إن حل المشاكل الصحية، الاجتماعية، والنفسية في المجتمعات الغربية وخاصة المتحضرة منها هو تطوير القطاع الصحي. إذاً لو أردنا ايجاد حلول جذرية لهذه المشاكل لابد أولاً من عدم تجاهل أن هنالك خللاً ما أو خطأً في المنظومة الصحية. وليس الحل في تصحيح المنظومة الصحية هو انشاء أو افتتاح المستشفيات ربما يكون هذا أحد العوامل المساعدة على ذلك ولكن هنالك عوامل أخرى، منها استصدار البطاقة الصحية.
ان استخدام المعلومات وحفظها على أجهزة الكومبيوتر غيرت وجه العالم عامة والعالم الطبي بصفة خاصة. فعلى سبيل المثال منذ بزوغ ثورة شبكة المعلوماتية الطبية تم التعرف على كثير من الأمراض المعدية ومتابعتها بل وفي كثير من الأحيان القضاء عليها قبل انتشارها. إن بناء قاعدة معلوماتية طبية ضروري جداً وخاصة في تقدم العلم الطبي وذلك لزيادة عدد سكان المملكة وكثرة السفر من وإلى المملكة. قاعدة المعلومات الطبية كانت وما تزال لها فوائد قيمة في تقليل الاصابة بالأمراض الوراثية والمعدية على حد سواء. كي نتمكن من متابعة الأمراض المعدية وتقليل نسبة خطورتها على المجتمع أو القضاء عليها قبل انتشارها لابد لنا من ربط مستشفيات المملكة العامة والخاصة المدنية والعسكرية، المستوصفات الحكومية والخاصة في شبكة اليكترونية واصدار بطاقة صحية تسمى «Chip Card» واصدار هذه البطاقة للمواطن أو المقيم حتى يتم التعرف على مرضه وما الذي كان يشكو منه ومتى زار الطبيب للمرة الأخيرة وفي أي مستشفى أو عيادة أو مدينة كانت تلك الزيارة. أما من ناحية أمن المعلومات فهي آمنة جداً إذا استخدمنا برنامجاً يسمى «Safeguard Data» هذا البرنامج خاص بحفظ المعلومات الطبية عن غير المختصين للحيلولة دون دخول المتطفلين. أما فيما يتعلق بفوائد «Chip Card» فهي ذات فائدة عالية للمراجع والمختص. فقد جرب هذا «Chip Card» منذ مطلع سنة ألفين على أكثر من مائة مستشفى أهلي في منطقة «وسط الغرب الأمريكي» وبعض من المستشفيات الكندية، وأثبتت فاعليتها ليس في تقليل الاصابة بالأمراض فحسب، بل في الحد من المصروفات المالية من أشعة وفحص دم وأدوية.. الخ.. لو طبقت هذه الاستراتيجية لما عانى كثير من المرضى في التنقل بين الأطباء والمستشفيات والفحص مرة تلو الأخرى حتى يثقل كاهل هذا المريض من دفع للنقود إذا كان على حسابه الخاص أما إذا كان المستشفى حكومياً فالمشكلة أمر وأعمق. لذا لابد لوزارة الصحة وبعض القطاعات الحكومية والقطاع الخاص من تأسيس وبناء شبكة معلومات طبية تخدم جميع شرائح المجتمع واتخاذ الخطوات الضرورية في هذا الاتجاه للتخفيف على المواطنين من الأعباء الصحية والاجتماعية والمالية. لماذا لا نستخدم هذه التقنية مع العلم أن جميع الموارد متوفرة لدينا ونملك جميع الخبرات المؤهلة للمضي قدماً والارتقاء بالمجال الصحي بل ومنافسة الدول المتقدمة في هذا المجال.
|