لم أكن أتوقع وأنا المتشائم دائماً حسبما يقال ان تخرج علينا حلقات «طاش 11» الماضية بهذا الترهل والهشاشة والتسطح في مناقشة بعض القضايا التي طرحت الايام الفارطة. هذا إذا استثنينا حلقة أمس الأول السبت والتي أجبرت عدداً كبيراً من المشاهدين على البكاء فهي بحق ناقشت موضوعا جميلا وحساسا جدا. وإذا قلت حساسا فهذا ما اعتاد فريق طاش ملامسته.. والجميع ممن يتسمرون أمام شاشات التلفاز بعد صلاة المغرب لمتابعة حلقات طاش لاحظوا الحبكة الدرامية «التراجيدية» التي خرجت بها مشاهد الحلقة الأكثر تأثيرا لصدقها وواقعيتها بعيدا عن التهريج والمشاهد المضحكة التي تسمى في هذا الوقت «كوميديا» لا أعلم من أين هي ومن ابتدعها..
أعود لحلقات طاش في الايام الاولى التي كانت نسخة مطابقة لحلقات الاعوام الماضية مع تعديلات بسيطة جداً في الحوارات وأخطاء في السيناريو وصلت الى حد «الارتجال» ولأن طاش أصبح ملكا للمشاهدين قبل التلفزيون فكان لابد من الموازنة بين نقد الواقع والكوميديا وهذا صعب جدا بعد مرور عشرة أعوام كانت مليئة بالافكار والحلقات الجديدة التي ربما اعتقد البعض ان كل شيء تمت مناقشته والتطرق له، وهذا في اعتقادي خطأ، فكل يوم تظهر لنا مشكلة وكل يوم يلد ما يستحق المكاشفة به بطابع حضاري يعكس «تماما» ما وصلنا له من وعي أجبر الجميع على متابعتنا والتركيز علينا..
تعلمون جيداً ان التلفزيون السعودي وخاصة اثناء عرض «طاش» يعتبر أكثر التلفزيونات العربية متابعة سواء من المملكة أو من الخليج أو العرب وهذا بحد ذاته مكمن فخر لنا وحمل ثقيل علينا يلزمنا الارتقاء بأطروحاتنا..
والجميلان عبدالله السدحان وناصر القصبي يعلمان تمام العلم مدى تقديرنا لهما وحبنا الصادق لهما ويعلمان جيدا موقفي منهما وإن أحسنا فهما يجنيان ثمرة عمل دؤوب.
وقفت يوما على جزء منه واعترف لكم انني أصبت بالدوار، اجتماعات هنا واتصالات هناك وهذا يقترح وذاك يطالب. أما ان جانبهما الصواب يوما فلهما الشكر على اجتهادهما..
ولكن بعض الاخطاء لا يرغبها المشاهد ولا المتابع لسبب بسيط وهو ان الغالبية يعتقدون ان فريق طاش وصل منذ فترة طويلة لمرحلة «النضج» الفني التي تقلص كثيراً من احتمالات الخطأ والوصول الى مرحلة الرضا عند الغالبية إذا علمنا ان رضا جميع الناس لن يدركها السدحان أو القصبي..
وقبل الختام أود أن أصل لنقطة مهمة من كل ما سبق وهو أن على ناصر وعبدالله أن يعترفا ببعض الاخطاء التي ما كان ينبغي لهما الوقوع فيها حتى يضحك المشاهد فحياتنا لا تعالج أخطاءنا بالضحك وليس بالضرورة ان نضحك لمشهد أو حلقة على حساب واقعنا المؤلم فقد ضحكنا بما فيه الكفاية وقليلاً من العُمق والجَدْ حتى يحترمنا الآخرون.
|