يقول التحقيق الصحفي الذي نشرته إحدى الصحف، أن عدداً ممن خرجوا من السجن صاروا يفترشون الحدائق العامة بعد أن خرجوا ولم يجدوا مأوى؛ أو لأن أسرهم قد رفضتهم بعد جرمهم، لكن الذي نعرفه أن هناك ما يسمى بالضمان الاجتماعي الذي من مهامه الكثيرة رعاية أفراد المجتمع وصيانتهم؛ وهو مسمى جميل؛ لكنه مسمى مبتور وأجدع!! وأرجو ألا نغضب من الحقيقة التي نراها ونعرفها كلنا جيدا؛ وإلا فما معنى أن يتيه مواطن خرج من السجن ملتحفا ومفترشا العشب؟ ومن المسئول عن حالة أبنائنا وإخواننا هؤلاء؟ ثم ماذا عملت لجنة السجناء التي من مهامها رعاية السجناء والحفاظ عليهم كمواطنين وتوجيههم التوجيه السليم بعد الخروج من السجن؟
ولك أن تتخيل إنسانا ينتمي لهذه الأرض، وقد جاء للدنيا من خلف القضبان وتاه بلا مأوى؛ ولم يكن في يده من المال ما يساعده على تجاوز محنته وقانا الله وإياكم شر المحن؟ كيف ستكون حالته النفسية؛ وكيف سيكون تفكيره أيضا؟ وإلى أين سيقوده ذلك التفكير؟
أسئلة مهمة ومؤلمة أضعها بكل حب وصدق وولاء لهذا الوطن، وحكومته الرشيدة التي تهتم بأبنائها؛ وأضع هذا السؤال أيضا أمام الذين يبحثون عن الإحسان وفعل الخير من المقتدرين من رجال الأعمال وأهل الخير؛ خاصة في شهر الخير؛
فالمسألة مجرد حصركل من خرجوا ودراسة وضعهم واستئجار شقة لكل من لم تستقبله أسرته، أو لم تكن له أسرة ؛ وتأمين ما يلزم من مصاريف لهم؛ وهو ثواب ما بعده ثواب، وهو إنقاذ لروح تتجاذبها أفكار لم تستقر بعد، وقد تقودها تلك الأفكار في ظروف صعبة كهذه إلى شيء لا نريده لهم، ولا لنا أيضا.
ونعود الى الضمان الاجتماعي ايضا، ونقول: ان مهمته مهمة جد مطلوبة؛ لأنه كان من المفترض والواجب الديني والوطني أن يتحركوا لصيانة وجوه أولئك الذين يعيشون على العشب وسط الحدائق العامة كما قال التحقيق الصحفي؛ نعم الوطن يريد رجالا يعملون ويسدون الثغرات التي قد يستغلها المبغضون فيجنون منها ربحا إعلاميا على حساب سمعتنا أيضا..
لعل حل أزمة اولئك السجناء تجيء سريعة من سمو وزير الداخلية ومساعده للشئون الأمنية؛ لأني أعرف جيدا أن في لفت نظرهما لتلك المشكلة ما يجعلهما كما عرفنا يسارعان إلى حل الأزمة التي يمر بها هؤلاء بشكل يبهج المحبين لهذا الوطن وحكومته التي لا تدخر وسعا في إسعاد أبنائه؛ ثم فيه أيضا لطم الألسنة التي قد تحقق ربحا إعلامياً من حالة أولئك، هذا والله المستعان...
فاكس: 2372911
|