تحية للشاعر الكبير الكبير..
صاحب السمو الملكي الأمير عبدالرحمن بن مساعد بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله..
محاولة لكشف أماسيه لا لتغطية أمسيته
كتَابُ : الفَضَاءَات
بَابُ: الشّوَاهِقِ
فَصْلُ: الْهَدَادْ!
***
لَمْ يَكُنْ..
- يَوْمَ هََيّلَ دَفْتَرَهُ الْمَدْرسيّ..
بِأوّلِ بَيْتٍ مِن الِشّعْرِ..
يَحْسَبُ أنّ الّذِي سَوْف يَعْتَصرُ القلبَ..
عَمّا قريبٍ.. سَيَأْتِي..
وَأَنّ الْمَحابِرَ: عُرْسُ الحِدَادْ!
وَإلاّ.. لَعَادْ!!
وَفِيمَا سَيَأتي مِن الْحِبْر..
كَم خَيبَةٌ سَتَمرُّ بأُمّتِهِ.. وَانْقِيَادْ!
وَإلاّ.. لَعَادْ!!
كُلُّ.. مَا كَانَ يأمَلَهُ:
شَغْلُ تَفْكِيرُ مَنْ حَرَمَتْهُ الرُّقَادَ.. ببَيْتٍ..
من الشّعْرِ.. يَحْرِمُهَا مِنْ رُقَادْ!!
وَإلاّ.. لَزَادْ!!
كَِانَ يَحْسَبُ أَنّ النّدى..
قَابَ قَوْسَينِ مِنْ صُبْحِ غَمّازتَيْهَا..
مَتَى ابْتَسَمَتْ..
أَوْ.. يَكَادْ!
***
وَأحْزَنَهُ أَنْ تَظَلّ الّرياضُ بِلاَ أَيّ بَحْرٍ
يهَدْهِدُ أَقْدامَهَا آخِرَ اللّيْلِ..
فَارْتَكَبَ الشّعْرَ
«..فِي نَفْسِهِ قَالَ:
فِي الِشّعْرِ كُلّ بحُوُرِ الْخَليل
وَفِي الْبَحْرِ.. أَكْثَرُ مِنْ وَجْهِ بَيْرُوتَ
فِي الْبَحْرِ: ..
لُغْزُ.. وَسَامَةَ كُلّ الرّجَالِ..
قَرِيباً مِنَ الْبَحْرِ لاَ تَقْدِرُ امْرَأةُُ ُ أَنْ تَظَلّ بِدوُنِ
حَِبيبٍ..
يُشَتِّتهُ أَلْفُ بَحْرٍ.. وَبَحْرٍ..
لِتَجْمَعَهُ: سِنْدِبَادْ!!»
***
صَارَ أَسْهَرَهُمْ قَمَراً..
صَارَ أَيْنَعُ مَن عَِشقوا.. شَجَراً:
كُلّماَ «دَوْزَنَ» الشّدْو.. رَفْرَفَةً
وَاسْتَبَاحَتْ حِمى القلْبُ أُغْنَيةً
يَهْتَِدِي رِمْشُهُ - دُونمَا تَعَبٍ -
للسُّهَادْ!!
وَأَعْنَدهُمْ فِي التّشَيْطُنِ: جَهْلاً وَمَعْرِفَةً!!
كُلّما هَزّتِ الْكَلِمَاتُ بِكَفّ الْهَبُوبِ
سَرِيرَ غُيُومِ الخَيَالِ..
بِمَا لَيْسَ تَأتِي بِهِ غَيْرُ شَىْطَنةٍ.. وَعِنَادْ!
***
لَمْ يَكُنْ خَشِناً.
مَرّةً.. رُبّما مَرّتينِ.. انْتَشَى بِالْعناَدْ:
.. مرّةً: ...،
حِينَ لَمْ يَشْرَح الْبَيْتَ «بَاَنتْ سُعَادٌ فَقَلْبِي...»
