في مثل هذا اليوم من عام 1966، ضرب أسوأ فيضان في تاريخ إيطاليا ثلث الدولة وانقطعت مدينة فلورنسا عن باقي المدن بينما تضررت عدة كنوز فنية بالمدينة. وساهمت مجموعة من المتخصصين في مجال ترميم وحفظ الكتب والنصوص القديمة الذين وصلوا من جميع أنحاء العالم في مساعدة الإيطاليين على حفظ وترميم الأعمال الفنية والكتب المتضررة من المياه بالمتاحف والقاعات الفنية والمكتبات بالمدينة.
أحد الخبراء الأمريكيين الذين تم إرسالهم لذات المهمة هارولد تريبولت، المدير السابق بشركة مشهورة لحفظ الكتب. وقد تم اختياره لهذا المشروع غير العادي بسبب أعماله الممتازة في مجال حفظ وترميم الكتب النادرة والأعمال الفنية الورقية والمستندات والنصوص. وأثناء زيارته إلى فلورنسا، حصل تريبلويت على العديد من الصور الفوتوغرافية الأصلية للمكتبات والمتاحف التي تضررت من الفيضان.
وبعد الفيضان المدمر، بدأت المياه في الانحسار ببطء مخلفة وراءها مدينة فلورنسا وقد غمرت بالطين والزيوت والمقتنيات المنزلية والدمار. ولم يستوعب مواطنو المدينة ما حدث تماما حيث كانوا في حالة من الصدمة والذهول وكان يبدو من المستحيل حدوث شيء مثل هذا. ولسوء الحظ فإن ما حدث كان واقعاً ولم يكن هناك أي وقت لإضاعته حيث تعين إعادة مدينة فلورنسا للحياة مرة أخرى. وقد وصلت المساعدات فوراً.. جنود متطوعون قاموا فوراً بمباشرة إزالة الطين وتوزيع المعونات الغذائية بالإضافة إلى حماية الأعمال الفنية بما في ذلك كافة الأعمال الفنية والآثار والنصوص النادرة في قاعة أوفيزي للفنون والمكتبة الوطنية.
|