* رام الله - أجرى الحوار نائل نخلة:
تعهد العميد جبريل الرجوب، مستشار الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات لشؤون الأمن القومي في مقابلة خاصة مع مراسل صحيفة الجزيرة في رام الله بالكشف عن هوية كل الأشخاص الذين تآمروا على مقر الأمن الوقائي وعليه شخصياً، مشبهاً إياهم بالديدان .
وقال الرجوب: «في الوقت الذي كان فيه الأمن الوقائي يقصف - في إشارة إلى قصف مقر الأمن الوقائي في رام الله خلال عمليات السور الواقي نهاية شهر اذار العام الماضي - كانوا يجتمعون مع عمري شارون للتآمر على الشعب الفلسطيني، وأنا في الوقت المناسب سأروي الكثير من الحقائق والمعطيات التي تضع من تآمروا على الأمن الوقائي في مكانهم الطبيعي، وأنا متأكد بأن المستنقعات جفت وهذه الديدان أصبحت عارية أمام الفلسطينيين وأمام العرب وأمام المسلمين.
واتهم الرجوب أن أبو مازن لم يكن صادقا في عرض تجربته في الحكومة عندما حمل الرئاسة الفلسطينية مسؤولية الفشل.
وأضاف «هو الذي يتحمل مسؤولية عزلته الداخلية برهانه على العمل الخارجي، أبو مازن عزل فتحاويا عندما رفض المرجعيات التنظيمية، ورفض وطنياً عندما تجاهل كل القوى وكل مراكز الفعل السياسي الفلسطيني».
وفيما يلي نص الحوار الشامل الذي أجري في مكتبه برام الله..
* الجزيرة: ما هو مستقبل خارطة الطريق ؟
الرجوب: أولاً نجاح خارطة الطريق أو تنفيذها مرتبط بمدى جدية من صاغ خارطة الطريق في تنفيذها، لأن خارطة الطريق مرتبطة بالطرفين الفلسطيني والإسرائيلي، الطرف الفلسطيني وافق عليها دون تحفظ، والطرف الإسرائيلي وضع 14 تحفظاً عليها، من شأنها تدمير أي فرصة لتنفيذها.
ثانياً مجمل الممارسات الإسرائيلية منذ طرح خارطة الطريق حتى الآن قتلت أي فرصة لإنجاح خارطة الطريق، ومن هنا إذا كانت الرباعية جادة وتحديداً الطرف الأمريكي الذي هو طرف متحيز للاحتلال والعدوان الإسرائيلي إذا ما كان لهم جدية وخلقوا عناصر ضاغطة كافة على الجانب الإسرائيلي، فلا يوجد هناك أي فرصة لخارطة الطريق وستكون مثلها مثل عشرات المقترحات والمشاريع وقرارات مجلس الأمن التي لم يتم تنفيذها من الإسرائيليين.
* الجزيرة: جزء منهم كما ورد في المرسوم الرئاسي كمستشار للأمن القومي هو إجراء اتصالات مع اللجنة الرباعية، أين اللجنة الرباعية اليوم؟؟
الرجوب: اللجنة الرباعية مختزلة بالطرف الأمريكي، والطرف الأمريكي يتصرف على أساس أنه يحكم العالم، ويستغل الخلل في موازين القوى ويستغل غياب الاتحاد السوفيتي وغياب قطب مواز لفرض شروطه واملاءاته على العالم، وبشكل خاص على منطقة الشرق الأوسط لما لهذه المنطقة من أهمية سياسية اقتصادية وتجارية وجغرافية، أهمية لها علاقة بالواقع والثروة النفطية.
* الجزيرة: إسرائيل مستمرة في بناء الجدار الفاصل وبالأمس أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي شاؤول موفاز انه قرر اعتبار بعض النقاط الاستيطانية قانونية، وهي مخالفة واضحة وصريحة لما نصت عليه خارطة الطريق، ما تعليقكم على ذلك ؟؟؟
الرجوب: الحكومة الإسرائيلية لديها خيار العدوان، لديها خيار الاستيطان، لديها خيار قوة القوة، هذه الحكومة لا يوجد لديها أي أفق سياسي أو أي برنامج للحل السياسي للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، أن ما قام به ويقوم به الطرف الإسرائيلي من استمرار العدوان على الأرض الفلسطينية وعلى الإنسان الفلسطيني، وبشكل خاص موضوع الجدار العنصري الأمر يقتضي وقفة تعقيمية من جانب الأسرة الدولية وتحديداً الرباعية.
الأمريكان أعلنوا نظرياً أنهم ضد بناء الجدار، ومع كل ذلك ما زالت مساعداتهم ومازالت رعايتهم بما في ذلك الفيتو الذي اتخذوه في مجلس الأمن هو حماية ومظلة لرعاية هذا العدوان لرعاية أسوأ أشكال الإرهاب في العالم وهو إرهاب الدولة الرسمي الذي تقوم به إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني.
* الجزيرة: مع ذلك مازالت إسرائيل متمسكة في بناء هذا الجدار ومع الأسف الجهود الدبلوماسية الفلسطينية حتى هذه اللحظة فشلت في إجبار إسرائيل على وقف الجدار؟؟؟
الرجوب: هنالك جهود دبلوماسية فلسطينية وعربية في محاولة لتجنيد الرأي العام وفي محاولة لخلق عناصر ضاغطة على الطرف الإسرائيلي لوقف هذا العدوان على الأرض الفلسطينية، ولكن للأسف الإسرائيليين يمتلكون القوة الكافية ولديهم إمكانيات ولديهم رعاية وحماية أمريكية، ويعملون بمنطق القوة ويقومون بفرض حقائق ستقتل أي فرصة لإقامة دولة فلسطينية بتواصل جغرافي وتمتلك مقومات الحياة مستقبلا، هذا ما تقوم سياسة شارون وسياسية اليمين الإسرائيلي، وأكثر شيء مؤسف هو هذا الدعم والرعاية الأمريكية.
