* الدمام - الجزيرة:
بدأت جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، بالتعاون مع مركز التعاون الياباني للبترول وشركة أرامكو السعودية، تشغيل المعمل التجريبي لتكرير البترول برأس تنورة، والذي تصل طاقته الى 30 برميلا في اليوم، والذي أنشئ ضمن مشروع بحثي يهدف الى اجراء تجارب على ابتكار جديد لتحويل البترول الثقيل الى منتجات ذات قيمة تجارية عالية مثل البنزين والأوليفين الخفيف.
ذكر ذلك وكيل الجامعة للدراسات والأبحاث التطبيقية د. صالح بن عبدالله باخريبة، وأضاف ان تشغيل المعمل يأتي في بداية المرحلة الثانية من برنامج التعاون العلمي بين الجامعة والجانب الياباني والذي بدأ بموافقة سامية كريمة في أوائل العام 1416هـ.
وأوضح ان كلفة مشروع البحث بلغت حوالي 100 مليون ريال تشمل كلفة تشييد المعمل التجريبي بالقرب من مصفاة رأس تنورة، وذكر ان حوالي 20 مهندسا ومشغلا ينتمون الى جامعة الملك فهد للبترول والمعادن وشركة نيبون اليابانية للبترول وشركة أرامكو السعودية سيشغلون المعمل خلال السنتين القادمتين، وقال ان المعمل التجريبي يعد اختباراً لعملية التكرير الجديد التي تعتمد على تحويل المشتقات البترولية الثقيلة الى منتجات ذات قيمة أعلى، وأوضح ان هذه العملية تعد من عمليات التكرير الرئيسة لإنتاج بنزين السيارات برقم أوكتان مرتفع، وتتميز بزيادة الانتقائية في المنتجات وخاصة المواد الأولية المستخدمة في صناعة البتروكيماويات.
وقال إن المرحلة الأولى من مشروع البحث المشترك بدأت في أوائل العام 1416هـ بهدف تطوير عملية تكرير البترول الثقيل والمشتقات البترولية الثقيلة وانتاج بنزين نظيف عالي الجودة ومواد أولية تستخدم في الصناعات البتروكيماوية مثل البرويولين والبيوتيلين وغيرهما، مشيراً إلى ان العمل في هذا البرنامج استمر خمس سنوات تم خلالها إنشاء مختبر خاص بالمشروع في الجامعة واجراء دراسات نظرية ومعملية وإنشاء وحدة صناعية صغيرة للتكرير بطاقة 2 ،0 برميل يوميا وتم الحصول على عدة براءات اختراع سجلت في الولايات المتحدة الأمريكية واليابان.
وأضاف انه بعد انتهاء المرحلة الأولى من المشروع تم الاتفاق مع أرامكو السعودية على اقامة المعمل التجريبي بالقرب من مصفاة الشركة في رأس تنورة، مشيراً الى ان المعمل يتكون من خمسة أقسام رئيسة وهي قسم المفاعل والمنشط (المجدد) للحفازات، قسم التقطير وفصل المنتجات، قسم خزانات اللقيمات للمعمل والمنتجات من التقطير، قسم المرافق، الكهرباء والماء والبخار والهواء، قسم التشغيل والسيطرة والتحكم والكمبيوتر والتحاليل المخبرية، وذكر انه تم تصميم المعمل وتصنيع أقسامه المختلفة بواسطة شركة شيودا - احدى الشركات الهندسية اليابانية - وتم فحص هذه الوحدات للتأكد من أدائها قبل شحنها الى المملكة، وقام فريق من المهندسين السعوديين من الجامعة وأرامكو السعودية بتلقي التدريبات الضرورية لتشغيل بعض الوحدات التجريبية في اليابان، ومن جانبه ذكر مدير مركز التكرير والبتروكيماويات بمعهد البحوث د. محمد بن عبدالله الصالح ان برنامج البحوث الذي سيجري في المعمل، والذي يستمر لمدة سنتين، يشمل تنفيذ عدد كبير من الدراسات العلمية والفنية للتأكد من صلاحية التقنيات المطورة للاستخدام التجارية.
وقال ان التقنية الجديدة سوف تشكل نوعا من التكامل بين صناعتي تكرير البترول والبتروكيماويات مما يزيد من ربحية الصناعتين ويؤمن القائم الضرورية لصناعة البتروكيماويات الى جانب الانتاج التقليدي لبنزين السيارات.
وأضاف ان مشروع البحث التطبيقي يعد مثالا لنجاح التعاون البحثي حيث طورت الافكار والمبادئ العلمية من النظرية الى المختبر الى الوحدة الصناعية الصغيرة بالجامعة ثم الى المعمل التجريبي شبه الصناعي في مصفاة رأس تنورة الذي ينتج 30 برميلا في اليوم من المشتقات البترولية الثقيلة، وأوضح انه عند نجاح هذه التقنية على المستوى الصناعي سيكون باستطاعة الجامعة وشركائها الترخيص لهذه التقنية لأي شركة تكرير بترول عالمية والحصول على عوائد مادية مجزية.
|