يعد هذا العصر وبحق عصر الإعلام والمعلومات فالعالم يشهد ثورة اتصالية لم يشهدها من قبل سواء في وسائل الإعلام التقليدية أو المستحدثة وتظل هذه الوسائل الإعلامية غير محايدة وخاضعة لسياسات الجهات الممولة تعتمد على من يستغلها لتحقيق أهدافه.
والأجهزة الأمنية في الوقت الحاضر مطالبة باستغلال وسائل الإعلام لما لها من تأثير طاغ وضمها إلى صفها سعياً وراء إيصال رسالتها التي يتوق إليها الجميع أكثر من أي وقت مضى فالجميع يدرك أهمية وسائل الإعلام وقدرتها على التأثير السلبي والإيجابي وتجاوز الحدود الجغرافية والسياسية وتشكيل الرأي العام ومن هنا فإنه لابد للأجهزة الأمنية استخدام وسائل الإعلام لغرض تحقيق أهدافها ومد جسور الثقة مع المواطن وإشعار الآخرين بكفاءة أدائها وإبراز منجزاتها.
وتعد تلك الجهود إحدى الآليات الأساسية لخلق وتعزيز الثقة مع المواطن وبيان مدى قدرتها على حل المشكلات الأمنية بكل كفاءة واقتدار. فالمطلوب من الأجهزة الإعلامية إعداد برامج متنوعة توضح الجهود التي تبذلها مختلف الأجهزة الأمنية في خدمة المواطن والمجتمع ببرامج مشوقة وهادفة فكرة وموضوعاً وإخراجاً فالإعلام هو الشريك الأوفى الذي يستطيع أن يبرز جهودها المتعددة مع مراعاة أن تكون البرامج غير دعائية وإنما تتحدث عن واقع تستطيع من خلاله كسب ثقة المواطن وتوجد نوعاً من الردع العام المتمثل في قدرة الأجهزة الأمنية على اكتشاف الجريمة وتطبيق المخالفة بكل إنسانية وبشكل حضاري ينم عن هذا الجهاز. إننا في حاجة إلى برامج مماثلة ل 911 توضح كفاءة وتميز العمل في الأجهزة الأمنية وقدرتها على إغاثة الملهوف ومساعدة المحتاج في كل وقت، تنمي العلاقة مع المواطن وتشعره أن الجهاز الأمني برمته ما وجد إلا لخدمته. وأن الأجهزة الأمنية تقف بالمرصاد لمن يخل بأمن المجتمع. برامج تجعل المواطن صديقا لرجل الأمن وتقضي على علاقة الخوف والتنافر وتجعل من الانسجام والتوادد هدفاً لها برامج تبين التضحيات التي يقوم بها أفراد الأمن والتي تصل مرحلة التضحية بالنفس إنها دعوة للأمن العام بكافة قطاعاته وغيره من الأجهزة الأمنية التي لها تعامل متواصل ويومي مع المواطن.
إن هذا الأمر لن يتحقق إلا حينما تكون هناك نظرة شمولية لدورالإعلام والأمن والتكامل فيما بينهما بحيث يكون الاتفاق في الهدف والاختلاف في الأسلوب والمجتمع هو من يحصد نتائج إبداع هذاالعمل المشترك وهذا ما نتمناه ونتطلع عليه.
|