كَمَا تَشْتْهي حِشْمةُ الدّرْسِ
إِذْ ظَلّ مُنْشَغِلاً بالْهزِيعِ الأَخِيرِ مِنَ اللّيْلِ
في هُدبِ عِينِ «سُعَادْ»!!
لَمْ يَكُنْ خَشِناً..
مَرّةً.. رُبّما.. مَرّتينِ..
(وَلَكِنّنَا هَاهُنَا سَوْفَ نُسْقِطُ مَا كَان منْهُ مَتَى
مَا تَبَارى الْهِلاَلُ مَعَ النّصْرِ..
وَالقَادِسِيّةِ
وَاْلإتّحَادْ!!
... عَلَيْنَا تَجَاوُز أَمْرِ اْلهِلالِ..،
فَرَبّكَ يَسْتُرُ مَنْ يَسْترونَ بَلاَوِي اْلعِبَادْ)!!
***
أَحَبَّ.. «أَبو الطّيّب اْلُمتَنَبي» كَثِيراً..
أَحَبّ.. اْلقَِراءَةَ فِي كَُلّ شَيءٍ..
أَحَبّ.. اْلِكتَابَةَ:
.. صَارَتْ تَبُوحُ لَهُ باْحِتماَلاتِ زُرْقَتِهَا
صَاَر أَقْرَبُ لِلشّعْرِ مِنْ أَيّ وَقْتٍ مَضَى:
فَتَشَظّى مِنَ الغَيِم ضَبْحُ ُ
وَسَالَتْ: جِيَادْ!!
***
قَبْلَهَا:
أَنْ يُغَنّي «محمد عبده» لَهُ!..،
وَيَفُوزُ اْلِهلاَلُ بَكُلّ اْلبُطُولاَتِ..،
أَقْصَى طُموحَاتِهِ..
: مَنْ يُصَدّقُ؟!!
.. مَا كَانَ يَحْلُمُ.. لا بِالْجماهِير هذي التي
لاً تُحِيطُ بِغَيْرِ قَصَائِدهِ الآنَ: آهَاتُهَا!
وَلاَ بِالرّهَانِ عَلَيهِ كَأَنْبل مَنْ يَكْتُبُ الِشّعْرَ
فِي عِفّةٍ، «دَرْعَمَتْ» شَهْوةُ الْفَضْحِ فِي كُلّ أَبْيَاَتِها!
شَهْوَةُ الْفَضْحِ:
فَضْحُ اللّصُوصِ، وَفَضْحُ النكّوُصِ، وفَضْحُ النّصُوصِ،
وَفَضْحُ اْلعُمُومِ وَفَضْحُ اْلْخُصُوصِ: فَسَاداً.. فَسَادْ!!
***
وَفِي لَحْظَةٍ..
لاَ تَجِيءُ وَلا تُسْتَعَادْ
هَامَ فِي كُلّ وَادْ!
***
.. وَرَأَى..
بَعْدَ أَنْ نَهَضَ اْلفَجْرُ مِنْ سَجْدةٍ فِي جَبِينِ أَبِيهِ:
اْلهُدَى وَالرّشَادْ.
رَأَى.. أَنّه كي يكُونَ ابْنُ هَذاَ الْعَظِيمِ اْبنُ ذَاكَ الْعَظِيمِ..
فَليسَ أَقَل مِنَ الجَهْرِ بالحقِّ . .
ليْسَِ أَقَلّ مِن الْكَلِماتِ الّتيِ تَمْنحُ الِشعْرَ مَرْتَبةً
فِي فَضَاءِ: الجِهادْ!
***
كَانَ لاَ بُدّ مِن حَارسٍ يَحْرُسُ الزّرْعَ
قَالَ: أَنَا..
ثُمّ رَاحَ يُمَسْخِرُ مَنْ يُجْلِسُونَ شُجَيْراْتِهمْ
للِتّفاَوضِ حَوْلَ حُقُوقِ الْجَرَادْ!!
***
صَارَ.. أَحْزَن شَيْئاً قَليلاً..
