بإيجاز

تضامناً مع «الدامغ»
كلُّنا في الهم شرق
في اطلالتها - رعاها الله - في يوم الخميس 4/9/1424هـ حملت في جوفها مجموعة ليست باليسيرة من أولادها المبجلين، وكانت ممن حملتهم في ذاك اليوم المشهود هو الاخ «احمد الدامغ» عندما احزننا بقوله: إنه لم يجد في رحم صندوق «جزيرتنا» ابنه الذي طالما حلم به، وطفله الذي طالما اشتاق لرؤيته .. قلت وبالله التوفيق.
اخي الكريم: ان كنت ما تعانيه من وحي الفاجعة وصدى الهجران، هو فترة من الزمن قصيرة فأنا مازلت اتلظى بحر المصيبة دهرا من الزمن!! فكل يوم اذهب الى رحم جزيرتي لافتش عنها فيعاودني الحزن من جديد وألبسه سوادًا يكسوني، ان كل ما اخشاه ان «رحم جزيرتي» مصاب بالعقم.. فهيهات حينها نجد مولودا يسرنا .. وطفلا يبهجنا .. في كل اشراقة صباحية.. عندما انظر الى الصندوق يحدوني الحنين الشديد.. الى الماضي التليد.. فأتذكر اياما خلت كنت اطلق على الصندوق تراحيب الصباح، فيبادلني بالمثل او يزيد، ولكن تبدّل الحال من المحال.. فصندوقي له ازيز.. وصدري مثقل بالهم.. مليء بالجروح.. ولكن عزائي في ذلك ان الله حثنا على الصبر.. فأيقنت ان بعد العسر يسرا.. وبعد الضيق فرجا ومخرجا.. وما اظلم ليل.. الا بدد ظلمته النهار.. فيا رب يا رحمن.. لا تجعل صندوقي عقيما لا يحمل محبوبتي .. التي سميتها قبل ان اراها ب «الجزيرة».
لقد كان صندوقي كل برهة من الزمن يحمل طفله الجميل.. ولكن ما بين طرفة عين وانتباهتها .. تغيّر الحال.. وتبدل المسار.. واضحى التنائي بديلا من تدانينا.. رغم انه لم يمض من عمرها - الصغير اربعة من الشهور.. فلقد فارقتني وهي صغيرة.. والقت في نفسي جوى وصبابة.. احمدوا لاحمد قصيدته.. وادفعوه!! بجزيرة يشفي بها غليله.. وسلموا على سليمان واطلقوا له طفلته البريئة فهذا شهر رمضان.. شهر العفو.. والغفران.