* القاهرة من سعد القرش رويترز:
أثار تسجيل مصور للمفكر الفلسطيني ادوارد سعيد عن التطبيع مع إسرائيل جدل بعض المثقفين العرب في أمسية نظمتها الجامعة الأمريكية بالقاهرة مساء أول أمس السبت احتفاء بجهوده ودوره الفكري.
وقال سعيد في حواره المسجل مع المخرج السينمائي المصري خالد يوسف انه يفضل ان يزور العرب أشقاءهم الفلسطينيين «هذه دعوة للتضامن مع الشعب الفلسطيني المدني وجزء من المقاومة بدلا من مجرد المراقبة من الخارج».
واستنكر المفكر الذي توفي الشهر الماضي منطق المثقفين العرب عن التطبيع مع إسرائيل مشددا على أهمية «صرف النظر عن التطبيع الذي هو فكرة نظرية».
وقال ان إسرائيل تعرف عن العرب «كل شيءونحن لا نعرف عنها شيئا» وان الذهاب لممارسة التضامن مع الفلسطينيين هو الفرصة الوحيدة للحوار لأن الفلسطينيين لن يخرجوا للقاء العرب «من مصلحة إسرائيل ان يخرج الفلسطينيون».
وقال: ان حل القضية يتلخص في قيام دولة واحدة يتعايش على أرضها شعبان في اشارة إلى جغرافية فلسطين والشعبين الفلسطيني والإسرائيلي مطالبا بوضع «أسس جديدة للتعايش حيث لا تزال إسرائيل البلد الوحيد(في العالم) التي هي دولة لليهود في أي مكان بالمخالفة للتعريف العادي لفكرة المواطنة».
وأشار إلى تجربة جنوب أفريقيا حيث عاش البيض والسود على أرض واحدة، منوها إلى انه «ضد اعادة يهود قدموا من روسيا أو غيرها واستقروا هناك».
وقال الروائي المصري جمال الغيطاني في الندوة ان سعيد كان يشغله تقديم الادب العربي إلى القارئ الغربي باعتبار الادب والثقافة هما من أهم الصلات للتقريب بين الشعوب.
وقال الغيطاني لرويترز ان كلام سعيد عن التطبيع مع إسرائيل صادم لاول وهلة واذا تم النظر فيه بعمق وتجريد الموضوع فيمكن قبوله أو مناقشة المنطق «الذي يطرحه كاتب شديد الاخلاص لقضية بلاده ولا يمكن لاحد ان يزايد على وطنيته».
وتابع «فكرة سعيد تنطلق من نظرة إنسانية تسمو فوق التمييز على اساس العرق او الدين ومن غير المنطقي ان يقبل الغرب العلماني استمرار دولة عنصرية ودينية هي إسرائيل» مشيرا إلى ان إسرائيل أكثر طرف فرح بموت الكاتب الفلسطيني.
وكتب سعيد مقدمة للترجمة الانجليزية لرواية (الزيني بركات) للغيطاني وحصل الاثنان معا على جائزة العويس بالإمارات عام 1997.
وأشارت الناقدة العراقية فريال غزول الاستاذة بالجامعة الأمريكية في بداية الامسية إلى ان اللقاء على شرف سعيد ليس تأبينا للكاتب بقدر ما هو حفاوة بوجوده في ذكرى ميلاده الموافق اليوم أول نوفمبر تشرين الثاني.
وقالت ان اللقاء «احتفاء بحياة مفكر كبير ومناضل علمنا ثقافة المقاومة ونبل الاختلاف وقدم نموذجا لتطابق الكلمة بالفعل وكان يسعى لمنح صوت للصامتين والمهمشين والمقموعين».
وأقيمت الامسية بقاعة ايوارت حيث رفع علم فلسطين كما علقت صورة كبيرة لسعيد الذي ولد عام 1935.
|