في هذا الشهر الكريم ومع اطلالته المباركة تغمرنا مشاعر جديدة وتهزنا ذكريات عديدة ونحن نغتبط بما يكمن بين جوانحه من أشياء كثيرة تميزه رفعة وفضلاً على غير من الشهور الأخرى.
عندما فرض الله على عباده صيام هذا الشهر ليس يقصد الحرمان من الطعام والشراب فهناك من المحتاجين فقراء ومساكين ويتامى ليس من الممكن تذكرهم وليس سهلاً في الغالب على المنعم بخيرات الدنيا ومباهجها وما تحويه من مفاتن تبهر العقول المفكرة وتشمل القلوب الواعية رحمة وعطفاً، فتجعلها لا تشعر بهؤلاء المحتاجين. ولا تتذكر المصائب والنكبات التي تعتري غيرهم فيكونوا بحاجة للمساعدة ومد العون لهم، فكان هذا الشهر الأغر نوراً للقلوب المتفرقة الضائعة في متاهات الحياة الزائلة.. ليبعثها إلى الطريق الصحيح والموضع المفعم بالأجر والثواب.. الذي لا يعدله سعادة دنيوية ولا تضاهيه مفاتن الدنيا..
لا يكفي أن نصوم عن الطعام والشراب وحدهما بل وعن الكلام خارج نطاق الفائدة والعبادة حيث أننا في شهر خشوع وطاعة وانصراف إلى كل العبادات والفضائل عن غيرها من أشكال الحياة اللاهية والتي لا تدع مجالاً للقيام بأداء العبادة على الوجه الأكمل.
لذلك وجب أن يكون اهتمامنا به وانصرافنا إليه أكثر من غيره سائلاً المولى العزيز أن يعيده علينا جميعاً كل عام وأن يجعلنا ممن يصوم نهاره ويقوم ليله ثم يختمه بقبول الأعمال.
|