ليكُون صَوْمكَ خالِصاً مقْبولا
احْفظ لِسانَكَ لا يزالُ صَؤولا
الصومُ عنْ قِيلٍ وقال إنهُ
دوماً يحققُ للصيامِ أصُولا
هذا لِسَانُكَ لا يكُفُّ نمِيمةً
يَغْتَابُ ثُمَّ تَريدُ بعدُ قَبُولا!
ذِكرٌ وتسبيحٌ وخشْيةُ خالقي
هيَ قِلةٌ إذْ مَا لقيتَ خليلا
الصومُ عنْ كلِّ الخطايا شِيمة
للصَّائمين وراغبين وُصُولا
الصومُ كفٌّ عن مَحارمَ شأنُها
تُرْدي صيامَ الفاعِلين قتِيلا
ثوبٌ نَقِي صومُنا فلْتجعَلُوا
كلَّ النقَاءِ لثَوْبنا مغْسولا
الصومُ جَهْدٌ في العطاءِ مضاعَفٌ
إياكَ في عملٍ أراك كَسُولا
الصومُ للرحمن خَصَّ جَزاءَهُ
بمدى التزامِ عِشْتَ فيه نزيلا
في الصوم خمس من فضائِل خالقي
ليسَتْ لغير المسلمين سبيلا
هذا خلُوفُ الصائمينَ كأنهُ
مِسْكٌ يُطيِّبُ في الحياةِ فُصُولا
ولنا الملائكةُ الكِرامُ جميعُهمْ
يَسْتَغْفِرون لنا الإلهَ طويلا
وتُزيَّنُ الجناتُ في فرحٍ لنا
قد صُفِّد الشيطانُ عادَ ذليلا
في ليلةِ القَدْرِ العظيمة قد غدا
غفرانُ رَبي للجميع شمُولا
ولفرْحَتَانِ كبيرتانِ جَزَاؤنا
في الفِطْر، في لُقْيا الإله جَزيلا
رمضانُ مِنْ بين الشهورِ كَدُرةٍ
فيهِ القِيام مُفضلٌ تفْضيلا
فلتطمئنُّ قلوبُنا وعُقُولنا
وتمهلٌ - لستُ الصلاةَ عجولا
يا ضَيفَ رَبي في كريم بيُوتهِ
أعظمْ ببيتِ الله ظلَ خَميلا
إن كنتَ في همٍ وشَرِّ بَليَّةٍ
اذهبْ هناكَ ترى الأمور حُلولا
في بيتهِ اطْلبْ بصدقٍ كلما
تبغي، وربي لنْ يرَّد سَئولا
رمضان شهرٌ للعَطَاءِ مضاعِفٌ
لاَ لنْ تَرىَ رزْقاً هناك قليلاَ
فيه يفيضُ الله بالخير الذِي
يكفي، يزيدُ مطالباً وفَضُولا
فيه بداية خيرُ وَحْي إنه
قرآنُ ربي قَدْ بَدا تنْزيلا
رقراءةُ القرآنِ كنزٌ حافلٌ
بالمكرماتِ إلى الجِنان سبيلا
وتدبر الآي الكرامِ مثُوبةٌ
لا تنتهي، أضْعافها تكميلا
عملٌ بما فيها وتركٌ صادقٌ
للنهي، لَسْتُ لِنهيه تأويلا
تصديقُ أحكام وثَبْتُ قَضيةٍ
أخبارُه أعظم بذاكَ قَبُولا
هُو دعْوةٌ لمآدب الرحمن، لا
تنْفَدْ، فكُنْ بثوابهِ موصولا
هو عِصْمةٌ مِن كل شر مَاكرٍ
وشفاءُ مِنْ داءٍ ألمَّ ثقيلاَ
نورٌ يضيء حَياتَنا وقُلوبنا
هَل ثمَّ أصدقُ مِنْ إلهي قِيلا
وهو النجاةُ لمن تتبَّع مَسْلكاً
لِلخيْر نتْبَعُه وليس قَفُولا
شهر الصيام وكيف يسرعُ وقتُهُ
كالبرقِ مكثٌ في الحياة قَليلا
كبْحٌ لشهواتٍ وعصمةُ أنفسٍ
وجوارحٌ وإلى الخلاصِ نزُولا
هو صدقُ إيمانٍ، كمالُ عِبادةٍ
ركنٌ من الإسلام دام أصيلا
مَن يترك الصوم الذي هو لازم
للمسلمين فقد بغَى تبديلا
تقوَى الإله مع الصيام حقيقة
فالقلب في ذكر مضى مشغولا
ولِكبْرياءِ النفسِ قَصْمٌ ظاهرٌ
فخُضُوعُنا بالصوم صار كبُولا
الصومُ يمنعُ للرجيم مسَارهُ
في كل شريانٍ غدا مَسْدُولا
والصومُ خيرُ وقاية وشفاؤه
للنفس إذا ما صرت يعدُ عليلا
والصومُ تطهير وتركُ مفاسدٍ
تقويمُ فكرٍ كمْ أضلَّ عُقولا
لا غشَّ في عملِّ، ولا زوراً إذا
كانت شهادتنا عليك دليلا
لا تسمعَنَّ معازفاَ وأغانياً
بل اقْضِ وقتكَ قارئاً ترتيلا
وادعُ الإله تضرعاً وتوسلاً
قد صار وزركَ والذنوبَ ثقيلا
كنْ ربَّ جودٍ لا تخَفْ مِن قلةٍ
إنى أعيذكَ أن تكون بخيلا
كن مخلصا في الصوم صدق تبتل
واحذر مشاعر أن تُرى تمثيلا
وخذْاقتداءً بالنبي وصحْبهِ
في كل أعمالٍ تَعُودُ نبيلا
هو خيرُ خلقِ اللهِ حقاً إنه..
هادٍ يبشر بالجنان حلولا
هو خيرِ مَن أدى الصيام حقيقةً
والصحب أكْرِمْ بالجميع رعيلا
رباهُ قد عادَ العبادُ بغفلةٍ
عما قَضَيْتَ وفارَقُوهُ رَحيلا
شغلتهُم الدنيا بكل زخارف
ومطامع كم أمَّلُوا تأميلا
لكنه مثل السراب نهايةً
خَدَعَ القلوبَ تحولاً وخيُولا
والناسُ مِن حَوْلي بألف وسيلة
يبغُون جَاهاً عاليا إكليلا
هذا يداهِنُ، أو يجيبُ دِعايةً
خرقاءَ تبغى للحياة محولاَ
الحاقدون من العدو عُيونهم
كالنار تحرقُ أمتي تقْتيلا
هم يفسدُون عقولَ بعضِ شبابنا
زيغاً لهم، ولفكرهم تضليلا
لكنّ دينَ الحق فوق مكائد
والله خيرٌ حافظاً وكفيلاَ
حالاً سيُطوى أمرهم ونهايةٌ
للكائدين إلى الزوالِ أفُولا
رمضان بشرى النصر دوما إننا
ثقةٌ بربيِّ ناصِراً وعدولا