في يوم الأربعاء 19/8/1424هـ في عدد الجزيرة «11339» كنت على موعد مع زاوية كنت بحق دائماً ما أتطلع إلى رأي أصيل وصائب وثاقب ولا أجد فيه فيالة..!! أي هو رأي ليس عاجزاً عن دراسة واقع حياتنا الاجتماعية.. وهذا عند قلم الكاتبة المبدعة هدى المعجل.. كتبت في ذلك اليوم ماذا تريد من وزارة الثقافة.. ذلك انها تدرك هي ومثيلاتها من أبناء جنسها ان انضاء القعود خير من الرضا بالقعود.. فها هي تمتص بقلمها الثميلة.. وتمشي بقلمها المطية. حتى تلقى المنية.. أو أن تلقى الأمنية.. والتي تتمناها.. ولذلك كتبت الينا. ما اقف معها موقف التأييد. وعلى اثر هذا النداء.. أقول.. ولكن من يهش للحاجات.. ويهتز للمناجاة!!؟؟ فمازالت أقلامنا النسائية تركض.. وتحرث الأرض إبداعاً.. وتطالب بصوتها الثقافي وأدبها وحقوقها الأدبية.. انها أقلام تخشى ان تصم عن الخطاب.. أو يصيبها عي الكلام ازاء تجاهل كينونتها!! قلم الكاتبة هدى يمثل كل يوم أربعاء بصوت وفكرة ورأي صفو غير مشوب.. صرف غير مقطوب.. تبث مشاعرها.. ومشاكل وأحزان غيرها حتى لتمتزج المشاعر مع الأحاسيس.
** في قصصها لمسنا همسات الشفاه الحزينة، قرأناها بين سطورها.. ولتكون جسر المحبة والمعرفة بينها وبين قرائها ومن يستظل ظلال أحرقها عبر زاويتها بلا تردد.. حقيقة عندما قرأت مقال الأخت هدى حول «ماذا نريد من وزارة الثقافة» سافرت كلماتي مع كلماتها تأييدا.. وأدركت بالفعل ومن نخيلة صدري.. واقع بوحها المعاش..!!
** هي تحدثت عن المرأة وإبداعها.. وإجهاض هذا الإبداع.. وهي توجه نداءها إلى وزارة الثقافة كأني بها تتساءل وبحرقة وتحكي واقع مثيلاتها ممن هنّ على أولى عتبات الإبداع وكأنها تقول: يا ترى من يحتضن هذا الإبداع!!؟؟ كل ذلك في ظل تجاهل مؤسسات ودور الثقافة تشجيع المرأة المبدعة.. وما نطمح إليه.. هو بلا شك.. «توأمة هذا التشجيع مع إبداع المرأة الصارخ والقادم بقوة!!».
وحقيقة وإن كان من رأي يسطره قلمي فالذي أراه ان إبداع المرأة هو عطاء بلا حدود. كالنخلة تعطي وبلا حساب.. تبدع وتهب فكراً دونما انتظار جزاء.. ولكنها تنتظر التشجيع والإحساس بوجودها عضواً مبدعاً ضمن هيكل الإبداع في ساحتنا الثقافية..
** وإني أعلنها بحق ومن على منبر العزيزة: قد نفاجأ بأفول هذا الإبداع النسائي!! وقد يجف هذا الينبوع.. فإبداع المرأة إذا لم يتعهد بالرعاية والتجاوب فمصيره إلى الجفاف!!، فهذه المرأة تستمد عطاءها من رحيق حنينها.. ودفء حبها.. وتستلهم أحاسيسها ومشاعرها.. من أنفاس مجتمعها.. لم لا؟ وهي تحس بهمساته.. آهاته.. أحزانه.. وإذا ما توقف عطاء المرأة فعندما تصل إلى التعاسة والشفاء..!!
