* الرياض - سعود الشيباني:
ثمن عدد من الباحثين والمفكرين في عدد من الدول العربية والأفريقية الدور الذي تضطلع به المؤسسات السعودية الخيرية العاملة في أفريقيا مشيرين إلى أن هذه المؤسسات ظلت على الدوام تقوم خلال مسيرتها باحترام الأنظمة وقوانين العمل الخاصة في مختلف دول القارة الأفريقية حيث لاحظوا أنها تقوم قبل فتح مكاتبها ومباشرة أعمالها بأخذ الأذونات الرسمية من الجهات المختصة في الدول المختلفة مثل وزارات الشؤون الاجتماعية ووزارات العمل فضلاً عن مخاطباتها لوزارات الخارجية لمنحها التصاريح الخاصة بالعمل في البلدان الأفريقية.
وأشار الدكتور حقار محمد أحمد - عضو لجنة المشرعين الأفارقة ورئيس لجنة الدفاع عن حقوق الأقلية المسلمة لدى المحكمة الأوروبية الموحدة باسترابورغ بفرنسا - إلى الدور الذي تقوم به هذه المؤسسات مقارنة مع المؤسسات والهيئات الأخرى التي لا تهتم كثيراً بأنظمة العمل في الدول الأفريقية وتتجاوزها للعمل المباشر في أوساط المجتمعات الأفريقية المختلفة نجد أن المؤسسات السعودية ظلت محل احترام وتقدير المسؤولين في القارة الأفريقية من المعنيين بشأن الجمعيات الخاصة بالعمل الخيري، مبيناً أنهم ظلوا باستمرار يثمنون هذا المسلك الذي يعكس مدى التزام المؤسسات الخيرية السعودية بأنظمة الدول المختلفة ومراعاتها للقوانين التي تنظم هذه الأعمال في افريقيا.
ولفت الدكتور حقار إلى أن هذا الأمر قد ظلوا يلتمسونه خلال جولاتهم المختلفة في كثير من أنحاء القارة الأفريقية وخلال زياراتهم ومشاركاتها المختلفة في المؤتمرات والندوات والتي يشاركون فيها سواء من خلال منظمة المشرعين الأفارقة لدول وسط أفريقيا أو من خلال اللجنة الدولية للحوار بين الأديان أو من خلال مؤتمرات الندوة العالمية للشباب الإسلامي ومؤسسة الحرمين الخيرية أو هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية أو لجنة الأمير سلطان الخيرية للإغاثة أو من خلال ما تنظمه وزارة الشؤون الإسلامية في المملكة العربية السعودية من ملتقيات فكرية وثقافية وغيرها من الجهات ذات العلاقة والصلة.
ومن جهته أشاد الدكتور عثمان أبو زيد المستشار الإعلامي ووزير التربية والتعليم الإقليمي السابق وأمين المجلس القومي للصحافة والمطبوعات بالخرطوم بالدور الذي تضطلع به المؤسسات السعودية الخيرية من خلال مساهماتها في مجالات التعليم مبيناً تجربته الشخصية إبان توليه وزارة التربية والتعليم حيث عبر عن ذلك بقوله «أن ثمت أثراً للعون السعودي لمسته بنفسي عندما عملت وزيراً للتربية والتعليم في إحدى ولايات السودان وقد كان يوماً مشهوداً عندما وصل العون السعودي المتمثل في الكراسي والمناضد حين كانت تواجهنا مشكلة عويصة في إجلاس عشرات الآلاف من التلاميذ الذين يجلسون على الأرض فتمكنا في الوزارة بهذا الدعم من إجلاس نصف العدد من العون السعودي المقدم كما أني قد مررت حيناً آخر على بعض المدراس التي افتتحناها لأطفال النازحين بسبب حرب الجنوب وقد رثيت كثيراً لحال هؤلاء الأطفال الذين كانوا حفاة الأقدام لا تستر أجسادهم سوى أسمال بالية وعندما خاطبتهم بينت لهم أننا بإذن الله تعالى في العام القادم سنعيد ترميم هذه المدارس كما نقوم بتلبية حاجاتهم الأخرى فكان أن تولت إحدى المنظمات السعودية الخيرية بناء المدرسة وتشييد مسجد في نفس المنطقة فضلاً عن ذلك فقد تم ترميم مدرسة أخرى للبنات من هذا الدعم مباشرة وهذا الذي نذكره يبين طرفاً وتجربة خاصة مع العمل الخيري السعودي الذي يأتي ويتوجه للخدمات الضرورية في حياة المجتمعات المسلمة مثل الخدمات الصحية والتعليم ومياه الشرب وهي الخدمات التي ترقي من نوعية الحياة.
