* عمان الجزيرة -خاص:
اكد السيد فيصل الفايز رئيس الوزراء ان الحكومة ستعمل كفريق وطني متجانس ملتزم وان حكومته جادة في مواجهة الفساد والافساد من جذوره.
واضاف السيد الفايز في اول حديث موسع اجرته معه الزميلة لنا خليفات من التلفزيون الاردني ضمن حلقة «ستون دقيقة» التي بثت مساء (الجمعة) ان الحكومة ستسعى لتنفيذ برنامجها المحدد الذي يطمح الى تنفيذ رؤية جلالة الملك عبدالله الثاني وايصال الثمار والنتائج الملموسة والانجازات العينية للاردنيين والاردنيات الذين هم جديرون بالتطور والازدهار.
وردا على سؤال حول الجديد في عمل الحكومة قال السيد الفايز: ان الجديد يتمثل في العمل الميداني والتحرك المنتج من خلال التفاعل المستمر مع الناس والمواضيع الحيوية التي تهمهم ضمن الاطر التي وضعها كتاب التكليف السامي اضافة الى وضع الخطط الميدانية ومتابعتها وتنفيذها في اسرع وقت.
وفي معرض رده على صلاحيات الوزراء قال السيد الفايز ان كل وزير سيمارس صلاحياته ضمن عمل روح الفريق الواحد.
واضاف: انا لا اريد ازدواجية العمل بل انني اريد من فريق العمل اداء متفقا مع برنامج الحكومة التنفيذي ضمن الصلاحيات المتاحة لهم وانا سأكون داعما لهم ومساندا لهم.
وفي معرض رده عن العلاقة مع السلطة التشريعية اعرب السيد الفايز عن امله في ان تكون العلاقة مع السلطة التشريعية علاقة تعاون وثيق وتنسيق مستمر، وان الدستور الاردني يحدد العلاقة بين السلطة التنفيذية وبين مصدر التشريع الذي هو مجلس الامة.
واضاف السيد الفايز: لذا فإنني ارى ان العلاقة متكاملة ومشاركة في السعي الدائم لخير الوطن وتحقيق تطلعات الشعب الاردني.
وقال «لا نريد لعلاقتنا مع مجلس الامة ان تشوبها أي شائبة بل نريدها ان تكون قائمة على الاحترام المتبادل حيث ان واجب البرلمان مراقبة الحكومة والمساءلة ضمن مصلحة الجميع وعلى اساس رؤية جلالة الملك في سبيل تحقيق الافضل للاردن وابنائه».
وفي معرض رده على توقعه للعلاقة بين الحكومة والبرلمان قال السيد الفايز:«ان العلاقة بين الحكومة ومجلس الامة ستكون علاقة حميمة وعلاقة تعاون والعمل المثمر ضمن مبدأ المساءلة والنقاش مع النواب ومجلس الاعيان في اطر المناقشة الموضوعية».
وعن الاصلاح الاداري ومحاربة الفساد قال السيد الفايز «يتركز ذلك في جدية الحكومة في مواجهة الفساد من اساسه وجذوره ولهذا لن تكون المعالجة سطحية وسنبادر في مكافحة الفساد الاداري، ونحن ملتزمون بذلك ضمن منهجية واضحة رغم الصعوبات التي قد تواجهنا ومن اجل تحقيق هذا الهدف، علينا كحكومة وبرلمان ان يبدأ كل مسؤول من نفسه في محاربة موضوع الفساد الاداري الذي يتمثل بالمحسوبية والواسطة».
وقال:«الاردنيون لديهم حساسية من موضوع الفساد والمحسوبية.. أنا كفيل بوزرائي وملتزم 100 بالمائة بهذا المنهج ولهذا سيكون مبدأ الاداء قائما على الجدارة والنزاهة والمسؤولية والحساب، ولن تكون هناك تعليمات لمراعاة المصالح الشخصية، ولهذا يجب ان نسعى للبدء بالانسجام مع المبادىء التي تبدأ من الذات لتكون معممة وشاملة تبدأ من مصالح وطننا وشعبنا وكلنا مسؤولون عن مسائل الواسطة والمحسوبية وبصراحة بعض الناس الذين ينتقدون هم الذين يأتون ويطلبون الواسطات».
ولدى سؤاله عن أداة وآلية تطبيق هذا التوجه قال السيد الفايز:«ستكون هناك آليات متابعة واضحة وبشكل دوري وتقدير لعمل الحكومة والوزراء وسنكون اقسى الناقدين لانفسنا نحن وسيكون التقييم على اسس عملية».
واعرب السيد الفايز عن امله ان يحاسب الجميع الوزراء على عملهم وادائهم وليس شخوصهم وستركز الحكومة على عملها ببرنامجها لا على الوزراء كافراد.
ورداً على سؤال حول تجانس الفريق الحكومي ومدى نجاحه في تحقيق ذلك مع وجود وزراء معارضة قال السيد الفايز: اذا اردنا ان نتحدث عن المعارضة والموالاة ما علينا سوى قراءة سيرة الهاشميين ومزاياهم في التعامل مع الناس، فالهاشميون اصحاب رؤية قائمة على التسامح.
ففي تاريخ الاردن المعروف كان حاضناً لكل الاطياف السياسية منذ تأسيس الامارة عام 1921.
ما يهمنا بشكل اساسي المشاركة الفاعلة بين كافة ابناء الوطن مؤكداً ما تحدث به جلالة الملك عبدالله اكثر من مرة ان مقياس الانتماء هو العمل المخلص والعمل الجاد.
واذا كان هناك من عاش المعارضة فقد انجضتهم تجربة المعارضة فإن اي وزير سيؤدي مهامه بوطنية وللخير العام وان التسامح هو ميزة القدير والجدير وهذه هي بالضبط ميزة الهاشميين.
وفي معرض رده عن رؤيته حول الحوار الوطني اوضح السيد الفايز ان الحكومة تسعى دائماً الى حوار مفتوح ولدى جلالة الملك رؤية ولدي كذلك هي خدمة الاردن والاردنيين جميعاً.
وليس لدينا مواقف مسبقة من احد ولكن ايضاً لا نريد ان يتعامل معنا الاخرون بمواقف مسبقة.
ونحن نؤمن باهمية التواصل المستمر والفعال مع كل شرائح القوى السياسية والاحزاب والمجتمع المدني وهذا هو سعينا للتنمية السياسية وسيكون الباب مفتوحا على مصراعيه للحوار والتواصل الموضوعي الذي يهدف بالنهاية للخير العام.
وردا على سؤال حول الغاء وزارتي الثقافة والاعلام ومضاعفات ذلك قال السيد الفايز «ان رؤية جلالة الملك وبرنامج عمل الحكومة يهدف الى اعلام حر مسؤول وفاعل وغير مرتبك لتحرير التعبير عن الرأي ولا يجوز ان يكون الاعلام مترددا وغير فاعل .. نريد اعلاما شفافا وحرا ومسؤولا وموضوعيا يطور الاداء العام.
نحن نريد الاعلام ان يبحث عن الحقيقة وان يعبر عن اسس مهنية».
ولدى سؤاله ان هذا ما يتعلق بالاعلام ولكن ماذا بالنسبة لوزارة الثقافة وهل ستتخلى الدولة عن دورها الثقافي وماذا عن موظفي وزارة الثقافة وما اذا كانوا سيفقدون وظائفهم ، قال السيد الفايز«لا .. لا، ابدا بل سنعطي دفعة كبيرة للعمل الثقافي وفي هذا السياق هناك مسألتان الاولى الالتزام بالابعاد الانسانية والوظائفية لكافة العاملين في الوزارة والدوائر التابعة لها ولدينا رؤية تتعلق بشيء جديد في العمل الثقافي اذ نريد ان نترك الخيار لأهل الثقافة ان يعملوا ويقرروا وسندعم هذه الخيارات وسنعمل على اطلاق الابداع الثقافي لأن الانجاز الثقافي هو عنوان تقدم الدولة.
واختتم السيد الفايز المقابلة بالقول «لقد جئنا كحكومة لخدمة الاردنيين ولتحقيق رؤية جلالة الملك ونحن ملتزمون بتحقيق برنامج حكومتنا متعهدين بالعمل والانجاز دون كلام ومبالغة بل افعال حتى لو كانت انجازات متواضعة اذ عندما تتكاثر الانجازات الصغيرة شيئا فشيئا نكون قد حققنا ما قد حققنا.. وهناك للاسف صعوبات كبيرة ولكن سنسعى لمعالجتها من خلال حوارنا مع كافة المعنيين للوصول الى ما فيه خير الاردن والاردنيين جميعا.
|