** بنبرة التفاؤل تكتب امرأة!! وبشفرة التجاهل نعصف بامرأة!!.. فماذا يا ترى عندما تكتب امرأة، وقد تحولت إلى عواصف اثر تجاهل إبداعها.. انها والله لمرارة.. ان ارمق ولو احساسا لامرأة تكتب.. وتحس بأن بحرها العميق.. وجهدها العتيق.. تحول إلى بحيرة صغيرة!! لا يلتفت إليه ولو بعين واحدة.. فهذا ما لا تطيق..!!
** المرأة المبدعة.. هي كالواحة الخضراء إذا أهملت.. ولم تُسق.. صارت كالأرض الجدباء الصماء..!! نعم.. وقع وصدى.. لما قالته هدى!!
بالفعل المرأة يجب ان يكون لنتاجها اتصال بالنوادي الأدبية وعضوية.. ضمن الحدود الشرعية.. ويجب ان يقدّر حرفها.. فما ألفيته ان الكثير من الأقلام النسائية فاقت أقلاماً رجالية بمراحل.. وتفوقت عناصر كتابتها الفنية عن الكثير من الجنس الآخر!! ولكي تتقدم المرأة وتجدد من لباس أحرفها.. وتزيد من ثقافتها لابد من تأصيل الأخذ والعطاء في نتاج أي كاتبة.. وأكرر كل ذلك في حدود تضمن لها حشمتها الشرعية..
** وهب مثلا ان كاتبة انقطعت عندها أسباب الاتصال بمراكز الأدب.. ولم تُزَلْ أمامها العقبات الرابضة في طريق طباعة الكتب، كما ذكرت الأخت هدى.. فهي عندئذ لن تعطي ونحن لا نريد ان تنقطع عن منابع الأدب وتبادل الخبرات.. وهي كالنحلة.. اعطها رحيقا.. تعطك العسل.. ونحن ما ألفنا الاهمال.. الا يولد الفتور.. كما هو انقطاع المطر لا ينبت الزهور..!! ومن ثم نفقد أقلاما نسائية مبدعة هي بعمر الزهور وهذا ما لا نحبذه..!! فقط نريد وقفة وزارة الثقافة مع هذه الأقلام النسائية.. وأؤكد على طلب الأخت هدى إلى مؤسسات ودور الثقافة والأدب بأن تمنح الفرصة للنساء المبدعات وتوجد لهن مساحة.. لنشر إبداعهن وايجاد رابطة للأديبات السعوديات تمكنهن من التواصل بينهن ومن تلاقح أفكارهن وتبادل الرؤى والطروحات الثقافية.. ثم اني أشدد على تفعيل دور وزارة الثقافة في احتضان الكاتبات وتشجيع المؤلفات وطباعة ونشر وتوزيع كتبهن وبثمن معقول.. وأيضاً استحداث جائزة الدولة التقديرية للمرأة السعودية أسوة بالرجل..
كل هذه الأمور نادت بها الكاتبة القديرة هدى المعجل.. وأنا هنا أؤكد عليها مؤيدا.. ومطالبا بتفعيل دور وزارة الثقافة وذلك بالالتفات إلى المرأة المبدعة وإلى أعمالها.. واحتضانها.. وتسهيل كافة المعوقات التي تعترض طريقها..
هذه كلمات أسطرها على العزيزة.. يوم ان احسست بإبداع المرأة السعودية.. ورأيت ان هناك كاتبات حان لها ان تحتل زوايا وأعمدة الصحف.. في الوقت الذي نرى فيه كتاباً.. يكتبون من فراغ.. ويكتبون.. وقد اضمحلت الأفكار.. وعادوا بتجديدها.. وتكرارها.. على أعمدة الصحف.. ولكن الذي أراه هو منح الفرصة لكتاب وكاتبات جدد لديهم أفكار جديدة ومفيدة.. فقط امنحوهم الفرصة..؟؟!!
سليمان بن ناصر العقيلي
معلم بمتوسطة صقلية المذنب
|