* حوار - مسلم الشمري:
كشف المشرف العام على مجمع الرياض الطبي الدكتور ياسر سعيد الغامدي بأن هناك مائة مبنى داخل المجمع تم بناؤها بطريقة عشوائية واصبحت متهالكة وغير قابلة للترميم.
واشار في حديث خاص ل«الجزيرة» بأن معالي وزير الصحة وجه بأن تقوم شركة متخصصة بدراسة المخطط الرئيس للمجمع وقد بدأ العمل بهذه الدراسة منذ ستة اشهر، مشيرا الى ان المجمع يستقبل ما بين «2000-2500» مراجع يوميا واضاف الدكتور الغامدي ان المجمع شهد خلال الاربع سنوات الماضية مشاريع تطويرية ودعم بالاجهزة الصحية العالمية.
* في البداية دعنا نتحدث عن مبنى المستشفى فهو متهالك ومتصدع والبعض يقول انه آيل للسقوط هل لديكم توجه لترميمه أو تغييره؟
- سؤال يدور في ذهن الكثير من الناس ومجمع الرياض الطبي انشىء عام 1376هـ وعمره 48 سنة تقريبا وهو يقدم خدمات هائلة رغم عمره الزمني الطويل وبالعكس مبنى المستشفى العام قوي ويتحمل الكثير من التعديلات، وبدون شك اتفق معك بأن بعض المباني قديمة في المجمع ولا تؤدي الغرض الذي انشئت من أجله لا من ناحية وظيفية ولا شكلية، وخلال الاربع سنوات الماضية شهد المجمع مشاريع تطويرية مهمة جزء كبير منها تبرعات من خادم الحرمين الشريفين لترميم كافة اقسام المستشفيات بالمجمع وتبرعات شملت انشاء مركز الملك فهد الخيري لغسيل الكلى أو للتنقية الدموية. ويعتبر من اكبر المراكز الموجودة في الشرق الاوسط وقد افتتح قبل سنتين ويؤدي عملاً جباراً وكذلك تبرع حفظه الله بانشاء وتوسعة العناية المركزة وأصبح لدينا في المجمع في حدود خمس واربعين سريراً وتعتبر من افضل العنايات المركزة الموجودة في الرياض وتوجد بها احدث الاجهزة وافضل تصميم وتم عمل ترميم كامل من الداخل لكافة اقسام المستشفى العام ومستشفى الولادة ومستشفى الاطفال على نفقة خادم الحرمين الشريفين وحدث في الفترة الاخيرة تغيير جذري في مستوى الخدمات الطبية والفندقية التي تقدم داخل المجمع، وانا اتفق معك بقدم المبنى لان هناك بعض المباني مضى عليها عشرات السنين وهي مباني الخدمات الموزعة بطريقة عشوائية وهذه مأخوذة بعين الاعتبار.
واستكمالا للمشاريع التطويرية التي حدثت خلال الأربع سنوات الماضية يوجد الآن مشروع توسعة الاسعاف ويعتبر الاسعاف بصراحة نقطة ضعف في عمل المجمع وبدء العمل الآن بتوسعة نسبتها مائة بالمائة وهذا سوف يلغي كثيرا من مشاكل المجمع وهي تراكم المرضى بالاسعاف وخلال ثمانية اشهر سوف ينتهي العمل فيه بمشيئة الله وهناك المرحلة الثانية من ترميم العيادات الخارجية بالمستشفى العام ومستشفى الولادة والاطفال.