كما لفت الدكتور أبو زيد إلى أن هذا الدعم الذي تقدمه المؤسسات السعودية يتوجه بدون من ولا أذى، كما أنه ينأى عن الابتزاز واستغلال المعونة في الهيمنة والإكراه السياسي.
هذا وقد عبر الأستاذ يوسف بوانا الباحث القمري رئيس الهيئة القمرية الخيرية عن امتنانهم في جزر القمر بالجهود التي تبذلها المؤسسات السعودية في مختلف المجالات ممثلاً بمشروع توفير المياه للسكان في الجزيرة الكبرى (موروني) بجمهورية جزر القمر الذي يعتبر واحداً من المشاريع الحيوية المهمة التي نفذها مكتب مؤسسة الحرمين الخيرية في موروني مبيناً أنها تمثل في أكثر من 11 موقعاً على امتداد الجزيرة منها، مشروع مياه إمباجيني، مشروع مياه زاهاجو، مشروع مياه أورذيني، مشروع مياه شينديني، مشروع مياه هلنجي، مشروع مياه هاتسنزي، مشروع مياه أوردوي، مشروع مياه متسامهود، مشروع مياه بانجوا همبو، لافتاً إلى أن المواطنين في جزر القمر قد بدؤوا يستفيدون من هذا المشروع حيث تجدهم مصطفين بشكل مرتب كل يحمل وأوعيته لكي ينال نصيبه من المياه خصوصاً أن الحاجة للمياه في الجزيرة ظلت حاجة ماسة لاستخدامها في الشرب وطهي الطعام فضلاً عن تجهيز وإعداد طلاب المدارس حيث ظل أولئك المستفيدون يتحدثون عن هذا المشروع الحيوي المهم المتمثل في نقاط ومراكز تمديد المياه في الجزيرة مبينين حجم المعاناة التي كانوا يعانونها في السابق قبل تنفيذ هذا المشروع وكيف كانت حياتهم يتهددها الخطر والفناء بسبب ندرة مياه الشرب فللحصول عليها ذكروا كيف أنهم كانوا ينتظرون هطول الأمطار ثم يقومون بوضع الأواني المختلفة تحت أسقف المنازل تجميع المياه قطرة قطرة ثم يقومون بتوزيعها بين حاجات البيت المختلفة.
كما ثمن الباحث الموريتاني الأستاذ عمر الفتح الجهود والمنجزات التي تحققها المؤسسات السعودية في مختلف المجالات لصالح المجتمعات الأفريقية المسلمة مشيراً إلى دورها في دفع حركة التعليم من خلال مساهماتها في بناء المدارس وكفالة المدرسين ودعم المناهج الدراسية فضلاً عن المساعدات التي تقدمها للطلاب المحتاجين والمعسرين.
من جهته أشار الأستاذ عبدالعزيز حاج المحاضر بجامعة مقديشو إلى ما تقوم به المؤسسات السعودية في مساعدة المجتمعات الأفريقية بعامة ومجتمع الصومال بخاصة حيث تنادت هذه المؤسسات منذ فترة طويلة لمساعدة الصوماليين لتجاوز محنتهم مبيناً أنها قد قامت بأدوار كبيرة في التخفيف من مأساتهم بإيواء اللاجئين والمهجرين وفتح المدارس والعناية بالأيتام ورعاية الأرامل والمحتاجين، كما أنها قدمت خدمات كبيرة في المجالات الصحية والطبية بافتتاح المستوصفات العلاجية وتقديم الأدوية والأمصال وتسيير القوافل الصحية التي دأبت على تقديم خدمات التطعيم للأطفال ضد الأمراض المختلفة مما خفف كثيراً من انتشارها وحد من دائرة توسعها.
|