الرياضة والنشاط الجسمي يحميانك من العديد من الأمراض المزمنة
الرياضة اليوم هي أفضل استثمار حين نتوجه بالحديث إلى الجهود الصحية العامة لمنع حدوث الكثير من الأمراض الخطيرة المزمنة.
وبالرغم من ذلك وحتى وقت قريب كانت الدلائل العلمية التي تربط الرياضة بالأمراض المزمنة وخاصة أمراض القلب وضغط الدم كانت معتمدة على الرجال ولكن هذا الوضع تغير مؤخراً فقد أثبتت أكثر من 40 دراسة حديثة حول العالم أجريت ثلثها على النساء، أن هناك علاقة أكيدة بين النشاط الجسمي وممارسة الرياضة والحركة وبين الإصابة بالأمراض والوفاة مبكراً، ونذكر على سبيل المثال الأمراض التالية:
الرياضة وأمراض القلب
من الواضح أن قصور الشرايين وأمراض نقص التروية القلبية «الجلطات القلبية» بازدياد مستمر ولعل السبب في ذلك يعود إلى تقدم الأعمار واتباع العادات غير الصحية وقد تجد المرأة غير النشيطة تكون نسبة إصابتها بالأزمات القلبية بنسبة 2 إلى 1 مقارنة بالرجل الأكثر نشاطا. وللأسف تقريباً في كل الدول التي تمت بها هذه الدارسات كانت المرأة أقل نشاطاً من الرجل في نفس العمر.
وتأتي عدم الحركة كعامل أساسي رابع في الخطورة للإصابة بأمراض الشرايين التاجية بعد ارتفاع الضغط والكوليسترول والتدخين. بينما تؤكد الدراسات أن الحركة البسيطة حتى رياضة المشي تقلل من نسبة حدوث أزمات قلبية. ومن المهم أيضاً ذكر أن الرياضة وخاصة إذا كانت مصاحبة بنظام غذائي لتخفيف الوزن فإنها تعتمد على تقليل ضغط الدم والوصول إلى المعدلات المثالية تماماً، كالتي تنتج عن استخدام الدواء. ولذلك فقد أوصى جميع أطباء القلب باتباع نظام غذائي ورياضة بصفة مستمرة للمحافظة على صحة القلب والتنفس.
الرياضة ومرض السكر
إن أكثر الناس عرض للإصابة بخلل في معدلات السكر، أو مرض السكري هم أقل الناس حركة ونشاطا، كما أن زيادة الوزن يؤدي إلى عدم الاستجابة للأنسولين.
ومرضى السكر يمكنهم الاستفادة من ممارسة الرياضة لتقليل نسبة السكر ونسبة الدهون وضغط الدم وتحسن الصحة بصفة عامة.
الرياضة و هشاشة العظام
1- ممارسة الرياضة بانتظام لا تقل أهمية عن دور الهرمونات والكالسيوم في منع الإصابة بمرض هشاشة العظام، فقد أثبتت الدراسات أن ممارسة الرياضة بانتظام لها دور فعال في المحافظة على مكونات العظام وبالتالي تقل نسبة الإصابة بهشاشة العظام كما أنها مهمة جدا في تقوية العضلات والحفاظ على التوازن وزيادة الحركة وكل ذلك يمنع الإصابات الكثيرة التي تؤدي الى الكسر وما تتبعه من مشاكل خاصة عند النساء.
2- الرياضة وسرطان المبيض:
ومن المثير أيضاً ان الدراسات الحديثة أصبحت تتوجه باهتماماتها إلى أبعد من ذلك وهو علاقة الرياضة بالأمراض السرطانية، وقد استطاعت الأبحاث الجديدة إثبات أن ممارسة الرياضة والحركة المستمرة تقلل من نسبة الإصابة بسرطان المبيض. وتستمر الدراسات المكثفة أيضا لبحث علاقة الرياضة بانواع كثيرة من الأورام.
3- الرياضة والحالة النفسية:
إن لممارسة الرياضة دور اساسي في تخفيف أعراض الاكتئاب والقلق النفسي كما أنها تساعد الأشخاص على التعامل مع المشكلات النفسية بشكل أفضل وتخفيف أضرارها وتلعب ممارسة الرياضة دوراً فعالاً في علاج الكثير من الاضطرابات النفسية كالقلق والاكتئاب وربما يعادل هذا الدور أو يفوق دور الوسائل العلاجية الأخرى كالأدوية والجلسات النفسية إن ممارسة 30 دقيقة فقط يومياً من الرياضة بانتظام لها تأثير إيجابي على الصحة العامة والحالة المزاجية للشخص وخاصة إذا كان هذا الشخص يعمل في وظيفة تقل فيها الحركة وكانت هذه الرياضة هي رياضته المفضلة.
وأخيراً وعكس ما يعتقده معظم الناس فإن الدلائل كلها تشير الى ثبوت أو انخفاض معدلات النشاط الرياضي في معظم دول العالم في العقد الأخير مما أدى إلى تزايد المشاكل الصحية العالمية وبالتالي المشاكل الاقتصادية.
د. نشوى غبارة (*)
* أخصائية أمراض باطنية مستشفى المركز التخصصي الطبي
|