ووزارة الصحة انتبهت لمشكلة توزيع المباني داخل المجمع والمشكلة ليست في قدم المباني ولكن في الاجتهادات التي فرضتها ظروف العمل التي حدثت في السابق واصبح داخل المجمع في حدود مائة مبنى بشكل عشوائي ووجه معالي وزير الصحة بأن تقوم شركة متخصصة بدراسة المخطط الرئيسي للمجمع بحيث انها تدرس المباني من ناحية قدمها ووظيفتها ووجودها من الناحية الشكلية والوظيفية وبدأ العمل منذ ست اشهر تقريبا والدراسة سوف تقوم بتوزيع المباني الى ثلاث فئات مباني يجب ازالتها فورا ومباني تزال خلال خمس سنوات ومباني تزال بعد عشر سنوات ليتم احلالها في الميزانيات القادمة والمجمع يعتبر اكبر واقدم مستشفيات المملكة ويخدم فئات هائلة من الناس واجراءات الدخول وخروج المريض والكشف عليه اجراءات مسهلة ولذلك حجم العمل في المجمع يفوق المتوقع.
* ولكن هذا الحجم الذي تتحدثون عنه يقابله مقولة يرددها كثير من المواطنين وهي ان الشميسي مقبرة الاحياء؟
- لا تصدق ذلك وخلال السنة الماضية يمكن عرض عليّ مشكلتان أو ثلاث وعلى فكرة انا لا انتظر المريض ان يشتكي، لدينا لجان مختصة وهناك لجان لدراسة ملفات المرضى بصفة سرية ولجان لمراقبة الدواء وحل مشاكل الادوية، ولجان لدراسة الوفيات وجميعها تؤدي عملها والمواطن ليس لديه علم بذلك اذ الاخطاء الطبية التي ما تكون نتيجة اهمال أو جهل فهي نادرة والذي يعرض عليّ مشاكل من نوع آخر لم تصل الى درجة الوفاة، وبالمناسبة الوفيات لها لجان ليست من اختصاصنا اي حالة وفاة تحدث غير طبيعية نتيجة اهمال أو قصور أو جهل هناك اللجنة الطبية الشرعية وفيها اطباء استشاريون وفيها قضاة تمييز يتولون دراستها والتحقيق واتخاذ العقوبات المناسبة.
* كم عدد المراجعين يوميا؟
- للاسعاف فقط في حدود «1000» مريض اما العيادات فيتراوح ما بين «1000 - 1500» مريض من يوم الى آخر.
* كم عدد الاسرّة والاطباء والممرضين من الجنسين؟
- الاسرّة في حدود «1250» سريراً في جميع مستشفيات المجمع اما عدد القوى العاملة الفنية بالمجمع فهي في حدود ثلاثة آلاف.
* حدثنا عدد من المراجعين وكذلك من المتدربين من رجال الدفاع المدني بالمستشفى بأن هناك تهاوناً وتقصيراً من قبل الممرضين والممرضات فيما يتعلق بالمرضى؟
- مهما وضعت من قوى عاملة لن تحل المشكلة بل سوف تعقدها اكثر لأن اسعاف المجمع مساحته محدودة والغرفة يوجد بها ثمانية اسرّة وفيها ممرضتان مشرفتان لمتابعة المرضى الثمانية ولو زاد المرضى على الاسرة لسببت ازدحاماً ولو ضاعفت الممرضات لحدث نفس الشيء ولا تنسى ان مرضى الاسعاف يحضر معهم عدد كبير من محيطهم الاسري وهناك متابعة من قبل الممرضات ولكن الممرضة لديها مرضى آخرين في حالات متفاوتة وخطرة والممرضات الموجودات في الاسعاف 90 ممرضة على مدار 24 ساعة يعني في الشفت الواحد 25 إلى 30 ممرضة وهذا عدد لا بأس به.
بالنسبة للمرضى المنومين فهم يحكمون على الشكليات لا يحكم على نوعية العلاج والتشخيص فالمريض يريد ان تقف على رأسه ممرضة اربع وعشرين ساعة وهذا غير ممكن يوجد ثلاثون مريضاً في القسم ولابد ان يتم تغطيتهم جميعا وانا لي جولات مفاجئة وهي جزء من عملي ولم اشاهد هذا التقصير.
