تحتاج الفكرة إلى تحدٍ إيجابي مع فكرة أخرى لتنمو وتتطور وتبرز، في حين تموت الفكرة إذا كانت ساكنة، والتحدي لا يعني الصراع والسباب وإلغاء الآخر، وإنما يعني تفوق العمل في ظل وجود الآخرين، فليس شرطاً أن تنمحي أمريكا من الوجود حتى يبرز الشرق، وليس شرطاً أن يجف ماء البحر حتى نصنع طريقاً للسيارات، وليس شرطاً أن ينزل نادي الهلال للدرجة الأولى حتى يصعد نادي الحمادة.
من جهة ثانية قد تموت فكرة التحدي برمتها عندما يجابهها في الجهة المقابلة «مطرقة» عنيفة لا تعترف بقانون التحدي الإيجابي، ولا تعي أن الأفكار تنمو إذا قيست بأفكار أخرى.
هنا ما الحل؟ هل نكون مثل المسمار الصلب الذي لا يملك مرونة كافية حتى يتلافى المطرقة؟ أم نكون مثل الإسفنج الذي لا تؤثر فيه مائة طرقة متتابعة؟
لعل الحل الأسلم هو.. في مقدار الوعي الذي يعنيه التحدي الإيجابي، لأن عملنا على نشر الوعي «بقيمة» التحدي، هو الآخر تحدٍ، على اعتبار أن الوعي بالتحدي خطوة سابقة للفعل.
إن مبدأ.. «الأفكار تنمو إذا كانت في تحدٍ إيجابي مع أفكار أخرى» كافٍ كخطوة أساسية نحو الإنجاز في حين صراعها المتواصل كاف لانهيار قواعدها، وكاف لنشوء ألف أيدلوجية.
|