* أبها - محمد السيد:
يحرص الإنسان المسلم على الاستزادة من خيرات شهررمضان المبارك خلال الرحلة الروحانية العامرة بنفحات الإيمان متخذاً من مدرسة الصوم العبرة والقدرة على تحمل المشاق والسعي لاكتساب الحسنات.. والكثير من الناس يحرص في هذا الشهر الكريم على اصطحاب أبنائه إلى المساجد بهدف تعويدهم على أداء الصلاة جماعة مع المصلين، وهذا شيء حسن ومطلوب بل صفة محمودة ومميزة للإنسان المسلم ولكن ما يحدث من جراء ذلك من هرج ومرج وضوضاء وتشويش على المصلين من أولئك الأطفال الذين لم يبلغوا الحلم ولم يصلوا سن التكليف يثير التساؤل!! ولا يتناسب مع حرمة المسجد وقدسية شهر رمضان وتصبح عملية اصطحاب الأطفال إلى المساجد في هذه الحالة غير مرغوب فيها. لأنه كما هو معلوم أن من شروط الصلاة السكينة والخشوع والخنوع لله عز وجل وعدم الانشغال بغير ذلك!! لكن ترك الحبل على الغارب للأطفال صغارهم وكبارهم للعب واللهو في المساجد يتنافى مع هذه الشروط ويخل بها وتستباح القدسية لهذه الأماكن المخصصة للعبادة.. وفي هذه الحالة نعتقد أن بقاء الطفل في المنزل أفضل إذا ما علمنا أن هناك من الآباء هداهم الله من يترك ابنه يجول ويصول بين صفوف المصلين دون رقيب أو حسيب!!.
وما يثير الدهشة والاستغراب أن آباء الأطفال لا يقبلون النصح والإرشاد ويرون أن في ذلك تجاوزا يقلل من شأنهم ويمس كرامتهم وكرامة أبنائهم بل أكثرهم يخاطبكم بفظاظة وغلظة قائلاً: «تمنع ابني من المسجد؟!!» معتقدين أنهم بعملهم هذا يجلبون لهم المزيد من الأجر والثواب وقد يكون العكس فالأذى للآخرين وإخراج المصلين عن السكينة والخشوع والطمأنينة والإزعاج هو مصدر إثم ووزر يتحمله هؤلاء الآباء.
نسأل الله الهداية للجميع.
| 