* في أسياب المستشفى نشاهد بعض المواظفين والمرافقين يتعاطون التدخين دون خوف أو رجل من ادارة المستشفى اين دوركم الرقابي؟
- ثق تماما اي موظف تحت ادارتنا اجده يمارس هذه العادة سوف اتخذ بحقه اجراء فورياً ووجدت بعض هذه الممارسات من موظفين بالمجمع واتخذنا بحقهم الاجراءات اللازمة وهذه نسبة قليلة والموظف يخضع لانظمة وهناك من يتابع ذلك.
ولكن المشكلة الحقيقية في بعض الزوار والمرافقين.
* قبل عام تقريبا قمنا بجولة خفية داخل المستشفى واتضح لنا ان الممرضات الاجنبيات لهن سلطة اكثر من الاطباء السعوديين واتضح لنا قبل ايام قليلة ان هذه السلطة ما زالت مستمرة كيف تفسرون هذه الصلاحيات المضطربة؟
- الممرضات على اتصال وثيق بالمريض على مدار اربع وعشرين ساعة وفي كل جناح «25» مريضاً وهناك رئيسة قسم وهي ممرضة وفيه مشرفات تمريض وممرضات عاملات والرئيسة هي المسؤولة عن القسم من الناحية الادارية، اما الاطباء فمهمتهم تشخيص المريض ومتابعة حالته وصرف الدواء له والباقي مسؤولية الممرضة فهي المسؤولة عن المرضى واستكمال اجراءات اخراجهم ومتابعة الخدمة الاجتماعية ومتابعة شؤون المرضى ومتابعة التغذية وغيرها، فالاطباء لديهم ارتباطات ومهام اخرى في اقسام المستشفى المختلفة فيفترض ان تكون مسؤولية الاطباء في وضع خطط العلاج ومتابعة التطور الصحي للمريض ويوجد مدير مستشفى طبي ورؤساء اقسام لهم مهام اشرافية كل حسب اختصاصه.
* هناك شكاوى مستمرة على المواعيد فبعضها بالشهور والبعض الآخر بالسنين؟
- لدينا «26» عيادة متخصصة في المستشفى العام غير عيادات النساء والولادة والأطفال وهذه العيادات الاخيرة لا يحدث منها مشاكل وامرها بسيط، المشكلة في بعض عيادات المستشفى العام وفي بعض التخصصات فعلا لان عدد المرضى كبير وهناك محدودية في عدد العيادات وهناك تأخير في المواعيد الروتينية للمرضى والمريض الذي يحال لمجمع الرياض الطبي يكشف عليه في نفس اليوم في العيادات الاولية اذا كانت حالته مستعجلة يحال للاسعاف والا فيعطى اقرب موعد بمعنى اذا كانت حالته روتينية ينتظر اسبوعين أو ثلاثة اما الانتظار سنة فهو على التنويم على اجراء بعض العمليات وهذا صحيح ينتظروا سنة لأن عندي مثلا 1000 مريض يحتاجون الى دخول للمستشفى لاي سبب كان وعدد الاسرة محدود وحسب جداول العمليات يومين في الاسبوع في تخصص معين وكم تحتاج الى ان تجري لـ1000 عملية للمرضى، والعمليات الباردة هي التي تنتظر وليس هناك خطورة على المريض ينتظر مثل العمليات التجميلية اما العمليات المستعجلة مثل الزايدة والمرارة وعمليات النزيف هذه تجرى في نفس الوقت ولا يترك المريض سنة كما ذكر.
وكثرة انتظار المرضى للعمليات الاعتيادية بسبب قدومهم من مناطق اخرى خارج مدينة الرياض.
* ولكن انتم تشخصون المراجعين من المرضى وتكتبون الدواء دون صرفه من قسم الصيدلية وتتركون المرضى يشترونه من خارج المستشفى؟
- هذا غير صحيح هذا كان يتردد قديما لكن الآن ليس هناك مشكلة لان العلاج يوفر للمريض واذا كان المريض منوم في المستشفى وعلاج معين نقص أو لم يتوفر يشترى فورا للمريض واذا علاج وصف في العيادات الخارجية فالعلاجات موجودة واذا طلب دواء من ماركة معينة قد يكون له بديل في المستشفى لكن المريض يطلب الافضل دائما وهذا من حقه ولم تمر علي حالات ان المريض يأخذ علاجه من خارج المستشفى واذا العلاج ليس متوفرا للمريض لأي سبب من الاسباب يؤمن فورا للمريض وعلى حساب الدولة.
