Monday 3rd november,2003 11358العدد الأثنين 8 ,رمضان 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

الوزارة تحذر.. ونحن نتساءل الوزارة تحذر.. ونحن نتساءل

سعادة رئيس تحرير جريدة الجزيرة المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد
فلقد اطلعت على ما نشرته جريدتكم الغراء في زاوية المعنى تحت عنوان «وزارة التعليم العالي.. تحذركم» بقلم رجاء العتيبي يوم الثلاثاء الموافق 18/8/1424هـ.
وإذ سرني ما ذكره الكاتب حول موضوع تحذير وزارة التعليم العالي من الاعلانات الصحفية الخاصة بالجامعات العربية والدولية والتي تدعو من خلالها الراغبين في مواصلة تعليمهم العالي وفق شروط ميسرة للالتحاق بها، ويهدف تحذير وزارة التعليم العالي الى تنبيه الاخوة الدارسين الى ضرورة أخذ الموافقة مسبقا من قبل الوزارة قبل الشروع في الانخراط في السلك التعليمي في تلك الجامعات.
فأقول وبالله التوفيق: إنني أضم صوتي لصوت أ. رجاء العتيبي في كون تحذير الوزارة جاء في وقت لا تزال تصر فيه عدد من جامعاتنا السعودية من وضع شروط أقرب للتعجيزية للقبول ضمن برامجها في الدراسة العليا للماجستير والدكتوراه ولعل الأمثلة التي أوردها الكاتب الصحفي من حفظ القرآن الكريم أو أجزاء منه أو عدم القبول لمن هم حاصلون على تقدير جيد فقط في شهادة البكالوريوس هي أمثلة حقيقية للعقبات التي وضعت للأسف أمام الراغبين في الحصول على درجات علمية عالية يهدفون من خلال الحصول عليها المساهمة في مشاريع بلادنا الغالية للنهوض بمجتمعنا السعودي نحو الرقي والرفعة بين الأمم سواء في المجالات الاجتماعية أو العلمية وكذلك العملية.
إلا أن المتابع لعدد الحاصلين على شهادات عليا من جامعاتنا المحلية مقارنة بما يحتاجه سوق العمل الحكومي والخاص يجد ان وطننا الحبيب لا يزال بحاجة لعدد أكبر مما هي عليه.
ولكن العقبات التي وضعت في طريق أولئك الدارسين والراغبين حقا في المزيد من العلم ذي السمة العليا في التخصصات الجامعية تعيق تحقيق المصلحة العامة وكأننا في غنى عن تلك الشهادات العلمية والطاقات البشرية في مرحلة مازالت جامعاتنا ومعاهدنا العلمية تستقدم الخبرات من دول الجوار والدول الصديقة.
إن الحديث عن تحذير وزارة التعليم العالي ليس هدفا في حد ذاته ولكن الحديث عن الشروط الخاصة بالقبول في الدراسات العليا هو ما حدا بالكثيرين منا للبحث عن فرص متاحة أمامهم لاستكمال دراستهم العليا في ظل سياسة الاغلاق التي تمارسها جامعاتنا في وجه أولئك النفر من أمتنا الطامحين الى الرقي بمستواهم المعرفي والثقافي والمساهمة الفاعلة في النهضة الحديثة التي تسعى اليها حكومتنا الرشيدة ونحن كراغبين في مواصلة دراستنا العليا نطالب وزارة التعليم العالي بالبحث في الأسباب الحقيقية وراء ظهور مثل تلك الاعلانات التجارية التي لو لم تجد حاجة لدى المواطنين في ذلك المجال لما قامت بالاعلان عنه ولكنها تدرك تماما مدى توفر عدد من الراغبين في الدراسات العليا الذين لم يجدوا لهم من يأخذ بأيديهم ويعينهم على مواصلة تحقيق طموحاتهم العلمية.
وأنا شخصيا أرى أن تلك الجامعات تقدم للراغبين في الالتحاق ببرامجها التعليمية كل سبل الراحة لمجرد الحصول منهم على المال في مقابل تقديم شروط ميسرة في الالتحاق ببرامجها التعليمية العليا وإن كانت بعض تلك الجامعات غير معترف بها في وزارة التعليم العالي فإن القطاع الخاص في بلادنا لا ينظر الى ذلك الاعتراف بل تجد ان عدداً من تلك الجامعات معترف بها في عدد من بلدان الوطن العربي أيضا.
إن هجرة الطاقات الوطنية الى بلاد الجوار في سبيل البحث عما يقدم لهم ما عجزت عنه جامعاتنا المحلية ليس إلا هدراً لتلك الطاقات الوطنية والأجدى بوزارة التعليم العالي في السعودية النظر في اجراءات وشروط القبول في برامج دراستها العليا وليس اصدار الاعلانات التحذيرية والاكتفاء بلعب المتفرج العاجز عن صنع التغيير.
إنني أتحدث من واقع تجربة مع عدد من الجامعات السعودية والتي سعيت من خلال أبوابها المفتوحة للجميع للننظر في امكانية التحاقي بأحد برامجها للتعليم العالي «ماجستير» ولكن للأسف كان الرفض الدائم هو من يواجهني في تلك الجامعات وكان السبب من وجهة نظرهم هو المعدل «جيد» بينما لم يتم النظر في مدى الرغبة الصادقة التي ابديها لهم من أجل مواصلة دراستي ولعل ظرفي الأسري في فترة دراستي لمرحلة «البكالوريوس» جعلت من معدلي التراكمي لا يزيد على معدل «جيد».
ان جامعاتنا السعودية لا تنظر لسوى المعدل فلا يتعدى نظرها الى أهمية التخصص والحاجة الى سد الفراغ الذي يشكله نقص الكوادر الوطنية في ذلك المجال التخصصي.
وأخيرا أنا لا ألوم وزارة التعليم العالي على اصدارها ذلك التحذير لعلمي التام بمدى سعيها الحثيث الى تجنيب أبناء وطننا الحبيب من مساوئ بعض الجامعات ذات السمعة العلمية السيئة وهي باعلانها ذلك تسعى لتحقيق المصلحة ولكنني أدعوها لمزيد من النظر في اجراءات القبول لتخفيضها والعمل على مراعاة متطلبات مجتمعنا الحكومي والخاص لكوادر وطنية على درجة عالية من التعليم الجامعي فهل تجد تلك الدعوة آذاناً صاغية ذلك أملنا في وزارتنا.

سالم بن سلمان بن عبدالله الحسن

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved