في مثل هذا اليوم من عام 1964 تولى الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود حكم المملكة العربية السعودية ليصبح بذلك الثالث من بين ملوك المملكة العربية السعودية. وقد تلقى الملك فيصل - رحمه الله - تعليمه الشرعي على مجموعة من خيرة علماء عصره و شارك منذ فترة مبكرة في الحياة العامة؛ فقد واكب كما قال المؤرخون في سن مبكرة في المعارك والأحداث التي كان لها دور كبير في تأسيس المملكة.
وقد تركز نهج الملك فيصل السياسي على مجموعة من الثوابت من اهمها: حماية البلاد والمحافظة على استقلالها وعلى هويتها العربية والإسلامية في مجال التعاون والتنسيق بين الدول العربية والإسلامية، متمسكاً بميثاق جامعة الدول العربية ومحافظاً عليه وعلى جميع الاتفاقيات والمعاهدات المبرمة بين المملكة وغيرها من الدول. ومن خلال الواجب الإسلامي الملقى على كاهل المملكة العربية السعودية، فقد نشط الملك فيصل في الدعوة الى التضامن الإسلامي والى التعاون العربي الإسلامي من أجل خير الأمة الإسلامية ومصالحها الدولية ومستقبلها العام، ولترسيخ مفهوم دعوة التضامن الإسلامي قام الملك فيصل بعدة زيارات لبلدان العالم الإسلامي. ومن بين أبرز الأنشطة السياسية للملك فيصل نذكرمنها:
قيامه بزيارة رسمية لبريطانيا نيابة عن الملك عبد العزيز تلبية لدعوة رسمية من الملك جورج الخامس بمناسبة الانتصار في الحرب العالمية الأولى؛ تلت هذه الزيارة زيارة لفرنسا وبلجيكا وكان ذلك في (15/11/1337ه) الموافق 8/8/1919م وكانت مدة هذه الرحلة ستة أشهر.
قام مفوضا عن الملك عبد العزيز بإجراء المباحثات مع ممثل بريطانيا السرجلبرت كلايتون وتوقيع معاهدة جدة في 18/11/1345ه الموافق 19/5/1927م.
ترأس الوفود السعودية في العديد من المؤتمرات المهمة ومنها مؤتمر مندوبي الحكومات المستقلة (1939م) من أجل قضية فلسطين كما رأس الوفد السعودي الى مؤتمر المائدة المستديرة (1939م) في لندن ورئاسة الوفد السعودي إلى اجتماعات الأمم المتحدة في نيويورك سنة 1947م.
- طور الاهتمام بالعمل الإسلامي حيث رأت النور في عهده العديد من المنظمات والجهات التي تعمل تحت رابطة الإسلام : (منظمة المؤتمر الإسلامي 1969)، (إذاعة نداء الإسلام 1971م وكان اسمها في البداية صوت الإسلام) و(الندوة العالمية للشباب الإسلامي 1972م).
وفي المجال الداخلي كان للملك فيصل الحضور البارز والكبير تمثل في توليه منصب نائب الملك عبد العزيز في الحجاز ورئاسته لمجلس الشورى في عهد الملك عبد العزيز واهتمامه الكبير بالتعليم ولا سيما تعليم الفتاة الذي رأى النور في عهده. وكان طوال عمره متميزاً بالتواضع الجم والعديد من الصفات القيادية واختيار الألفاظ المناسبة ودقة العبارة وحسن اللفظ؛ ولا أدل على ذلك من تصريح قاله قبل وفاته بيومين حيث قال: «قد لا يكون تطور المملكة الذي أنجز حتى اليوم مرضياً لطموحمنا؛ ولكنه يتميز بأنه مدروس؛ وانه أقصى ما يمكن تنفيذه عملاً».
تنويه
الجزيرة: في تمام الساعة الثامنة والنصف بتوقيت مكة المكرمة التاسعة وعشر دقائق بتوقيت الرياض من يوم الاثنين 27 جمادى الآخرة سنة 1384 هجرياً أذاع وزير الإعلام آنذاك الشيخ جميل الحجيلان بياناً تاريخياً تم بموجبه تربع جلالة الملك فيصل بن عبدالعزيز على عرش المملكة، وهناك اختلاف على التاريخ الميلادي الذي يتطابق مع التاريخ الهجري هل هو يوم الاثنين 1 نوفمبر سنة 1964م أم يوم الاثنين 2 نوفمبر سنة 1964م.
لهذا لزم التنويه، علماً بأن الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز يميل إلى أنه يوم 1 نوفمبر.
|