* الدمام - ظافر الدوسري:
اعتاد الوسط العربي حينما يسمعون بالحراج أن يكون سوقاً مصدر ثروات لجامعي الاشياء النادرة وصائدي الصفقات ويذهب الناس اليه مبكرين حتى الى اوقات معروفة عندها ينتهي الحراج.. ولكن هل تتصور ان يكون هناك حراج مفتوح 24 ساعة بل يربط لك عمليات البيع والشراء على مستوى العالم في مكان واحد. هذا ما قام به المهندس - خالد مبارك الدوسري بانشاء حراج للمرة الاولى وعلى غير ما تعارف عليه الناس وعلى غير ماتعارف عليه مستخدمو الانترنت، انه حراج الانترنت العربي «مستعمل» ينقل اشهر مواقع البيع والعرض على شبكة الانترنت في السعودية.
الجزيرة ايمانا منها بدعم مثل هذه الاسواق الجديدة على ماهو متعارف عليه في اسواقنا الاقتصادية التقينا بمدير ومشرف الموقع الاستاذ - خالد بن مبارك الدوسري - هندسة كمبيوتر من جامعة الملك فهد للبترول والمعادن ومشرف موقع اليوم الالكتروني بجريدة اليوم التي تصدر من المنطقة الشرقية ليحدثنا عن هذا الموقع وابعاده الاقتصادية والحركة التجارية وكذلك الصفقات التي تتم على مستوى العام عبر هذا الموقع الذي يشهد رواجا من الزوار ورجال الاعمال.
خمسة محاور ساهمت في نجاح الموقع
فعن بداية فكرة الموقع قال المهندس خالد الدوسري : في البداية انطلقنا رسميا على الشبكة في شهر يناير 2003م، وهي فكرة عملية عكسية لما تعارفنا من خلال تعاملنا مع الانترنت، فقد تعودنا على الوجود في عالمنا الحقيقي ومن ثم الانتقال الى العالم الافتراضي للتوسع وتقديم خدمات اوسع، ولكن ما حدث معنا العكس، والهدف من ذلك ادارة الموقع بعد تسجيله بوثائق رسمية واستقبال الاعلانات، والاستفادة منه في تسويق البضائع المعروضة في الموقع الافتراضي كمركز لبيع وشراء المستعمل، مع اتاحة ورشة للصيانة والحمد لله استطعنا كسب ثقة الاعضاء بالموقع.
واضاف يقول تميز الموقع بطريقة تصميم بسيطة وعملية تسهل تصفحه، اذ تعتبر الفكرة من اساسيات تصميم الموقع، وضمن خطوطه العريضة التي ساهمت في نجاحه اعتماده على خمسة محاور رئيسية هي، تقديم خدمة عربية مميزة ومتخصصة وسريعة وسهلة التصفح ومجانية. لذلك تجد اغلبية المواقع العربية تعتمد اللغة الانجليزية لانها اسهل بحكم أدوات التصميم المتوفرة فيقدمون خدمة عربية ولكن باللغة الانجليزية، وبالتالي فان الخدمة وان كانت جيدة فسوف تفقد جودتها لانها ليست بالعربية.
الموقع مجانا للمستخدم النهائي
وفيما يتعلق بالتخصص قال: هناك كثير من المواقع العربية المتميزة والناجحة الا انها تفقد عنصر التخصص، فتجد به عشرات الخدمات مما يحير مرتاديها، بينما لو تخصص في شيء محدد وركز عليه وحقق النجاح به لأصبح مرجعا في هذا التخصص. وبحكم تعاملنا مع واقع الانترنت البطيئة فلابد من ايجاد طريقة لاجتياز هذه العقبة اثناء طرح فكرة الاعلانات التي تعتمد الصورة بشكل اساسي، واشتراط عدم تجاوز حجمها 30 كيلوبايت، وعندما نتحدث عن المستخدم العربي نجد ان 65 في المائة منهم بسيط في تعامله مع الانترنت ومن هنا بحثت عن طرح فكرة سهلة مع عدم تعدد الخيارات خصوصا اثناء تعبئة استمارة السلعة المعروضة للبيع، فكثير من المواقع فشلت بسبب طول هذه الاستمارة التي تزيد على اربع صفحات، وقد ساعدني في نجاح الموقع كونه مجانيا خصوصا للمستخدم النهائي، فيما ابحث عن دخل لتشغيل الموقع من المميزات الاضافية التي بامكان الشركات تقديمها كالاعلانات المميزة وخلافها. وللعلم فقد صممت الموقع بنفسي حيث انني مهندس كمبيوتر، واستغرق ذلك مني شهرين كاملين، بينما لا تزال التحديثات والافكار الجديدة مستمرة. وتبلغ التكاليف التشغيلية له ما بين 30 و 50 الف ريال «الدولار 75 ،3 ريال» سنويا، وله ادارة مستقلة تتابع كل جديد على الموقع واشراف بمعدل 3 اشخاص على مدى الساعة وعن عدد الاعضاء وحجم البضائع المعروضة والاموال المتداولة على الموقع فيقول:
يتجاوز عدد الاعضاء عشرات الآلاف فيما يتجاوز عدد السلع المعروضة آنيا الآلاف، وحتى احافظ على مصداقية الموقع فان البضائع التي يمر عليها شهر من دون تحديث او رد يتم حذفها ويتم اشعار المعلن على بريده الالكتروني قبل حذفها بالمدة المتبقية للاعلان ليتمكن من تحديثه، كما يمكن للمعلن حذف الاعلان بمجرد اتمام عملية البيع، وبالنسبة للمحاولات الهزلية تظهر احيانا ونسبتها لا تتعدى 1 في المائة، لكن تردع من قبل الاعضاء.
