* غزة - بلال أبو دقة:
أكدت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين على أنها لن توافق على أي هدنة جديدة من دون أن تكون هذه الهدنة مشروطة بضمانات دولية بعد وقف العدوان الإسرائيلي على الفلسطينيين. وقال خالد البطش الناطق باسم حركة الجهاد الإسلامي في قطاع غزة: إن حركته ستوافق على الهدنة في حال كانت متبادلة، بحيث تلتزم اسرائيل بوقف جميع أشكال عدوانها على الشعب الفلسطيني من اغتيالات واعتقالات ومداهمات وإغلاق، إلى جانب الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين في السجون الاسرائيلية..
وشدد البطش على ضرورة أن تكون هناك ضمانات دولية ملزمة للعدو تقدمها الولايات المتحدة واللجنة الرباعية وبعض الأطراف العربية التي شاركت في الماضي في الجهود الهادفة للتوصل لهدنة..
وقال البطش في لقاء خاص مع الجزيرة: إن الفصائل الفلسطينية تعلمت من التجربة السابقة للهدنة التي استغلتها اسرائيل من اجل تصعيد عدوانها على الشعب الفلسطيني مضيفا: ان الأسباب التي دفعت الفصائل الفلسطينية للإعلان عن الهدنة من طرف واحد غير موجودة الآن، حيث كانت هناك رغبة فلسطينية لكشف زيف الدعاية الصهيونية أمام العالم، أما اليوم وفي ظل صمت العالم عن الجرائم التي يرتكبها الإسرائيليون فان الفلسطينيين لا يرون فرقا..
واعتبر البطش أن استخدام مصطلح هدنة فيه قدر من المبالغة، مشيرا إلى أن استخدام هذا المصطلح يضع الجانب الفلسطيني الضعيف والمجرد من أسباب القوة المادية في نفس الكفة مع الاحتلال الذي يمتلك قوة عسكرية هائلة يستخدمها لمواصلة احتلال الأرض الفلسطينية..
وحول توجهات حركته في الآونة الأخيرة لاستهداف المستوطنين وجنود الاحتلال في الضفة الغربية وقطاع غزة شدد البطش على أن مسألة تحديد الأهداف العسكرية هي من اختصاص الجناح العسكري لحركته (سرايا القدس)، مشيرا: في الوقت ذاته إلى أن الحركة تدرك أهمية المس بالمستوطنين وجنود الاحتلال لما له من تأثير فعال على المجتمع الصهيوني.. واستدرك قائلا: إن استراتيجية حركته قائمة على أن من حق المقاومة الفلسطينية ضرب العمق الصهيوني، بالذات في عمليات الرد على المجازر التي يرتكبها جيش الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني..
وردا على سؤال حول التنسيق بين حركته وحركة حماس الذي تجسّد في قيام الجهازين العسكريين للحركتين بتنفيذ عدة عمليات مشتركة كالتي وقعت في مستوطنة نيتساريم قال البطش: إن حساسية المرحلة التي يمر بها الشعب الفلسطيني في ظل الهجمة التي يتعرض لها، تفرض على جميع الفصائل الفلسطينية توحيد وتجاهل الخلافات في ما بينها..
من جانبه أكد نافذ عزام عضو قيادة حركة الجهاد الإسلامي ثبات موقف حركته الداعي إلى تركيز الجهود على وقف العدوان الصهيوني على الشعب الفلسطيني بدلا من إعطاء الأولوية للحديث عن وقف إطلاق نار من جانب واحد.. وقال عزام للجزيرة: دوما كان موقف حركته متجاوبا مع دعوات الحوار وتعزيز الحوار الفلسطيني وهي من حيث المبدأ ترحب بدعوة رئيس الوزراء أحمد قريع لهذا الحوار في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها الشعب الفلسطيني..
وحول إمكانية الوصول إلى هدنة جديدة أضاف عزام: موقف حركة الجهاد الإسلامي دوما كان ثابتا يدعو إلى إعطاء الأولوية لوقف العدوان الصهيوني على الشعب الفلسطيني، فهناك معاناة كبيرة يعانيها هذا الشعب نتيجة العدوان والحصار والإغلاق؛ ونعتقد أن البداية الحقيقية يجب أن تكون وقف العدوان تماما وبعد ذلك يمكن مناقشة أي طروحات..