وَأَشْعَثُ أَكْثرَ مِمّا تَمَنّى قَليلاً..
وَألْذَعُ ممّا يُريدُ لأَشْعَارِهِ أَنْ تكُونَ عَلَيْهِ
وَأَقْسى فُؤَادْ!!
***
وَلَكِنّها..
النَّارُ.. تَحْتَ الرَّمَادْ!
***
قَالَ: .. يَا شِعْرُ
لاَوَزْنَ لِي غَيْرَ مَا يَجْبُرُ اْلكَسْرَ: يَسْأَلُهُ
أَنْ يَكُونَ لَهْ بَلْسَماً وَضمَادْ!
صَاحَ بِالقَافِيَهْ..
قَالَ.. يا قَافيَهْ..
أَيّ تَاجٍ يليِقُ بأَمْرِكِ
إِنْ لَمْ تَصيري نِعَالاً بِأَقْدامِ بِنْتٍ سُعُودِيّةٍ حَافِيَهْ!
مُدَادِي: دَمِي
لَيْسَ لي غَيْرُ هَذا.. مِدَادْ
وَدَمي: مُلْهِمِي:
سَوْفَ أَطْردُني مِنْ جِنَانِ الْخَيَال..
فَلاَبُدّ لِي أَنْ أَكُونَ اْمْتَِدادَ أَبِي..
مِثْلَمَا كَانَ قَبّْلي أبَي.. لأبِيهِ: اَمْتِدادْ
***
أَجَادْ !!
***
وكم صَفّقوا إذ أجَادَ..
وقالوا: أعِدْ..
فَأعادْ!!
***
هَاهُوَ الآنَ:
أَبْيَضُ - مَنْ يكْتُبُ الِشّعْرَ - وَجْهاً
وَإِنْ كَان لاَ يَكْتُبُ الِشّعْرَ إِلاّ: سَوَادْ!
....
هَا هُوَ الآنَ:
يَحْمي حُدُودَ اْقتِراَبِ الْجَحيمِ بِقَافِيةٍ مَا دَنىَ
قَطْفُ أَوْزَانِهَا لِ: حِيَادْ!!
(.... وَيَكْفِيكَ تَعْريفهُ الإِقْتصادَ..
وَأُقسِمُ بِاللّهِ: يكْفيكَ تَعْرِيفهُ الإقتصَادْ)!!!
***
وَارْتَضَى..
سُوءَ كَيْلَةَ أَقْلاََمِهمْ..
وارْتضَى..
حَشَفَ الاْنتقَادْ!!
فَلْيكُنْ..
هَوَ اْلآن أَغْرَبَهُمْ..
أَقَرَبُ الشُّعرَاء إِلى الْخَبْتِ والْجُوعِ والْمِلْحِ..
أَفْقرَهُمْ طَلْسماَ وغُمُوضاً..
وَأَزْهَدَهُمْ فِي اْلمَجَازِ..
وَلَكنّهُ..
ظَلّ أَشْرَسُهُمْ رَغْبَةً فِي غَدٍ..
لاَ يُلطّخُ أَعْنَاقَ أَبْنَائِهِ بخُنُوعٍ/ خُضُوعٍ
وآماَلَهُمْ بِكَسَادْ!!
***
وهامت به
كل هذي البلادْ:
عُدّةً وَعَتَادْ!
***
كَأَنّ الِرّيَاضَ
- الّتي هَيّأَتْ للْمدائِنِ فِتْنَةَ أَضْغَاث أَعْشَابِهِ -
.. اْنتَبَهَتْ فَجْأةً
لِضَرُورةِ أَنْ يَقْدَحَ الأَرْبِعَاءُ: الزِّنَادْ!!
فَكَانَ لَهَا مَا أَرَادَتْ
وَكَانَ لَهُ مَا أَرَادْ:
كِتَابُ: الْفَضَاءَاتٍ. بَابُ: الشَّواهِقِ.
فَصْلُ: الْهَدَادْ!!
شعر / فهد عافت
|