* الجزيرة:الغريب أن شارون قال بالأمس في اجتماع مع برلمانيين أوروبيين بان الجدار لا هو أمني ولا سياسي، فماذا يكون إذن ؟
الرجوب: شارون يخدع كل العالم.
* الجزيرة: يكذب؟؟
الرجوب: نعم يكذب، شارون يكذب أكثر مما يتنفس، وشارون يخدع العالم في كثير من السيمفونيات التي أطلقها ولها علاقة بتنازلات مؤلمة ولها علاقة بإنهاء الاحتلال، وكلها أكاذيب فقط لذر الرماد في عيون الأسرة الدولية، شارون يستطيع أن يقيم سورا بيننا وبينه، ونحن لسنا كثيراً نطمح إلى علاقة مع الإسرائيليين، ولكن بامكانه أن يعمل مسار هذا السور على حدود 67، لكن هذا السور يبنى لتحديد حدود سياسية على الأراضي الفلسطينية، هذا السور يقتطع أكثر من 58% من الأراضي الفلسطينية، فعلى هذا الأساس أعتقد أن شارون كذاب والصمت الأمريكي هو مس بكل القيم والمفاهيم والمنطلقات التي يتحدث عنها الأمريكان ولها علاقة بالحرية وبحقوق الإنسان و بمثل وأخلاق إنسانية.
* الجزيرة: هل يمكن للولايات المتحدة الأمريكية وللإدارة الأمريكية أن تكون وسيطا نزيها الآن؟
الرجوب: لا...لا ... لا... لا يوجد صمت أمريكي يوجد دعم أمريكي لهذا العدوان، وهذه الإدارة هي طرف غير نزيه وغير واقعي ولا يتعامل مع العرب بالحد الأدنى من الاحترام للعرب وطموحاتهم، وهذا يقتضي أن يكون هناك وقفة عربية لتوحيد كل الطاقات والإمكانيات العربية لمواجهة الأمريكان الذين يتصرفون على أساس أنهم يحكمون العالم بلغة الشرطي وبلغة الاستعمار الجديد، لا بد من مواجهة هذا الموقف الأمريكي المتحيز بموقف عربي فاعل، قادر على توظيف كل الإمكانيات والطاقات العربية لمواجهة هذا الموقف الأمريكي غير النزيه للعدوان والاحتلال الأحادي الجانب على الشعب الفلسطينيين من جانب الإسرائيليين.
* ولكن هذا الموقف الذي تطالب فيه هو غائب ؟؟؟
الرجوب: لا لا الموقف العربي مشلول، العدوان الأمريكي على العراق، والانهيار السريع للنظام العراقي في حينه واحتلال بغداد بدون مقاومة، خلقت حالة من الإحباط في الشارع العربي، وخلقت حالة من القلق لدى معظم الأنظمة العربية، والإدارة الأمريكية حقيقة تهدد كل أنظمة المنطقة وتلوح لهم بعصا التغيير، وهذا النهج خلق حالة من الانكفاء الذاتي لدى كل نظام لحماية نفسه.
أنا برأيي أن كثيرا من العرب يجب أن يستخلصوا العبر من دعمهم للعدوان الأمريكي على العراق، وهذا لا يعني أننا كنا نرى في صدام شخصا محترما، بالعكس صدام فاشي وخرج عن كل الأطوار في تعامله مع جيرانه وشعبه، ولكن الإدارة الأمريكية لم تشن الحرب على العراق من أجل إسقاط صدام، بل شنت الحرب من أجل الاستيلاء على إمكانيات وثروات العراق والسيطرة على كل منطقة الشرق الأوسط، وتوفير الأمن للإسرائيليين وتأمين الجبهة الشرقية مع الإسرائيليين، وبالتأكيد لا يوجد لها علاقة بأي شيء آخر.
وأنا برأيي أن العرب عليهم الآن أن ينهضوا ويستيقظوا ويجب أن يتم تعزيز المقاومة العراقية للاحتلال الأمريكي.
* الجزيرة: هناك تدهور في العلاقات الأمريكية - الفلسطينية خاصة في الثلاث سنوات الأخيرة، من المسئول عن هذا التدهور ؟؟؟
الرجوب: الطرف الأمريكي، هذه الإدارة الأمريكية هي إدارة يمينية فاشية، يسيطر عليها اليمين الصهيوني ويديرها مجموعة من اليمينيين الفاشيين، الذين كلمة «عرب» تستفزهم وتثير عندهم الاشمئزاز والتقزز بدءاً من دك تشيني، انتهاء بولفتس.
هذه مسألة ليست بحاجة إلى براهين، مواقفهم وتصريحاتهم كلها تصب في خانة معاداة الشعب الفلسطيني، وهذا طبعا جعل منهم متحيزين أولا للإسرائيليين، وثانياً ابتعدوا عن الشعب الفلسطيني وقضيته، ومعظم اللقاءات التي حدثت مع مسئولين فلسطينيين كانت لقاءات هامشية، ثانوية، ولم تتطرق إلى صلب وجوهر الصراع والحالة التي يعيشها الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، حتى في استقبالهم لأبو مازن وفي تعاملهم معه واللي هم كانوا معنيين فيه رئيس حكومة ومعنيين في شخص أبو مازن، لم يقدموا له سوى كلمات معسولة بأنه رجل طيب ونقطة.
