ابتدأت بجوار مدينة (آخن) في المانيا الغربية اضخم دعوى صيدلية في التاريخ وانتهت بعد جلسات ومعاملات دامت 30 شهرا ولكنها انتهت بلا حكم! فكما جرت العادة في أحوال كثيرة قد انتهت هذه الدعوى الصاخبة بما نسميه (تسوية حبية).
كانت الدعوى مقامة على شركة (غرونتال) الالمانية لان احد ادويتها اي التالديوميد المشؤومة الذكر، شوهنا 4000 طفل، فإن أمهاتهم كن قد تناولن ذلك الدواء ابان الحمل، وثبت بعد ذلك بغير مجال للشك ان عاهات المولدين انما حصلت عن هذه التاليدوميد.
أقام أهل الاطفال المشوهين دعوى على سبعة رجال مسؤولين في الشركة الالمانية وطالبوهم بالتعويض المالي عن الضرر اللاحق بهم. وظلت المحكمة طوال هذه المدة تنعقد ثلاث مرات في الاسبوع، وسمعت افادة 120 شاهدا، وتقارير 60 خبيرا المانيا واجنبيا، ومع ذلك لم يكن احد يرى نهاية الدعوى حتى الآونة الاخيرة.
وفي هذه الاثناء نما الاولاد وظلوا مشوهين، ومات منهم 1500 منذ تاريخ اقامة الدعوى.
وجل ما اقترحته الشركة الالمانية في البدء هو انها كانت تعرض على مجموع الضحايا ما يعادل 25 مليون فرنك بمثابة تعويض فرفض الاهل، فضلا عن انهم اصروا على متابعة الدعوى لكي تظهر المسؤولية للملأ.
وفي النهاية لما ثبتت هذه المسؤولية واطلع الرأي العالمي على اساس الموضوع وسحبت التاليدوميد من الاسواق، انعقدت تسوية بين الشركة وذوي الاولاد المشوهين. افادت الشركة ما يعادل مبلغ 150 مليون فرنك فرنسي بمثابة تعويض.
يذكر على هامش التاليدوميد أن هذه المادة الكيميائية كانت تباع بمثابة منوم ومسكن وكان اسمها التجاري (كونترغان).
|