لقد اهتمت التربية بالسلوك الإنساني وتنميته وتطويره في إطار من القيم والعادات والمثل ومعايير المجتمع والقيم الروحية، وتتجه التربية بمفهومها الواسع إلى تربية الفرد تربية متكاملة يكتسب المرء فيها خبرات ومعارف متعددة، وقد حث الإسلام على طلب العلم والعمل والمعرفة والقوة، ومن هنا تتجلى عظمة قول الرسول عليه الصلاة والسلام «المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف» والقوة المطلوبة أن نكون أقوياء في أخلاقنا وعقولنا وديننا وسلوكنا واستقامتنا وأجسامنا وإيماننا على النهج الإسلامي الكريم، وتجديد التربية تجديداً دائماً عن طريق التربية المستمرة والتأكيد على أهمية تزويد الطلاب والشباب بالمعرفة والوعي اللازمين وتوعيته تجاه المخدرات آفة هذا العصر.
ولا شك أن العاملين في ميدان التربية والتعليم حريصون في سعيهم الدائب وسعيهم المخلص على تنمية أنماط السلوك الإنساني في شبابنا، لتحقيق النمو السوي روحياً وعقلياً وخلقياً. إذ التربية وسيلة مثلى في النهوض بالأمة والرقي بها إلى سلم المجد والمعرفة والوعي والعرفان وصياغة العقول فهي تغرس القيم النبيلة والسلوك السوي الرشيد الذي هو الأساس في نجاح الأمم.
وما من شك في أن مناهجنا تعمل على تحقيق ذلك وتصوغ شخصية الشباب وتجعل منه عنصراً قادراً على اكتساب الخبرات ومساعدته على النمو المتكامل للنواحي الشخصية، والتخلق بما حواه الدين من خلق كريم وأن يكون المعلمون والآباء قدوة سلوكية طيبة، إذ البيت والمدرسة يمثلان قاعدة سلوكية لها أثرها المباشر على التلاميذ، وتأكيد الدور التربوي لمؤسسات المجتمع والأسرة ومسؤولياتها في تطوير العملية التربوية.
وإن للتربية دوراً حيوياً مهما، فهي حجر الزاوية وذات أولوية في بناء الإنسان وتطويره وبلورة مفاهيمه وسلوكه، ولقد ركزت التربية على أهمية السلوك الإنساني وتطويره في إطار من عادات الأمة وتقاليد المجتمع وأخلاقياته.. والتربية الإسلامية هي المرتكز الأساس في عملية التنشئة الفكرية والتربوية والخلقية والاجتماعية، والمعلمون أساس العطاء والأداء المتميز، يحملون مسؤولية وأمانة تربية الناشئة وتعليمهم أنواع المعرفة المختلفة في كافة الميادين، وتبصير الأبناء بالمفاهيم الأساسية لأنماط السلوك الإنساني وربطه بحقائق الحياة وقواعد الدين وعلى أساس من الفهم والوعي والإيمان والممارسة، وحماية الثوابت الحضارية العربية الإسلامية لمواجهة بعض الأفكار التي تطرح في إطار العولمة.
وإن تنمية الروح الأخلاقية والسلوك الإنساني الرشيد يحتاج إلى توجيه وتعليم وصبر فقد، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم هاديا ومعلماً ومربياً ومرشداً كما قال تعالى:{كّمّا أّّرًسّلًنّا فٌيكٍمً رّسٍولاْْ مٌَنكٍمً يّتًلٍو عّلّيًكٍمً آيّاتٌنّّا وّيٍزّكٌَيكٍمً وّيٍعّلٌَمٍكٍمٍ پًكٌتّابّ وّالًحٌكًمّةّ ويٍعّلٌَمٍكٍم مَّا لّمً تّكٍونٍوا تّعًلّمٍونّ (151)} [البقرة: 151] .
ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «خيركم إسلاماً أحسنكم أخلاقاً» وهكذا فإن التربية الأخلاقية تتناول جوانب متعددة وتتطلب مختلف الطرق والأساليب ذات التأثير المفيد التي تكفل النهج السوي وتوجد روح المودة والمحبة وتؤدي إلى التعاون والالتزام بما أوضحه الإسلام من الآداب والفضائل التي تحكم علاقات الناس بعضهم مع بعض إذا رعوها حق رعايتها في تعاملهم وأنماط سلوكهم الإنساني الرشيد، والاهتمام لدى الشباب بتكوين المواقف والاتجاهات الإيجابية الفعالة التي تمكنهم من مواجهة التغيير أيا كان وأنى كان والتكيف مع الجديد وامتلاك مهارات الإبداع وكفاياته.
|