لم يعطه أفقا سياسيا أو مساعدات اقتصادية ولم يقدموا له أية تسهيلات لها علاقة بحياة الفلسطينيين وبحركة الفلسطينيين وبالشروط المعيشية للفلسطينيين تحت الاحتلال الإسرائيلي، وأنا أرى أن الإدارة الأمريكية غير معنية وغير قادرة في ظل الهيمنة اليمينية على مؤسساتهم أن تنسج علاقة مميزة مع الفلسطينيين أو مع العرب، حتى علاقتهم مع السوريين والمصريين علاقة غير متوازنة، وعملياً لا يوجد لديهم أي علاقة مع أي طرف عربي لديه حد أدنى من الانتماء إلى المشروع القومي العربي فيها احترام، باستثناء نظام أو نظامين مرتبطين بالمشروع الأمريكي في الخليج، لا يوجد علاقة متميزة مع أي دولة عربية لا مع السعودية ولا الإمارات العربية ولا مصر ولا سوريا ولا مع دول المغرب العربي.
* الجزيرة: ألا تتحمل القيادة الفلسطينية جزءاً من المسؤولية عن هذا التدهور؟؟
الرجوب: لا غير صحيح، نحن ضحية، شعبنا ضحية، إذا كان هناك من وقفة تقويمية مشتركة مع الإدارة الأمريكية لتقيم عناصر القوة والضعف في علاقتنا الثنائية السابقة فلا يوجد لدينا أي مشكلة في إجراء هذا التقييم ومن استخلاص العبر من الأخطاء التي وقعنا فيها.
لكن الطرف القوي، الطرف القادر، الطرف صاحب المصلحة في تحقيق استقرار إقليمي وحماية مصالحه في المنطقة هو الإدارة الأمريكية، والتي كان يجب أن تتبنى سياسة طبيعية تحافظ على مصالحها في المنطقة، تحافظ على الاستقلال الإقليمي لأنه يخدم مصالحها في منطقة الشرق الأوسط.
ولكن علنا الأمريكان تبنوا الاحتلال، الأمريكان برّروا تهجير الفلسطينيين وتدمير بيوتهم في رفح، الأمريكان أخذوا فيتو ضد الجدار الفاصل، الأمريكان أيدوا مهاجمة سوريا.
هذه كلها أعتقد شكلت استفزازا لكل الفلسطينيين ولكل العرب وهذه لن تخلق تراكمات إيجابية لصالح علاقة مستقبلية مع الإدارة الأمريكية، وأنا برأيي سنكون بحاجة إلى سنوات لترميم هذه العلاقة، لأنه أصبح هناك جرح في نفس كل فلسطيني كل عربي كل مسلم، بفعل هذه السياسة التي فيها حماقة وفيها استهتار بالعرب والمسلمين.
* الجزيرة: كانت لكم زيارة وصفت بالمهمة إلى روسيا بداية هذا الشهر، ما طبيعة هذه الزيارة، وحقيقة أنكم طلبتم من الروس المساعدة في إعادة بناء الأجهزة الأمنية الفلسطينية ؟
الرجوب: علاقتنا مع روسيا علاقة متميزة، وروسيا دولة محورية في العالم ونحن نتمنى لروسيا أن تستعيد عافيتها لتحدث توازن القوى عالمياً بما يضمن دورا أكثر فاعلية وأكثر نشاطا لروسيا في الصراعات الإقليلية والدولية، بما في ذلك صراعنا مع إسرائيل وعلاقتنا مع الروس هي استمرار لعلاقة تاريخية سنحافظ عليها، وأنا قمت بزيارة التقيت فيها مع نظرائي في المؤسسة الأمنية الروسية لضمان دعم سياسي ودعم له علاقة بإعادة تأهيل وتدريب أجهزتنا الأمنية.
ونحن يجب أن نستمر في علاقة مع روسيا وأوروبا ويجب أن لا نقبل بالاحتكار الأمريكي لمنطقة الشرق الأوسط، الفلسطينيون والعرب يجب أن يرفضوا هذا الاحتكار الأمريكي غير النزيه لمنطقة الشرق الأوسط والذي يرتكز على القوة ويرتكز على الهيمنة ويرتكز على استغلال شعوبنا.
* الجزيرة: كيف ستكون شكل المساهمة الأمنية الروسية في أعادة بناء الأجهزة الأمنية ؟
الرجوب: لكل حادث حديث، الروس متجاوبون ومتفهمون وداعمون للقضية الفلسطينية وللقيادة الفلسطينية وللمشروع التحرري الفلسطيني، ولديهم موقف نزيه وموقف واضح من الصراع، وأنا أتمنى أن يدرك الأمريكان أن الموقف الروسي عامل مهم في تحديد سياستهم في هذا الصراع.
* الجزيرة: اليوم روسيا ستتشاور مع الأوروبيين حول مشروع قرار سيقدم إلى مجلس الأمن خاص بتسوية الصراع في الشرق الأوسط، هل لديكم تفاصيل حول هذا المشروع، وما الجديد الذي سيقدمه إلى جانب عشرات القرارات ذات الصلة التي أصدرها مجلس الأمن لحل النزاع؟
الرجوب: الروس يتطلعوا إلى استصدار قرار من مجلس الأمن لتبني خارطة الطريق واعتبارها وثيقة ملزمة ويتم تطبيقها من خلال شرعية الأسرة الدولية هذا هو جوهر الموقف الروسي ونحن نتمنى تحقيق ذلك لأن إضفاء شرعية الأمم المتحدة على هكذا قرار وهكذا توجه يشكل عاملا إيجابيا ويشكل قوة دفع إيجابية لصالح العملية السليمة ولصالح مسألة المصالحة في منطقة الشرق الأوسط، بما يضمن تحقيق الحلم الوطني الفلسطيني الذي هو شرط لتحقيق السلام الإقليمي والسلام العالمي الذي له علاقة بالدولة وبحل عادل لمشكلة اللاجئين.
