. ولاسيما المدن «المليونية»، كما تؤكد «منظمة العواصم العالمية».. فإن في الرياض شبكة طرق تضاهي ما هو موجود في مدن العالم الحديثة.. كما أن في الرياض نهضة عمرانية أفقية ورأسية.. يدعمها ميناء جوي دولي شيد وفق أسس عالمية على مساحة تبلغ 225 كيلومتر مربع ويستقبل نحو 20 مليون راكب سنوياً.
وعلى الصعيد الاقتصادي.. أصبحت الرياض اليوم مركزاً لحركة تجارية اقتصادية نشطة.. حيث يقدر الناتج المحلي لمدينة الرياض بحوالي 60 بليون ريال.. ولقد نما القطاع الخاص نمواً كبيراً، حيث أصبح يسهم بحوالي 40% من القيمة المضافة وفيها 925 مصنعاً تبلغ رؤوس أموالها نحو 25 مليار ريال.
وحيث إن المشروع الحضاري لتنمية المدن بمجتمعاتها.. لا يكتمل بالاقتصار على التطور المادي، بل من خلال شمول الجوانب العلمية والثقافية والفكرية.. فإن في الرياض اليوم مراكز اشعاع علمي وحضاري متعددة من جامعة الملك سعود وجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ومعهد الإدارة العامة ومركز الملك فيصل للبحوث والدراسات ودارة الملك عبدالعزيز إلى مكتبة الملك فهد العامة ومكتبة الملك عبدالعزيز العامة والجامعة الأهلية.. وغيرها.
والمشروع الحضاري هو الذي يتمازج فيه الماضي التليد مع الحاضر المشرق ويتجاذب فيه التراث مع المعاصرة في نسق تكاملي بديع.. وهذا ما نجده في «الرياض» بين المنطقة التاريخية في قلب العاصمة وبين المراكز الحديثة في شمالها.
لقد قاد الأمير سلمان بما يتمتع به من صفات القيادة الفطرية والشخصية (الكريزماتية) الرياض في مسيرة تنموية ليقعدها موقعاً أثيراً بين مدن العالم لتبقى شاهدة على النهضة التي تشهدها المملكة العربية السعودية.
وتتجاوز عطاءات الأمير سلمان حدود منجز الرياض.. إلى أعمال خيرية مشهودة على المستوى المحلي والعربي والإسلامي.
ولا زلت أذكر في هذا الصدد ما قاله لي وزير الصحة الفلسطيني: إن الذي أطلق شعار (ادفع ريالاً تنقذ فلسطينياً) هو الأمير سلمان.. وهو الشعار الذي كان يتردد في الدول العربية والإسلامية..
وأخيراً.. أقول في هذه المناسبة التي يحتفى فيها بالأمير سلمان.. إن المنجز الحضاري الرائد الذي قاد الأمير سلمان إلى تحقيقه والمعطيات المتعددة لهذه الشخصية.. لم يكتب بعد.. ولم يقدم بالصورة التي تتواءم مع قيمتها الحضارية.. وعندما أقول لم يكتب أقصد وفق الأسس العلمية والمعايير الموضوعية التي تعتمد على الحقائق والوقائع وبلغة الأرقام.
|