واعتبر عزام قرار القيادة الفلسطينية تجميد حالة الطوارئ وتشكيل الحكومة الموسعة العادية بأنها خطوة مطلوبة منذ وقت وجيد أن تأتي الآن ويجب أن يكون طرح برنامج واضح ملازماً لها يتبنى آمال وطموح الشعب الفلسطيني.. وفي ما يخص ما هو مطلوب من حكومة قريع الجديدة قال عزام: المطلوب من الحكومة الجديدة الكثير؛ فالشعب الفلسطيني يعيش مأساة حقيقية.. هناك عدوان صهيوني مستمر على الأرض وهناك حواجز وتضييق وهيمنة على مجمل الحياة الفلسطينية، وهناك اجتياحات واغتيالات وبذلك فالأولويات كثيرة للحكومة الجديدة يجب أن تعمل على إنجازها..وأكد عزام: أن رد الفصائل الفلسطينية على التصعيد الإسرائيلي يحتاج إلى موقف من الشعب الفلسطيني بأسره إلى وقفة عربية وتضامن مع الشعب الفلسطيني إلى جانب ضرورة التنسيق بين الفصائل والسلطة الفلسطينية للتصدي لهذا العدوان..
هذا ونظمت حركة الجهاد الإسلامي في بلدة بيت لاهيا الواقعة شمال مدينة غزة حفل تأبين ومسيرة حاشدة في الذكرى الثامنة لاستشهاد الدكتور فتحي الشقاقي الأمين العام والمؤسس لحركة الجهاد الإسلامي الذي اغتاله الموساد الصهيوني في مدينة مالطا شارك فيها الآلاف من أنصار الحركة وقيادتها ومناصريها..
حيث تقدم الحفل قرابة ألف من الاستشهاديين والمسلحين الذين حملوا رايات الجهاد الإسلامي وصوراً كبيرة للدكتور الشقاقي.. وقد ألقى نافذ عزام كلمة قال فيها: بعد ثماني سنوات من فقدان الشهيد المعلم أبو إبراهيم ما زلنا نشعر بالفجيعة وكأن السكين تغوص في اللحم الحي؛ وكأن دم الشقاقي يسفح قبل لحظات؛ مشيرا: إلى أن الشقاقي لم يكن مؤسساً للجهاد الإسلامي فحسب بل كان مفكراً وقائداً ويستشعر بآلام وأحاسيس الأمة..
وقد ألقى الشيخ عبد الله الشامي القيادي في حركة الجهاد الإسلامي كلمة في الجماهير الحاشدة أكد خلالها أن حركة الجهاد الإسلامي ماضية في طريق الجهاد والمقاومة ما دام الاحتلال يحتل أرضنا الفلسطينية وعبَّر عن رفضه للحديث عن أي هدنة في ظل العدوان الصهيوني المتصاعد على أبناء الشعب الفلسطيني؛ وقال الأولى أن تقف المجازر الصهيونية التي ترتكب بحق الشعب الفلسطيني؛ واشار إلى أن الاغتيالات والقصف لن يرهب شعبنا ولن ينال من عزيمة المجاهدين الأحرار وان النصر حليفهم بإذن الله وبين أن اثنين من المجاهدين استطاعا أن يزلزلا الكيان الصهيوني في نتساريم؛ واصبح العدو الصهيوني يفكر بالرحيل من هذه المستوطنة التي تزرع الموت والدمار بعد أن تمكن استشهاديون من سرايا القدس وكتائب القسام من النيل من جنودها؛ وقال إننا اليوم ونحن نستذكر سيد شهداء المقاومة في فلسطيني الدكتور فتحي الشقاقي في ذكراه الثامنة نقول إن الدكتور الشقاقي أعاد للقضية الفلسطينية مكانتها في سلم أولويات الحركة الإسلامية جاعلا منها القضية المركزية من خلال دراسته وتحليله للأبعاد القرآنية والتاريخية والواقعية لهذه القضية وأسس حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين مع نخبة من الطلائع المجاهدة ليقود بحركته المجاهدة مرحلة إحياء الفريضة الغائبة وهي الجهاد الإسلامي المقدس في فلسطين فأعاد العلاقة بين القرآن والسيف والعقيدة والبندقية ودخل العمل الإسلامي على يديه مرحلة العمل العسكري الذي قاد كنتيجة تاريخية إلى الانتفاضة المباركة الأولى..
|