* الجزيرة: اليوم ستبدأ الشرطة الإسرائيلية التحقيق في أعمال الغش والاحتيال مع رئيس الحكومة ارئيل شارون، ما تعقيبكم على ذلك ؟؟
الرجوب: إن حجم الفساد الموجود في إسرائيل لا يضاهيه فساد في أي دولة في العالم، وما حصل مع شارون وأولاد شارون هو مثال حي على تجاوزات مالية وتجاوزات قانونية في هذا المجتمع وفي هذا الكيان، الذي قام أصلا على الغش والخداع، وشارون قام بتصعيد جرائمه وعدوانه لتصدير أزمته الشخصية وأزمته الأسرية مع القانون ومع القضاء في إسرائيل.
* الجزيرة: تضاربت الأنباء حول صحة الرئيس عرفات في الآونة الأخيرة، هل لكم أن تضعونا في حقيقة الأمر، وكيف صحة الرئيس اليوم ؟
الرجوب : الوضع الصحي جيد وممتاز، والسيد الرئيس يمارس حياته بشكل طبيعي واعتيادي ويقوم بكل النشاطات التي لها علاقة بمسؤولياته كرئيس للسلطة وكمرجعية للشعب الفلسطيني. مر بوعكة صحية وتم إجراء فحوصات طبية من طاقم أردني وطاقم مصري بالإضافة إلى الأطباء المحليين وواضح انه كان عنده حصوة في المرارة، وهذه ممكن تأجيل الجراحة فيها أما صحته جيدة ويمارس حياته بشكل طبيعي.
* الجزيرة: ما موقفكم من تفاهمات «جنيف»؟
الرجوب: هذه مبادرة غير رسمية، ومن حق أي مجموعة في الشعب الفلسطيني أن تجري حوارا غير رسمي مع الإسرائيليين وغير الإسرائيليين، ولكن من موقع التزامها وإقرارها بوجود مرجعية وطنية للشعب الفلسطيني هي منظمة التحرير، وهي صاحبة الحق في إجراء المفاوضات ذات الصلة والعلاقة بإنهاء الصراع وتحقيق المصالحة بيننا وبين الإسرائيليين.
* الجزيرة: إذا هي لا تعكس الموقف الرسمي للسلطة الوطنية؟؟
الرجوب: هذه مبادرة لمجموعة من الأشخاص الوطنيين الفلسطينيين الذين نحترمهم ونقدر جهودهم ونقدر توجهاتهم ونقدر انتماهم الوطني للقضية للمشروع الوطني التحرري الفلسطيني، ومن حقهم كما من حق غيرهم ان يجروا أية اتصالات لتوضيح موقفنا ولتعرية الموقف الإسرائيلي، ما داموا يقرون بمرجعية المنظمة، هذا هو موجود لدى الأفراد ولدى القوة التي بادرت ودعمت هذا المشروع.
* الجزيرة: ألا تحظى بدعم وموافقة مبدئية من قبل الرئيس ياسر عرفات؟؟
الرجوب: والله بالإمكان مراجعة الرئيس، ولكن أنا مثل ما قلت أن هذه مبادرة وجهد جيد، وفكرة الاتصالات والحوار من الإسرائيليين هي فكرة يدعمها ويشجعها الرئيس بشكل دائم، وتعليماته للجميع أن قنواتنا إن كانت رسمية وإن كانت مع معسكر السلام بشكل خاص وقوى السلام الإسرائيلية يجب أن تستمر وتعزز لخلق مفاهيم مشتركة ومواقف مشتركة لصالح قضيتنا.
* الجزيرة: موقفك الشخصي هل تدعمها أم انك ترى بعض النواقص فيها ؟؟
الرجوب: أنا بالتأكيد لست طرفا فيها، ولا يمكن أن أدعمها دمت أنا في موقعي الرسمي، وعلى هذا الأساس أنا أتعامل بحذر مع هكذا جهود وان كنت أؤيد الحوار والنقاشات مع قوى سلام إسرائيلية لما لها من ايجابية ولما لها من مردود إيجابي على المجتمع الإسرائيلي ولتعزيز قوى السلام وحركة السلام عن الإسرائيليين.
* الجزيرة: بعد 9 سنوات من التوقيع على اتفاق أوسلو، يبدو أن الوضع الآن أكثر سوءا فيما يتعلق بحلم إقامة الدولة الفلسطينية كاملة السيادة، كيف سيكون مستقبل السلطة الفلسطينية في الأشهر والسنوات القادمة؟
الرجوب:وجود الشعب الفلسطيني هو حقيقة ثابتة في هذا الصراع، والدولة الفلسطينية عنصر واجب الوجود في معادلة الصراع، وهي الشرط الوحيد لتحقيق الاستقرار والأمن لكل منطقة الشرق الأوسط، وأنا واثق أن المسألة مسألة زمن، الطرف الإسرائيلي يسعى لدفن هذه الفكرة ولكنها ستتحقق إن آجلاً أم عاجلاً.
