* فلسطين المحتلة- بلال أبو دقة:
عاد الطفل بهاء جابر زبيدي (12 عاماً) من مخيم بلاطة بمدينة نابلس التي يطلق عليها الفلسطينيون اسم «جبل النار» من صلاة التراويح، وكعادته اجتمع بأطفال الحي في شارع ضيق بين البيوت المتواضعة، وبدؤوا يلعبون ألعاباً رمضانية قبل أن يذهبوا لمذاكرة دروسهم ليستيقظوا مبكرا للسحور ..وفجأة ظهر خفافيش الظلام حيث حضرت إلى المكان سيارتان عسكريتان إسرائيليتان ووقفتا على الباب الرئيس لمخيم بلاطة على شارع المدارس، هبط من إحداها أحد الجنود الصهاينة وقام بإطلاق الرصاص دون سبب يذكر على الطفل بهاء من مسافة لا تتعدى خمسة عشر مترا فقط، ليسقط الطفل المسكين مضرجا بدمائه على مسافة لا تتعدى العشرين مترا من بيت عائلته ، وينطق الطفل بأسماء أصدقائه الأطفال الأربعة قبل أن تفيض روحه إلى عليين ( صخر ، حمزة ، عمر ، محمود ) على أمل أن يساعدوه كما كانوا قبل لحظات يلهون معه..
قال ابن عمه وصديقه الطفل عمر (11 عاماً) والذي شاهد بأم عينه جريمة اغتيال بهاء: إنه رأى ابن عمه مضرجا بدمائه فهبَّ لنجدته، ولكن ذلك لم يمنع الجندي الصهيوني من الاستمرار في إطلاق النار حتى كادت رصاصات السفاحين أن تنال منه أيضاً..
وأضاف الطفل عمر وقد اكتحلت عيناه بدموع البراءة: قمت بسحب ابن عمي الشهيد بهاء مسافة عشرة أمتار خلف أحد البيوت وصرخت طالبا النجدة فأقبل إليّ زميلي الطفل محمود الذي كان يشاركنا اللعبة الرمضانية، وقمنا بنقل صديقنا بواسطة سيارة كانت موجودة في المكان إلى «مستشفى رفيديا» وسط إطلاق كثيف لنيران الصهاينة..
وأكدت مصادر طبية في المستشفى ل«الجزيرة» : أن الطفل بهاء وصل جثة هامدة بعد أن أصابته رصاصة من النوع المتفجر في البطن..
ولم يصدق أطفال الحي بأن زميلهم الطفل بهاء فارقهم إلى الأبد، لقد تحلقوا حول جثمانه الطاهر وأمسكوا بالكفن وبالعلم الفلسطيني وقد أبكوا الجميع من شدة بكائهم على زميل لهم كان قبل لحظات يلهو بينهم ويحمل حقيبة المدرسة ويصلي معهم صلاة التراويح..
وقال أحد أطفال الحي باكيا ل«الجزيرة» : كان بإمكان المجرمين أن يمسكوا بأي منا، حيث إن المسافة ما بيننا وبين الجنود كانت قريبة جداً لا تتجاوز خمسة عشر مترا إلا أنهم قتلوه بدم بارد..
هل حقا كان الأطفال الشهداء يشكلون خطرا على حياة أفراد جيش الاحتلال ..؟!
هذا وأكدت الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال فرع فلسطين على أن نسبة الشهداء الأطفال الذين سقطوا بنيران قوات الاحتلال في تزايد مستمر.. مشيرة إلى أن ( 490 ) طفلا استشهدوا منذ بداية الانتفاضة وحتى وقت قريب.. منهم ( 100 ) طفل استشهدوا نتيجة القصف العشوائي للمناطق المأهولة بالسكان، وقد استشهد ( 50 طفلاً ) نتيجة لسياسة الاغتيالات التي تمارسها قوات الاحتلال بحق أبناء الشعب الفلسطيني.. وقالت الحركة في بيان تلقت «الجزيرة» نسخة منه :استشهد ( 243 ) طفلا في قطاع غزة، و( 231 ) طفلا في الضفة الغربية، و( 15 ) طفلا في مدينة القدس.
وكان النائب العربي في الكنيست الإسرائيلي عبد المالك دهامشة قد أثار أمام نائب وزير الأمن الإسرائيلي زئيف بويم عدة تساؤلات : هل حق كان هؤلاء الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين العاشرة والخامسة عشرة يشكلون خطرا على حياة أفراد الجيش الإسرائيلي ..؟!
وهل يُقابل الطفل الذي يحمل الحجر بالرصاص والقذائف..؟!
وهل يتم معاقبة جنود الجيش الإسرائيلي الذين ينفذون المجازر والجرائم بحق أطفال فلسطين..؟!
ولم يجب نائب وزير الأمن الصهيوني عن تساؤلات العضو العربي وأحال الموضوع إلى لجنة الخارجية والأمن لتتداوله خلال الأيام القريبة القادمة..!!
|