** مشروع التعداد.. انطلق وهو يراهن على وعينا.. ويدرك أنه بغياب هذا الوعي.. ستصبح العملية صعبة.. وستكون الأرقام غير دقيقة.. وستصبح خططنا المستقبلية غير دقيقة.. وسنعاني كثيراً.. متى صارت الأرقام «مضروبة» كما يقول الإخوان المصريون.
** مشكلة البعض من الناس.. أنه لا يدري معنى الإحصاء.. ولا لماذا الإحصاء.. ولا الهدف من التعداد.. ويظن.. أن المسألة مجرد إظهار رقم عدد السكان فقط.. أو أن المسألة مجرد إنجاز عمل روتيني موسمي كل عشر سنوات مثلاً.. أو أن المسألة «تصنيفه» أو تشغيل ناس أو إنجاز عمل لمصلحة الإحصاءات.. ولا يدري أبعاد هذا المشروع الوطني الكبير.. ولا لماذا يُنفذ؟
** نحن كلنا.. مطالبون بالتعامل مع هذا المشروع الضخم.. والتجاوب معه بكل صدقية ووضوح.. وإعطاء مندوبي الإحصاء.. الأرقام دقيقة واضحة لا لبس فيها ولا غموض.. وعدم إخفاء شيء أو المبالغة في شيء.. أو إعطاء أرقام اجتهادية هكذا.. بل لا بد أن تكون المعلومة دقيقة واضحة صادقة.. فواحد.. يعني واحداً.. واثنان.. يعني اثنين.. وخمسة تعني خمسة.. يعني «نِعِد الصِّدق» ولا نطمر من ستة ملايين إلى عشرين مليوناً«؟!!».
** لقد قمنا بأكثر من عملية إحصاء سابقة.. فتم تعداد السكان أكثر من مرة.. وهذا مؤشر صحي.. وإجراء يعكس حجم وعينا وحرصنا على تنمية مؤسسة على معلومة دقيقة.. وهذا ما تم بالفعل بفضل الله.. حيث ارتكزت التنمية في السنوات الماضية.. على أرقام دقيقة.. كان ركيزتها.. المواطن نفسه.. الذي تفاعل مع هذه المشاريع الوطنية.. التي جاءت في كل اتجاه.. وكان على رأسها.. ذلك التعداد السكاني.. الذي أراد وضع الأرقام الصحيحة الدقيقة أمام العقول التي تخطط لمستقبل أفضل.
** إن المواطن اليوم.. مطالب بالتعامل مع هذا التعداد السكاني..
** كما أن الجميع أيضا.. مطالبون بالاستفادة من سلبيات وأخطاء التعداد الماضي.. لعلنا نصل إلى مستوى كبير ومتقدم في هذا المضمار.. ولعلنا.. ننجز هذا المشروع الوطني بشكل جيد وسريع.
** هناك اقتراح ساقه البعض من الناس حول العاملين في التعداد.. واقترح توظيف بعض النساء للقيام بهذا العمل صباحاً.. حيث إن بوسع أولئك الفتيات أو النساء.. زيارة ربات البيوت في منازلهن صباحا.. والحصول على معلومات دقيقة.. وتكون ربة الأسرة مهيأة صباحاً.. لإعطاء معلومات بعكس رب الأسرة.. الذي هو مشغول ومستعجل دائماً.. وقد يعطي معلومات على وجه السرعة لا تكون دقيقة.. أو تكون مشوَّشة.
** ثم إن في ذلك أيضا.. تشغيلاً لبعض الفتيات «العاطلات» وإعطاء فرصة للمرأة لخدمة وطنها.. والمشاركة في مشروع وطني جبار كهذا.. ولكي أيضا.. تثبت المرأة السعودية نفسها وقدراتها.. وتشعر.. أنها أسهمت بفعالية في التنمية وفي مستقبل الوطن.
** المسألة كما يرى هؤلاء.. ليست صعبة.. وليس هناك عوائق سوى العزم والجزم.. وفتياتنا حاضرات وعلى مستوى كبير من التأهيل والمسؤولية.. بس.. لنعطهن الفرصة في ذلك.. وإذا كنا «نطنطن» ونقول في كل مناسبة.. إن المرأة نصف المجتمع.. فإننا نقول «يا.. مْعَوِّد» أعطوهن ربع الوظائف حتى لو كانت على بند نظام الساعات.. ولكم الباقي.. بل ولكم «رْجاجَهْ» المراتب الكبيرة والقيادية.. بس.. وظِّفوا المسكينات..
|