Sunday 2nd november,200311357العددالأحد 7 ,رمضان 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

تزايد اللصوص وانهيار البنيات الأساسية والخدمات في حدها الادنى تزايد اللصوص وانهيار البنيات الأساسية والخدمات في حدها الادنى
كل شيء في العراق يخالف ما خطط له الأمريكيون

  * بغداد بقلم جريجور ماي د ب أ:
عندما أعلن الرئيس جورج بوش انتهاء عمليات القتال الرئيسية في العراق في خطاب ألقاه في الاول من أيار/مايو من على ظهر حاملة الطائرات الأمريكية ابراهام لنكولن.
كان الشيء الوحيد الذي أثار الدهشة هو زي الطيار الذي كان يرتديه رغم أنه لم يكن طيارا قط.
وبعد مرور نصف عام فإن ذكرى مشهد الانتصار تعود كالشبح أمام بوش ليس بسبب الزي الذي كان يرتديه واللافتة المثيرة للجدل التي علقت خلفه وكتب عليها عبارة «المهمة أنجزت» فحسب، فمع العنوان الرئيسي الذي خرجت به مجلة نيوزويك هذا الاسبوع ورطة بوش في87 مليار دولار وعنوان فرعي يقول خسارة وفوضى ومحاباة: التكلفة الحقيقية لاعادة بناء العراق.
يبدو أن المهمة في العراق بعيدة عن الانتهاء وبالتأكيد لم يتم إنجازها فلا شيء في العراق يسير حسب ما خطط له المخططون العسكريون في واشنطن قبل خطاب بوش في الاول من أيار/مايو.
فرغم انتصار الجيش الأمريكي في «الحرب الساخنة» في ثلاثة أسابيع فقط وإسقاط نظام صدام حسين في 9 نيسان/إبريل، فإن العراق سقط بعد ذلك في مستنقع الفوضي، فقد تزايد اللصوص وانهارت البنية التحتية للبلاد في حين بدا الاستراتيجيون الامريكيون دون خطط لملء الفراغ في السلطة بعد سقوط صدام حسين.
ونجحت إدارة الاحتلال بعد تأخير استمر شهورا عديدة في توفير الحد الادنى من الامن والخدمات العامة.
إلا أنه يبدو أنها ستخسر «معركة كسب قلوب وعقول» العراقيين حيث إن 15 في المائة فقط الان يعتبرون الأمريكيين محررين وذلك طبقا لآخر استطلاع رأي أجراه المركز العراقي للابحاث والدراسات الاستراتيجية.
وفي 9 نيسان/إبريل كان 43 بالمائة من العراقيين يرون ذلك وكانت واشنطن قد بررت الحرب بالتهديد الذي تمثله ترسانة صدام حسين المزعومة من أسلحة الدمار الشامل.
ولكن رغم عمليات البحث المكثفة فإن تلك الاسلحة لم يعثر عليها في الشهور التي أعقبت الانتهاء الرسمي للقتال.
ويقول عالم السياسة عمر وميض نظمي عاكسا وجهة نظر واسعة النطاق «كيف يفترض أن نثق بهم إذا كانوا قد كذبوا في مسألة حيوية كهذه؟».
ويعتقد الكثير من العراقيين أن المحتلين سينصبون فحسب نظاما تابعا لهم لكي يتسنى لهم استغلال الثروة النفطية للبلاد دون قيود.
وأخطاء الساعات الاولى للاحتلال وعدم مراعاة الجنود الأمريكيين لمشاعر العراقيين وانعدام الثقة هي عوامل تغذي الآن المقاومة المسلحة التي تتزايد كل يوم، و «الحرب» التالية للحرب في العراق على أشدها حيث يموت الجنود الامريكيون هناك كل يوم في أكمنة وهجمات بالمتفجرات وقذائف الار.بي.جي. فمنذ إعلان بوش على ظهر حاملة الطائرات ابراهام لنكولن، قتل 117 جنديا أمريكيا في العراق.
وتوافد المتشددون من كل أنحاء الشرق الاوسط إلى العراق وبدأوا في توسيع نطاق عملياتهم ضد الولايات المتحدة التي يعتبرونها «الشيطان الاكبر» لتشمل العراق كما تبين الهجمات ضد مقار الصليب الاحمر والشرطة في بغداد يوم الاثنين الماضي.
وتأمل إدارة بوش في أن تساعد ميزانية السبعة والثمانين مليار دولار التي طلبتها من الكونجرس في تحسين الحياة اليومية للعراقيين وإلى تغيير مشاعرهم تجاه المحتلين في نهاية المطاف.
وسيتحمل الأمريكييون هذه الميزانية الاضافية رغم أن معظم أفراد الشعب الامريكي مازالوا يتذكرون تأكيدات واشنطن قبل الحرب.
وكانت واشنطن قد قالت وقتها إن العراق الغني بنفطه سرعان ما يستطيع تغطية تكاليف إعادة إعماره، والحالة المتردية لصناعة النفط العراقية من الواضح أنها موضوع آخر أسيء تقديره في خطط الحكومة قبل الحرب.
ونجا مساعد وزير الدفاع الأمريكي بول وولفويتز يوم الاحد الماضي من هجوم صاروخي على فندق كان ينزل به خلال زيارته لبغداد.وهو يعتبر واحدا من القوى الدافعة وراء الحرب على العراق ومروجا لفكرة أن سقوط صدام حسين ستؤذن بحقبة ديمقراطية جديدة في كل الشرق الاوسط، وحتى هذا الهدف ثبت أنه مغالطة وذلك وفقا لما كتبه المحلل العسكري الامريكي أنتوني كوردسمان في دراسته الواقعة من 427 صفحة بعنوان «دروس من حرب العراق» ويقول كوردسمان إن الحرب أزالت طاغية شريرا ولكنها لم تغير الشرق الاوسط تغييرا جوهريا ولم تنزع فتيل التوترات الرئيسية في المنطقة.

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved