* كتب عبدالله الهاجري:
أثارت الحلقتان الثانية والثالثة من المسلسل الكوميدي المحلي «طاش 11» والتي كان عنوانهما «بدون محرم» و«بالرفاه والبنين» استهجان الكثير من المشاهدين بسبب فكرة الحلقتين والتي لا تمت لواقع المجتمع السعودي بأي صلة.
فحلقة «بدون محرم» صوّر كاتب أو صاحب فكرة الحلقة بمعاونة الفنانين والمشاركين في تلك الحلقة بان المرأة السعودية لا تستطيع التحرك والتنقل والمراجعة وأيضا الترفيه بدون أي محرم وهذا فعلا مناقض لحال المرأة.. فالمرأة تستطيع ان تقوم بأي شيء بدون محرم وهذا ليس موضوعي وإنما أحببت أن أبين ان في تلك الحلقة قام الجميع «بخداع» الناس ومحاولة إخفاء تلك الطفلة في ملابس رجالية والإيعاز للناس ان ذلك هو المحرم وانه رجل أو طفل يستطيع ان يكون محرماً لهم.
وهذا لا يوجد في مجتمعنا ولم نحس أو نتصور يوماً ان نخدع ونكذب على الناس بأننا نستطيع إلباس الطفلة ملابس رجالية حتى تستطيع بعض النسوة التحرك وما زاد «البلَّة طينا» في هذه الحلقة ان فكرة الحلقة كما تصورته وتصوره الجميع ان المرأة محكومة بأشياء كثيرة ولا تستطيع ان تقوم بأي شيء بدون محرم لها بل انها بدون محرم لن تستطيع العيش.
وفي الحلقة الثالثة من طاش «بالرفاه والبنين» كان الأمر مختلفاً تماماً وكان الموضوع أكثر إثارة واستهجاناً من الناس فكيف يكون في مجتمعنا السعودي «كما أراد صاحب الفكرة» ان الرجل يأخذ دور المرأة في المنزل وانقلاب كامل للمفاهيم فالمرأة هي من تقوم بدور الرجل تماماً.. صحيح اننا نعاني قليلا من البطالة ولكن تصور صاحب الفكرة لمعنى ومفهوم البطالة مختلف تماماً ولا أعلم حقيقة هدفه في فكرته هذه.. لم ينته الأمر إلى هذا بل وصل الأمر إلى ان الرجل هو «الحامل» فعلا هو كذلك ما أراد ان يوصله فريق عمل تلك الحلقة للمشاهدين وان الأمر لم يقتصر على ان الرجل هو من يقوم بدور المرأة في عمل المنزل من تربية ونظافة وطبخ وخلافه بل تعدى ذلك الأمر حتى تصورنا جميعاً من خلال متابعة تلك الحلقة بان الرجل أيضا أخذ دور الأمومة فصار هو الذي يحمل ويربي الأطفال هناك شيء آخر ربما لم ينتبه له إلا البعض ألم تسمعوا حين قال ان زوجته ستتزوج عليه ؟؟ والذي لم يصدق ما أقوله أتمنى منه أن يرجع مرة أخرى ويشاهد بتمعن تلك الحلقة حتى نعي تماماً ان هناك فرقاً بين الحرية والانفلات.
|