شعبنا الفلسطيني شعب عظيم شعب عملاق صموده الأسطوري على مدار الخمس وخمسين عاماً، وتعاطيه المسئول مع كل المحاولات لدفنه ولطمسه ولنفي شخصيته من الخارطة السياسية فشلت بفعل إدراكه لمتطلبات واحتياجات التحرر والاستقلال وإقامة الدولة الفلسطينية، لا يمكن ان يكون الطرف الإسرائيلي قادر على قتل فكرة إقامة الدولة الفلسطينية على الأرض الفلسطينية.
وبعد مقتل رابين لم يكن هناك شريك إسرائيلي جدي وقادر على فرض رؤيا دولتين لشعبين على الطرف الإسرائيلي، وهذا لا يعني أن يستسلم الشعب الفلسطيني.
* الجزيرة: «حل السلطة الفلسطينية» هل هو خيار مطروح على القيادة الفلسطينية للخروج من الأزمة الراهنة ؟
الرجوب: التفكير في حل السلطة هو قمة الخيانة، السلطة أنجاز ويجب الحفاظ عليها يجب أن يتم تطويرها بما يضمن أن تكون أداة فعل مشرق لتعزيز أسباب صمود الشعب الفلسطيني، ولحماية مسيرة النضال بكل مقوماته وبكل احتياجاته، التفكير في حل السلطة هو قمة الخسة والنذالة، لماذا حل السلطة؟؟ لا بد من تعزيز مكانة السلطة وتقويتها، لا بد من الاتفاق على مجموعة من الثوابت الموضوعية لحماية أداء السلطة، وجعلها أداة فاعلة في المجتمع الفلسطيني وفي الإطار الإقليمي والدولي.
* الجزيرة: ولكن شارون لم يألُ جهدا في هذا الأمر؟
الرجوب: شارون شخص حاقد على كل ما هو فلسطيني، وكل ما له علاقة برموز التحرر والاستقلال للشعب الفلسطيني، وهذا لا يعنينا وشارون لا يمكن أن يملي شروطه على الشعب الفلسطيني، بإمكانه أن يقتل فلسطينياً ويبعد فلسطينياً ويدمر مقراً، لكنه لا يمكن أن يدمر فكرة الانتماء عند كل الفلسطينيين هذه الفكرة السامية والنبيلة التي حملها الفلسطينيون كأفراد وكمؤسسات معهم في كل المنافي، وعادوا وجسدوها على الأرض بإقامة هذه السلطة، التي تعتبر ورغم كل سلبياتها إنجاز ومحطة مهمة في مسيرة التحرر والاستقلال الفلسطيني.
* الجزيرة: دعوتم قبل أسابيع إلى وقف شامل لإطلاق النار أين وصلت هذه المبادرة ؟؟
الرجوب: نحن لدينا موقف ثابت لتحقيق وقف إطلاق نار متبادل، الإسرائيليون يوقفوا عدوانهم على الأرض الفلسطينية، على الإنسان الفلسطيني في كل الجبهات وفي كل المواقع، والسلطة الفلسطينية تلتزم بوقف إطلاق النار في كل المناطق التي تسيطر عليها، كمقدمة لفتح أفق سياسي ولتجديد عملية تنفيذ الاتفاقات الموقعة بيننا وبين الإسرائيليين، لن يكون هناك وقف إطلاق نار فلسطيني مجاني، بمعنى لن يكون هناك أمن للإسرائيليين والمحتلين والمستوطنين بدون ما يكون أمن للفلسطينيين وتجديد لأمل مستقبل الشعب الفلسطيني بدون ما يعطونا أمل لمستقبلنا ويوقفوا العدوان علينا لن يكون لهم أمن لا مع المحتلين ولا مع المستوطنين.
* الجزيرة: ولكن شارون يرفض هذا ؟
الرجوب:هو يستطيع أن يرفضه ورفضه هو كارثة عليه كما هو كارثة على الشعب الفلسطيني، تحقيق وقف إطلاق النار هو مصلحة إسرائيلية كما هو مصلحة فلسطينية، ولن يكون هناك وقف إطلاق نار وأمن مجاني للإسرائيليين، نحن على أتم الاستعداد لمقايضة الإسرائيليين الأمن بالاستقلال، الأمن بإنهاء الاحتلال.
* الجزيرة: ضمن هذه الرؤيا هل أنت متفائل؟؟
الرجوب: طبعا أنا متفائل بالمنظور الفلسطيني، الفلسطينيون لم يقاتلوا من أجل القتال، الفلسطينيون قاتلوا من أجل إنهاء الاحتلال وحتى القوة الإسلامية الفلسطينية قوة متميزة عن كل القوى الإسلامية في أي موقع آخر، بأنها حركة سياسية برغماتية واقعية تدرك احتياجات ومتطلبات هذه المرحلة التاريخية، ومن هنا إمكانية تحقيق وقف أطلاق النار إذا ما كان هناك تجديد لأمل الفلسطيني في مستقبله المسألة ممكنة وإنجازها وارد، ولكن هذه مسؤولية الأسرة الدولية في أن تمارس ضغطها على الطرف الإسرائيلي المعتدي والذي يعتقد حتى هذه اللحظة بان هناك حلاً عسكرياً لهذا الصراع.
* الجزيرة: هل لكم اتصالات مع حماس أو الجهاد الإسلامي في هذا الإطار ؟؟
الرجوب: الاتصالات مع كل الأطياف السياسية بما فيها حماس والجهاد لم تتوقف ولن تتوقف، هذه القوى جزء من الشعب الفلسطيني وجزء من حركة التحرر الوطني، وهي خلايا حية ومهمة في النسيج السياسي الاجتماعي الفلسطيني وعلاقاتنا وحواراتنا معهم لم ولن تنقطع على مدار الساعة.