وهناك تأخير احيانا في بعض الاصناف لتأخر الموردين في احضار هذه الادوية للمجمع ويتم تلافي مثل هذه المعوقات في حينها.
* هل جميع الاجهزة والامكانيات الطبية تواكب مستجدات العصر؟
- نعم تواكب مستجدات العصر والكمال لله سبحانه وتعالى وبدون شك الطب يتطور ما بين سنة واخرى ونحن نواكب التطور هذا بقدر الامكان ولكن اطمئنك بأن الاجهزة الموجودة بالمجمع على احدث ما توصل اليه الطب من تطور تكنولوجي والكتروني في موضوع الاجهزة.
* هل توضح لنا الطاقة الاستيعابية لمركز الملك فهد الخيري للكلى؟
- مركز الملك فهد الخيري للكلى «105» سرير وفيه «105» جهاز ولدينا «20» جهازاً احتياطياً وهذه الاجهزة تخدم اكثر من «600» مريض والمرضى يغسلون على شفتات والمركز يقوم بدوره على اكمل وجه.
* ماذا عن اجهزة الاشعة؟
- لدينا ثلاثة اجهزة اشعة مقطعية وكذلك جهاز رنين مغناطيسي وايضا اجهزة متطورة في التصوير في قسم الاشعة ولكن هناك ضغط مستمر على الاشعة المقطعية ونحن نعاني كثيرا من وكلاء الاجهزة الطبية من عدم توفير قطع غيار لهذه الاجهزة وهذا تقصير من وكلاء الاجهزة ونتمنى من وزارة التجارة ان تضع حداً لهذه التجاوزات التي يرتكبها وكلاء الاجهزة ويتم تحويل المرضى الى مستشفيات اخرى ان احتاج الامر حتى يتم اصلاح الاجهزة التي قد تستغرق لشهرين واحيانا ثلاثة.
* ماهو العيب الكبير في المجمع؟
- الكمال لله سبحانه وتعالى ونحن اذا عرفنا عيوبنا عرفنا معالجتها ووصلنا الى الحلول والانسان الذي يقول ان ليس فيه عيوب غير صادق والعيوب موجودة وابرز العيوب قدم المبنى، وسوء توزيع المباني داخل المجمع وهذه المشكلة لمستها وزارة الصحة ومشروع انتهاء تخطيط المجمع سوف ينتهي خلال الأشهر الستة القادمة وإن شاء الله انكم ترون المجمع في صورة مرضية وجميلة تؤدي دوراً كبيراً لمساعدة ومساندة المستفشيات الاخرى.
* ما ابرز المصاعب التي تواجهكم؟
- عدم تفهم المرضى للاجراءات الطبية وظروف العمل داخل المستشفى وكذلك ضعف الوعي الصحي رغم تطوره اخيرا ولكن يحتاج الى المزيد من تنوير والنهوض به، فعدم تفهم المرضى بوضعية المستشفيات وانظمتها وقوانينها وبرتوكولاتها هو الامر المزعج بالنسبة لنا.
* رسالة مفتوحة توجهونها لمعالي وزير الصحة تتضمن طلبات للمجمع؟
- نقدم الشكر لمعاليه على اهتمامه ومتابعته لجميع ما يدور في المجمع، اما المطالبة فلا ننشرها عبر الصحف وجميع مطالبنا تصل الى معاليه عبر القنوات الرسمية والنهج الجديد الذي انتهجه معاليه الغى نهج المطالبة المباشرة من الوزير بعد توزيع الصلاحيات.
| 
