كان يوماً دامياً، بل هو نقطة تحوّل رئيسية في التطورات العراقية.
وهكذا فقد تعددت العبارات في وصف يوم الأحد المنصرم الذي قتل فيه 16 أمريكياً لدى إسقاط مروحيتهم في العراق، والعدد هو الأكبر للخسائر الأمريكية في يوم واحد.
وبين المشاعر المتناقضة بالعراق وفي دوائر القرار الأمريكي وفي الشارع الأمريكي عقب الحادث، فإن ردود الفعل كشفت عن جانب من مخططات المستقبل بينما أكدت جانباً منها من ناحية أخرى.
فهناك مساعٍ لزيادة القوات الأمريكية في العراق، وهناك محاولات لجلب قوات متعددة الجنسيات، لكن ما يتبلور الآن، وقد يفصح عن شكله كاملاً، هو حالة الململة في الشارع الأمريكي والتي ستصل أوجَّها مع وصول نعوش القتلى إلى الولايات المتحدة.
وباعتراف المسؤولين الأمريكيين، فإن هناك تصاعداً ملحوظاً كميّاً وكيفيّاً في عمليات المقاومة العراقية، حيث يتركز الحديث الآن عن عمليات منظمة ومنسقة تعكس احترافاً في التنفيذ.
ويتناول الحديث أيضاً إمكانية ضلوع عناصر من جيش صدام السابق في عمليات التنفيذ، ومع ذلك فإن المسؤولين الأمريكيين يتجنبون الإشارة إلى دور لصدام حسين فيما يحدث تجنباً لإسناد دور له يسعى هو ذاته إلى اكتسابه.
ومهما يكن فإن لأحداث الأحد تأثيراتها التي ستظهر تباعاً سواء على وضع القوات الأمريكية في العراق أو على مجمل السياسات الأمريكية تجاه ذلك البلد مع تأثيرات واضحة للشارع الأمريكي على التطورات اللاحقة.
ومن المؤكد أن هناك حاجة إلى تناول حصيف وإدارة حكيمة لما يحدث، فالانتقام من قِبل قوة الاحتلال لن يؤدي سوى إلى انتقام مضاد.
ويبقى من المهمّ بالنسبة للولايات المتحدة ان ننظر بإمعان إلى ما يحدث وان نستجيب إلى مطالبات العراقيين والإقليم ككل بإنهاء الاحتلال من خلال عملية عسكرية سياسية تتوخى الانتقال السلمي للسلطة إلى حكومة وطنية تعكس ألوان الطيف السياسي في العراق.
|