* الجزيرة: هل هناك مشاركة عربية في الحوار؟؟
الرجوب: هناك مشاركة عربية في الماضي، بدون المشاركة العربية تحديداً مصر لم يكن بالإمكان إنجاز الهدنة، وما زال هناك حوار وما زال هناك جهد عربي تشارك به مصر وتشارك فيه أيضا السعودية أطراف عربية أخرى، في محاولة للملمة الوضع الفلسطيني، بما يضمن تحقيق قرار فلسطيني واحد في مسألة التفاوض وفي مسألة الحرب، إما أن نقاتل معا وإما أن نفاوض معا، انا آمل ان تتكلل هذه الجهود بتحقيق برنامج سياسي نضالي فلسطيني يعبر عن حالة إجماع، ويحدد فيها الجغرافيا التي يجب أن يقتصر عليها النضال والمقاومة، ويحدد الهدف من النضال والذي له علاقة بإقامة دولة فلسطينية في حدود عام 1967 وحل عادل لمشكلة اللاجئين.
أنا بتقديري أن تحقيق ذلك بمشاركة عربية وبجهد عربي سيكون له قوة فعل ايجابية، وسيمكن الأطراف العربية من تقديم كل المساعدات الممكنة على صعيد الأسرة الدولية لضمان احتواء العدوان الإسرائيلي.
* الجزيرة: هل لكم من اتصالات أمنية أو سياسية مع الجانب الإسرائيلي؟؟
أنا شخصياً لا يوجد لي أي اتصالات مع الإسرائيليين منذ أن قصفوا مقري ودمروه قبل عشرين شهر.
* الجزيرة: قلت أن هذا القصف كان يستهدفك شخصياً ؟
الرجوب: أنا بتقديري ما حصل في الأمن الوقائي كان استهدافا لجهاز الأمن الوقائي، لأنه الجهاز الأكثر قرباً من الشارع من المزاج، من تحقيق المشروع وحمايته والإسرائيليين، كان لديهم إصرار على خلق حالة من الفوضى والإرباك في الشارع الفلسطيني كمقدمة لإنهاء كل مظاهر ورموز السلطة والسيادة. وأعتقد أن الهدف الثاني هو إنهاء أي دور سياسي لي، وما تلاه من خطوات وعمليات تحريض ضدي ومن تشكيل حكومة بالشكل الذي شكلت فيه حكومة أبو مازن أثبتت لكل فلسطيني أن ما حصل في الأمن الوقائي وما حصل مع جبريل الرجوب لم يكن عفوياً، وعمليات التحريض التي شنتها الجزيرة وغير الجزيرة كان القصد منها كسر إرادتي وإرادة جهاز الأمن الوقائي.
* الجزيرة: هو استهداف شخصي؟
الرجوب: نعم هو استهداف شخصي واستهداف للجهاز، هذه حقيقة مثبتة، هل الذين تحدثوا عن الصمود كانوا يعتقدون أنا عندي «ت72» وأنا عندي نووي ولم أستخدمه؟ ها هم الإسرائيليين مستبيحين كل الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة أين هم هؤلاء الأشخاص؟؟ في الوقت الذي كان فيه الأمن الوقائي يقصف كانوا يجتمعون مع عمري شارون للتآمر على الشعب الفلسطيني، وأنا في الوقت المناسب سأروي الكثير من الحقائق والمعطيات التي تضع من تأمروا على الأمن الوقائي في مكانهم الطبيعي، وأنا متأكد بأن المستنقعات جفت وهذه الديدان أصبحت عارية أمام الفلسطينيين وأمام العرب وأمام المسلمين.
* الجزيرة: من هذه الديدان؟؟
الرجوب: أنا لست بحاجة إلى تسميتهم الكل يعرفهم.
* الجزيرة : هل ستشارك في حكومة أبو العلاء الموسعة؟؟
الرجوب : بالتأكيد لا يمكن أن أشارك في هذه الحكومة لا وزير داخلية ولا أي وزير آخر، أنا تم تعيني قبل شهرين مستشارا للأمن القومي الفلسطيني، ولا يمكن أن يكون هذا الموقع نقطة انطلاق لموقع آخر على الأقل يجب ان أمارس وأضع أسساً في هذا الموقع المستحدث في النظام السياسي الفلسطيني، ولا يمكن أن أتخلى عن هذا الموقع لصالح موقع آخر، وأعتقد أن هذه انتهازية لا أقبلها على نفسي، ولكن أنا سأكون عاملاً مساعداً وإيجابياً لصالح إنجاح حكومة أبو علاء، بما يضمن قدرتنا جميعا على تجاوز هذه المرحلة الصعبة الحرجة من تاريخ الشعب الفلسطيني.
* الجزيرة :ألا تقلق من أن يكون هناك تضارب أو تداخل في المهمات الموكلة إليك وبين مهمات أي وزير داخلية قادم ؟
الرجوب : لن يكون هناك تعارض في السلطات والصلاحيات ما بين رئاسة السلطة والحكومة، وسنكون جميعنا جنوداً في خدمة الحكومة ورئيس الحكومة ووزير الداخلية بما يضمن نجاحهم، وما عليهم إلا ان يعرضوا برنامجهم السياسي وبرنامجهم الأمني والإداري والاقتصادي، وكلنا سنكون في خدمة ذلك البرنامج كجنود أوفياء.
لا أعتقد بأن الظرف يسمح بصراعات وبنزاعات داخلية وأنا أؤكد أن ما حصل مع أبو مازن لم يكن له علاقة بالصلاحيات إطلاقا.