واضاف يقول: قد لا يخطر على البال بأن التركيز الاول في الحراج على المركبات والعقارات، وقمت بعمل دراسة حول المطلوب والمعروض في الموقع وظهرت النتائج التالية: يشكل التركيز علي المركبات 3 ،24 في المائة، والعقارات 75 ،20 في المائة، والالكترونيات 26 ،18 في المائة، والكمبيوتر 11 ،15 في المائة، فيما تتقاسم الاقسام الاخرى النسبة المتبقية.
آلية الدفع من أكبر العقبات
وأردف يقول: يبلغ حجم التداول المالي على الموقع بملايين الريالات، ففي موسم الحج الماضي عرضت عقارات في المشاعر المقدسة في مكة المكرمة بملايين الريالات، وفي الرياض سوق كبير للعقارات «اراض وبلكات وقصور» تتم الصفقات عليها من دلالي العقار الذين يجدون الموقع طريقة سهلة لعرض السلعة وانتشارها، وهناك أشخاص يذهبون الى مكاتب العقارات الذين ليس لديهم معرفة بالانترنت وعرض عقاراتهم لدينا ويحصلون على نسبتهم من عمليات البيع كوسطاء فيما هنالك معروضات على مستوى الدولة.
وفي الحقيقة انا لا استطيع القيام بشيء تجاه ذلك الاجراء، لأنني في حال اقرار رسوم على المعروضات فيجب تعميمها على الجميع، وهذه بها اجحاف على الذين يعرضون اجهزة بمئات الريالات اذا ما قورنت بتلك العقارات، لذلك تركتها مجانية للكل وليس لدي حل، وقلت اذا اخذت ريالا واحدا على كل عملية تتم فان هذه القيمة لا تمثل شيئا بالنسبة للمعلن، ولكن المشكلة والعائق في كيفية دفع هذه القيمة الرمزية، وكانت آلية الدفع من اكبر العقبات لفكرتي الاساسية، خصوصا ان مجتمعنا لم تنتشر فيه بطاقات الائتمان بالشكل الكافي خصوصا لدى مستخدمي الانترنت، اضف الى ذلك استعمالها الذي يعتريه الحذر، ومن هنا بدأت لدي الفكرة من ان اجعل الخدمة مجانية خصوصا المستخدم النهائي وان يكون الربح المستقبلي من الشهرة وانتشار الموقع، وسأقدم خدمات اضافية مدفوعة التكاليف مقابل التميز كالاعلانات التجارية والاعلانات المميزة دون التأثير على الخدمات المجانية. ولهذا فدورنا هو دور المشاهد فقط، ولا نتدخل في عملية البيع ولا نحصل على اية نسبة، بل احيانا لا نعلم هل تمت الصفقة ام لا؟ ولكن هناك مؤشر بمجرد اختفاء الاعلان بأنها تمت.
وبالنسبة لخدمات نقل وتوصيل البضائع لبقية المناطقة فلا اريد الدخول في هذا المجال، ولكن اذا بدأ الموقع في تغطية تكلفته سنبدأ في التوسع بالوجود في بقية المدن بايجاد مراكز حقيقية بها لعرض البضائع مجانا، وهذا فيما يخص الكمبيوتر والالكترونيات فقط.
بعيدون عن دوامة الوساطة
وكيف تتم عملية البيع والشراء عبر الانترنت في موقعكم والدور الذي تقومون به في حال الاتفاق على المبايعة؟
كما ذكرت سابقا كثير من الصفقات تتم دون علمنا وليس لنا اي دور كلها تتم عبر الموقع والمفاوضات التي تتم اما عن طريق منتدى الموقع يتم التحاور بين الاعضاء بالموقع او الاتصالات بينهم لاخذ الرأي حول سعر ومواصفات المعروضات مما يولد الترابط والثقة بينهم، ولا نريد الدخول في دوامة الوسطاء حتى لا نخسر ميزة المجانية ونتيح للاعضاء امكانية الاستفادة من الموقع، وقد تم التركيز في الموقع على تقسيمه الى مناطق ودول ومن هنا يبحث المشتري عن البضائع المعروضة في منطقته، وعندما يتعدى منطقته فيعود ذلك الى تصرفه الشخصي.
فمركز الحراج «مستعمل» بسوق ابراج الدوسري بالخبر سهل عرض السلع الخفيفة كأجهزة الكمبيرتر والالكترونية ولدينا خطة لفتح مراكز اخرى قريبا في بقية مدن المملكة لتسهيل عملية البيع خصوصا في الرياض بحكم ارتفاع الطلب والعرض.
طموحات
واختتم قائلا: نحن نشهد في هذه البلاد قفزة اقتصادية ونشطة جدا تحتاج منا مواكبة هذه التطورات ومن ثم اللحاق بركب التطور السريع في التقنيات الالكترونية التي تساهم في دفع عجلة القدم الاقتصادي ببلادنا، لذا اطمح في ان يحصل موقعي علي المركز الاول عربيا في هذا المجال، واعتقد انه وصل الى هذا الطموح في السعودية.
وفي الختام اقدم شكري لجريدة الجزيرة على هذا اللقاء الذي يعد دعما مع الحركات الاقتصادية الجديدة والحضارية في بلادنا.
| 
