عار من الصحة كعري شارون من الإنسانية

لا يخفى على الجميع أهمية النقد الموجه الخالي من المبالغات. وكان طرح حلقة مسلسل طاش ما طاش في اليوم الثاني من رمضان في الحلقة التي تحمل عنوان (بدون محرم) مثار جدل واسع بين أوساط مجتمعنا بين مؤيد لفكرة البرنامج وواقعية الطرح وبين معارض يرى مبالغة في الطرح. ولعل هذا الانقسام حول هذا الموضوع ليس بجديد على مجتمعنا حيث هناك انقسام بين مطالب بحقوق المرأة يرى أن مجتمعنا ظلم المرأة وبين من يرى أن المجتمع أنصف المرأة من خلال الدين وتقسيم القرآن الكريم المهام بين الرجل والمرأة.
ولعلي أرى أن سبب هذاالانقسام هو دخول الفضائيات في مجتمعنا ووجودها في منزل وخلو منزل آخر منها.. ولا أود الحديث عن هذا الموضوع وحتى لا أخرج عن الموضوع الذي أريد التحدث عنه وهو المبالغة الواضحة والفاضحة في حلقة «طاش ما طاش» المذكورة، حيث خرج القائمون على البرنامج عن نطاق الواقع وجعلوا المجتمع السعودي خاليا من الرجال قبل أن يواصلوا مبالغتهم المفضوحة في بعض فترات المسلسل في سرد بعض المواقع التي ذكروا أنها لايجوز الدخول إليها إلا بوجود محرم أو النظام لدينا يمنع الدخول فيها إلا بوجود محرم، وكلامهم هذا عار من الصحة كعري شارون من الإنسانية وخصوصاً تلك التي رفض عندها رجال الأمن دخول المنزل لحظة وجود اللص إلا بوجود محرم، فرجال الأمن لدينا لا يتوانون لحظة واحدة في إنقاذ منزل ليس فيه محرم حتى لو كان النظام يمنع ذلك، ولعل إقدام العاملين على البرنامج على تمثيل هذه الفكرة هو دليل واضح على الإفلاس الذي عانى منه البرنامج في الفترة الأخيرة وفقده للشعبية التي كان يتمتع بها سابقاً ومحاولة استرجاع المشاهد السعودي الذي اتجه إلى برامج في فضائيات أخرى....
فالبرنامج يثبت فشله عاماً بعد عام في السنوات القليلة الماضية.... وأشير أيضاً إلى نقطة أخيرة نستغرب من التلفزيون التمسك بها وهي عرض المسلسل حتى الآن بالوقت نفسه كل عام رغم أنه لم يعد يمتلك تلك الشعبية في الأوساط الاجتماعية، وكأن الساحة الفنية في المملكة تقتصر على الإبداعات الماسخة في هذا المسلسل. وهناك من الإبداعات الشابة الممزوجة ببعض الخبرات الفنية ما أثبت جدارتها مع تلفزيونات في الدول المجاورة عندما حصلت على الدعم الغائب من تلفزيون بلادهم.
وأخيراً قد يرى البعض أني ذلك المتشدد صاحب النظرة الضيقة الذي يحارب الانفتاح.... لا أنا مع الانفتاح في حدود ونطاق شريعتنا، فالإسلام كفل للمرأة حقوقها من خلال تسليمها زمام الأمور في المنزل وتخريج وتربية الأبناء والعناية بهم، وقسم المهام مع الرجل الذي عليه الاعتناء بالمنزل من الجوانب المادية وخلافها من الجوانب وعلى من يرى أننا أصحاب نظرة ضيقة أن يرى في منظور الإسلام للمرأة، وقد يجد في نفسه صاحب النظرة الضيقة... ولا يعني وجود فئة تحارب تحرير المرأة من دون دليل وفي مبالغة زائدة وشاذة إن الجميع على هذا الطبع..... وأجدد أني لست بصدد محاربة المسلسل أوالبرنامج طالما لم يخرج عن نطاق الواقعية في الطرح. شاكراً ومقدراً لكم اهتمامكم وإصغاءكم وبعون الله نلتقي على خير.