* الجزيرة: ولكن هذا ليس رأي أبو مازن؟؟
الرجوب: أبو مازن غير صادق في عرض تجربته ، أبو مازن هو الذي يتحمل مسؤولية عزلته الداخلية برهانه على العمل الخارجي، أبو مازن عزل فتحاويا عندما رفض المرجعيات التنظيمية، ورفض وطنياً عندما تجاهل كل القوى وكل مراكز الفعل السياسي الفلسطيني.
أبو مازن خدعه الأمريكان والإسرائيليون الذين لم يقدموا له شيئاً، وهو راهن على العامل الخارجي وأهمل العامل الداخلي ومشكلة أبو مازن لم يكن لها علاقة بالصلاحيات إطلاقا واعتقد أن أبو مازن يجب أن يكون أكثر صراحة ووضوحاً مع نفسه.
* الجزيرة: هل ساهم وجود دحلان في الحكومة في إفشال أبو مازن ؟؟
الرجوب: مقتل أبو مازن كان في دحلان، في تفويض دحلان بوزارة الداخلية هذا ضد اتفاق بين أبو مازن وأبو عمار بحضور الطرف المصري، ان يكون وزير دولة للشؤون الأمنية على أن لا يتدخل في وزارة الداخلية.
نعم هذا مقتل أبو مازن وأنا أريد أن أقول لك أننا نحن قبل 24 ساعة من سقوط حكومة أبو مازن قدمنا له باسم الرئاسة ما ينقذ حكومته ولكن أبو مازن كان مضللاً.
* الجزيرة : ما الذي قدم لأبو مازن لإنقاذ حكومته؟؟
الرجوب : هو كان فقط عليه أن يلغي تفويض دحلان بوزارة الداخلية ويعين وزير داخلية أصيلاً ويعود إلى المجلس التشريعي، وكذلك يجب أن يعود إلى اللجنة المركزية، ولكن أبو مازن خرج عن حركة فتح ولا يمكن أن تدعمه وترعاه حركة فتح، أين مرجعيته إذا كانت فتح ليست مرجعية أبو مازن ، فمن هي مرجعيته؟
* الجزيرة: هو قدم استقالته من اللجنة المركزية؟؟
الرجوب: أبو مازن وحكومته ربما بحسن نية أو بسوء نية خلقوا انطباعاً عند كل مواطن بأنهم يسعون للسيطرة على السلطة وليس لتثبيتها وحمايتها، وهذه مشكلة حكومة أبو مازن، وهذا القلق لدى كل مواطن ولدى كل القوى السياسية في المجتمع الفلسطيني، ومن أسقط حكومة أبو مازن هو الأمريكان والإسرائيليون وثانيا التكتيكات الداخلية التي قام بها أبو مازن والتي عزلته كليا في الواقع الفلسطيني وفي الجبهة الداخلية.
* الجزيرة: ولكن أبو مازن قال في خطابه إن فشل حكومته هو الرئيس عرفات ومؤسسة الرئاسة وتحديداً عندما قال: «ما دمتم مقتنعين» موجهاً خطابه للرئيس عرفات بأنني كرزاي فلسطين فانني أرد الأمانة» هل بالفعل الرئيس عرفات وصفه بأنه كرزاي؟؟
الرجوب: الرئيس عرفات لم يصفه، وهو من اختاره وهو من كلفه، وياسر عرفات هو الذي أنجح حكومته في المجلس التشريعي، والرئيس حتى اللحظة الأخيرة كان معنيا باستمرار حكومة أبو مازن بالرغم من الجرح الشخصي لدى أبو عمار من جانب أبو مازن، وأبو مازن يجب أن يتوقف عن ترديد انه قيل عنه كذا وكذا لأن هذا الكلام غير صحيح.
* الجزيرة: ما هو الجرح الشخصي الذي وجه من قبل أبو مازن للرئيس عرفات؟؟
الرجوب: عندما رفض مرجعية أبو عمار، عندما رفض مرجعية اللجنة المركزية، عندما أدار ظهره لكل المرجعيات التنظيمية والوطنية في الساحة الفلسطينية، وأبو عمار لم يقصر مع أبو مازن ومع ذلك أبو عمار كان معني باستمرار حكومة أبو مازن، ولكن أبو مازن كان معني باستمرار حكومته بدون مرجعية ياسر عرفات وبدون مرجعية حركة فتح وهذا كان مصدر قلق لنا جميعاً. ولا داعي للتبرير وأبو مازن يدرك بأن أدبيات الثوار تقول بأن «التبرير في العمل الثوري خيانة»، لا يبرر فشله، لا يبرر قصوره، لا يبرر أنه خدع وضلل بإلقاء المسؤولية على ياسر عرفات وغيره، هذا خطأ يجب أن يقول أبو مازن أنا أخطأت لأن ياسر عرفات هو جزء من المؤسسة، ونحن كنا سنقاتل مع أبو مازن في المؤسسة ضد ياسر عرفات وضد اللجنة المركزية لو احتكم إلى المرجعيات، إذا ما اختلف مع ياسر عرفات عليه أن يعود للمركزية إذا اختلف مع المركزية عليه أن يعود للمجلس الثوري والمجلس الثوري هو لديه كل السلطات القانونية لتجميد أي عضو لجنة مركزية ولقلب الطاولة ولكن أبومازن عزل نفسه عن هذه الأطر، فكيف به يريدنا ان نخوض معركته.
* الجزيرة: قلب الطاولة... إصلاح مؤسسات... اللجنة المركزية... المجلس الثوري ألا تعتقد أن هناك حاجة لإصلاح هذه المؤسسات؟
الرجوب: هناك حاجة دائمة ثابتة وهذا مطلب كل القوى الايجابية في حركة فتح، ولكن هذا لن يكون على دبابة إسرائيلية ولن يكون بدعم أمريكي إسرائيلي، يجب أن يأتي بمنظور وطني فلسطين ومن خلال الواقع ومن خلال المؤسسة ومن خلال الإطار ومن خلال أولويات في العمل الوطني. وليس من خلال المصالح والأمراض الشخصية بدعم إسرائيلي وأمريكي، الرغبة في الخلاص من ياسر عرفات لا علاقة لها بالفساد، الآن اكتشفوا أن ياسر عرفات فاسد؟؟ الآن اكتشفوا تجاوزات ياسر عرفات؟؟ هو ياسر عرفات يقودنا من 40 سنة.
القضية لها علاقة بالتاريخ، بشطب تاريخنا والمنظمة كمقدمة لشطب قضيتنا، الخلاف مع ياسر عرفات حق مشروع لكل فلسطيني، ولكن الخلاف على ياسر عرفات وعلى دور ياسر عرفات مادام رئيساً منتخباً هو من المحرمات وغير مسموح سواء أحبناه أو كرهناه، فهو رئيسنا على مدار 40 سنة لا يجوز دفنه لتحقيق رغبة إسرائيلية أو أمريكية، ولا يجوز القطيعة معه، ولا يجوز رفض مرجعيته، وهذا لا يعني ان كل ما يقوم به ياسر عرفات صحيح ولكن نحن نناضل من موقع التزامنا بالمؤسسة ومن داخل المؤسسة.
* الجزيرة: لك تجربة شخصية عندما أقلت من رئاسة الأمن الوقائي العام الماضي؟؟
الرجوب: أنا قلت في حينه لن أسمح لنفسي ما حرمته على الآخرين ، أنا ملتزم بالقرار وهو قرار غير صائب قرار ظالم وقرار خاطئ، وأعتقد فيما بعد ياسر عرفات وكل القيادة الفلسطينية تقر بما قلته ولكنني التزمت وأنا في أوج خلافي مع ياسر عرفات، لم أشكك في وطنيته ولم أشكك في دوره وفي مكانته في المؤسسة الفلسطينية أنا حافظت على حالة من التواصل مع المؤسسة بالرغم من المرارة الشخصية التي أصابتني وأنا لم أتجاوز الخطوط الحمر في علاقتي وفي سلوكي لا مع أبو عمار ولا مع المؤسسة.
* الجزيرة: هل تأمل أن لا يتكرر ملف وزارة الداخلية الشائك في حكومة أبو علاء؟؟
الرجوب: أرجو أن لا يتكرر، أبو علاء يجب أن يستخلص العبر ويجب أن يكون هناك وزير داخلية مطمئن لكل الفلسطينيين، وزير داخلية يسعى لتنفيذ سياسة ولا يوجد لديه أهداف وأجنده شخصية، لأن أي أجندة شخصية ستكون مرتبطة بالاحتلال وبالطرف الأقوى وبالاحتلال، يجب ان يكون رجل قادم لتنفيذ برنامج سياسي يقر في المؤسسات والأطر وبشكل خاص في الحكومة ويعمل على تنفيذه.
تجربتنا مع الحكومة السابقة خلقت لدينا قلقاً وخوفاً، وعلى هذا الأساس لا بد من أن يكون وزير الداخلية شخصاً نزيهاً وموضع ثقة واطمئنان الجميع كي يتسنى لنا الإقلاع مع هذه الحكومة.
* الجزيرة: بعد مرور ثلاث سنوات على الانتفاضة هل تعتقد أن الانتفاضة كانت خطأً فلسطينيا؟
الرجوب : لا الانتفاضة لم تكن خطأً وأنا شخصياً ومن الأسبوع الأول قلت أن الانتفاضة مصلحة وضرورة تقتضيها المرحلة ومجمل السياسات الإسرائيلية في حينه، استمرار الاستيطان ومصادرة الأراضي استمرار الحصار على الشعب الفلسطيني والتنصل من الاتفاقيات كانت تقتضي ردة فعل، ولكن كانت هناك ممارسات في الانتفاضة كان يجب أن لا تكون.
وأنا شخصياً حذرت من اليوم الأول كان يجب أن لا يتم عسكرة الانتفاضة وأن لا يتم زج الأجهزة في إطلاق النار من مناطق «أ» ويجب أن نتصرف في مناطقنا كسلطة مسئولة أمام العالم، ويجب أن نعمل وبكل السبل لوقف أي عمليات ضد أهداف مدنية داخل الخط الأخضر هذه أربعة خطوط حمر أنا وضعتها كضمان لاستمرار ونجاح الانتفاضة بقدرة على التواصل الزمني فلسطينياً والاتساع المكاني والشمول السياسي الاجتماعي فلسطينياً مع تناغم إقليمي وإقرار دولي بأن ما يحصل هو حق للفلسطينيين وما يحصل يوجب تدخل لإنهاء الاحتلال ولكن للأسف هناك من أساء لأنه كان عنده أجندة شخصية، أساء التصرف وبعضهم من رموز السلطة ومن رموز الأجهزة الأمنية، لخلق حالة إرباك، وهذا ساعد الإسرائيليين في أن يشنوا حربهم باجتياح كل مناطقنا، والذين أطلقوا النار من مناطق «أ» ودعوا لإطلاق النار من مناطق «أ» اختبأوا في الجحور والآن يلعقون أحذية الإسرائيليين للعفو عنهم وبامكانك أن تسأل فستجدهم أعتقد على لسان كل فلسطيني.
|