Sunday 2nd november,200311357العددالأحد 7 ,رمضان 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

مناسبات لا تمحوها الذاكرة في سجل الأمير سلمان مناسبات لا تمحوها الذاكرة في سجل الأمير سلمان
سموه في خطاب قبل 13 عاماً: لا تفريط في حقوق الله ثم أمن الوطن والمواطن
نجاح كامل للخطة الموضوعة في الرياض وبقية مناطق المملكة إبان حرب تحرير الكويت

* الرياض الجزيرة:
تبدو بعض المناسبات محطات تحفر مكانها في الذاكرة، فلا تتجاوزها الأذهان لما تكتنزه من مضامين، ولا تغادر العقول لعمق ما تحمله من دلالات.
وقد سجل الأمير سلمان باعتباره قيادياً بارزاً وأميراً لمنطقة الرياض مواقف حافلة بالثراء الفكري والوجداني والإنساني، فاختزنت الذاكرة هذه المواقف التي لن يمحوها الزمن مهما تعاقبت السنوات.
من هذه المناسبات وتلك المواقف نتوقف ها هنا عند حفل رعاه سموه قبل ثلاث عشرة سنة وتحديداً في السابع من ذي القعدة عام 1411ه وكان الحفل مقاماً من قبل إمارة منطقة الرياض لتكريم المشاركين في المرابطة والعاملين ميدانياً في مختلف القطاعات أثناء حرب تحرير الكويت.
ولعظمة ما تحمله تلك المناسبة من دلالات، ولعمق المضامين الدالة على ثبات الخطاب السعودي على مواقفه المستمرة تجاه قضايا الوطن.. نستعيد تفاصيل ما جرى في تلك الأمسية، ونستعيد كذلك تلك الذكرى التي تشهد للوطن وقيادته وأبنائه بالملحمة والتعاضد والوقوف صفا واحدا في وجه الإحن والمصاعب.
فقد القى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز كلمة خلال الحفل أعرب فيها عن سروره بهذا اللقاء.
وأثنى سموه على ما قام به المشاركون من مختلف القطاعات المدنية والعسكرية من جهود اثناء حرب تحرير الكويت الشقيقة وفي ردع العدوان عن هذا البلد الغالي.
وقال سمو الامير سلمان، «إنني اردت «هذه الليلة» ان اجتمع بكم واشكركم باسم خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني وصاحب السمو الملكي الامير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام وصاحب السمو الملكي الامير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية على ما قمتم به من مجهود وجهود مخلصة اثناء الازمة التي مرت بها المنطقة.
واشار سمو أمير منطقة الرياض الى ان خطة الطوارئ وضعت لمعالجة الوضع اثناء تلك الظروف.
وقال سموه «ان ما سرني كثيرا هو ان الخطة التي وضعت في مدينة الرياض وفي المملكة بصفة عامة قد نفذت بحذافيرها على افضل ما يكون».
وأضاف سموه قائلا «بل لقد تجاوز الاتقان الحدود التي وضعت في السابق».
وبين سمو الاميرسلمان بن عبدالعزيز ان الخطة كانت امنية غذائية صحية اجتماعية وفي مختلف الشؤون التي تهم المواطن.
وقال سموه «انها كانت كذلك خطة امنية اشتركت فيها بنفس الوقت جميع الاجهزة العسكرية في الدولة سواء القوات المسلحة او من الحرس الوطني او من قوات الامن والمدنيين في وزارة الداخلية بكل مستوياتها وبكل اختصاصاتها.
ونوه سمو الأمير سلمان بن عبدالعزيز بما أبداه المواطنون من تعاون وقال «لقد كان التعاون وثيقا جدا والحمد لله وكان تعاون المواطن كذلك من اهم مسببات النجاح وكان المواطنون يتسابقون على خدمة دينهم وبلادهم في تلك الازمة والمحنة التي مرت بها الأمة الاسلامية والعربية».
وعبر صاحب السمو الملكي الامير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض عن اعتزازه وفخر المملكة العربية السعودية بأن قائدها ومرشدها بالعمل هو كتاب الله عز وجل وسنة نبيه المصطفى عليه الصلاة والسلام.
وقال سموه «ان ذلك ما قامت عليه هذه البلاد».
ومضى سموه قائلاً «وما نجاح الخطط التي اشرت اليها في السابق الا نتيجة لتحكيم كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
واستطرد سمو الامير سلمان بن عبدالعزيز قائلاً: «إن بلادنا والحمد لله تتمتع برخاء وأمن وهذا من أسباب التمسك بالكتاب والسنة».
ونوه سموه بالدور الكبير الذي قام به الرجال القائمون على الاجهزة الحكومية بمختلف مستوياتها واختصاصاتها.وقال: «انهم بحمد الله رجال أمناء موثوقون لتنفيذ ما يطلب منهم».
وأشار سموه الى ان تلك المحنة التي فرضت نفسها ليس على المملكة فحسب بل على العالم أجمع وكانت المملكة المعنية الاولى في تلك الظروف.
وأشار سموه الى انها مرت بفضل وتوفيق من الله بيسر وسهولة.
وقال سموه «وان اراد المعتدي مع الاسف ان يكدرها ببعض الأمور البسيطة الا ان الايمان بالله سبحانه هو الذي جعلنا نتحمل ونتقبل كل شيء بثقة وايمان به».وأردف سموه قائلا «لقد خرجت بلادكم والحمد لله من تلك الظروف وهي أقوى بكثير مما كانت عليه من قبل وأكثر تمسكا بمبائها القائمة على الكتاب والسنة».
وقال سمو أمير منطقة الرياض «لقد اثبتت قيادة هذه البلاد وفي مقدمتها خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز أنها تقدر المسؤولية وتعرف المسؤولية وتمارس المسؤولية كما يجب ان تمارس».
وأضاف «وهذا شيء نحمد الله عليه قبل كل شيء ثم واجب الشكر للقيادة في هذه الظروف وفي هذه الأحوال شيء مطلوب ومستحسن».
وقال سموه «باسمكم جميعاً ارفع هذا الشكر لقيادتنا الغالية الحكيمة».
وتحدث سمو الأمير سلمان بن عبدالعزيز عما منّ الله سبحانه به على هذه البلاد من النعم وقال «ان بلادنا والحمد لله تنعم بخيرات ونعم كثيرة يغبطها عليها المحب ويحسدها المبغض وبدا ذلك في تلك الظروف».
وأوضح سموه ان المملكة قامت وستظل ان شاء الله على مبادئها الاساسية التي يتمسك بها حكامها وشعبها بكل فئاته وبكل مستويات مسؤوليته.
وقال سموه «ان هناك ثلاثة أمور حقيقة دائما في ذهني وفي ذهن قيادة هذه البلاد وهي ان لا تفريط اطلاقا بحقوق الله عز وجل التي فرضها على عباده والثاني ان لا تفريط اطلاقا في أمن الدولة حتى تتمكن من تنفيذ حدود الله التي يقرها الشرع والثالث حقوق المواطن وأمن المواطن حتى يكون آمنا على ماله وعرضه ونفسه».
واشار سموه الى ان هذه الدولة تقبل الكلام وتقبل النقاش وتعفو وتصفح الا بهذه الامور الثلاثة التي لا يمكن بحال من الاحوال ان يفرط فيها وهي حقوق الله عز وجل ثم أمن الوطن ثم أمن المواطنين على كل المستويات وفي كل الاماكن.
وقال سموه «أنه نتيجة للسبب الاول تحقق السبب الثاني ونتيجة للسب الثاني تحقق السبب الثالث».
وأضاف سموه يقول «هذه أمور أوصي نفسي بها وأوصيكم كما اوصي كل مسؤول ومواطن يعرف حقوق الله عز وجل ويعرف أمن وطنه ويعرف أمن مواطنيه».
وبين سموه ان تلك النعم الثلاث التي منَّ الله بها علينا اجلبت لنا بحمد الله الرخاء والاطمئنان والامان.
وبيّن سموه ان المواطن في هذه البلاد برغم ما مر من ظرفو تضرر منها العالم ككل يعيش اثناء تلك الاحداث وكأن شيئا لم يكن إلا اهتمامه بعقيدته وبأمن بلاده وزمن مواطنيه.
وقال سموه «ان تسابق المواطنين على الخدمة والتطوع بكل المجالات دليل على ذلك وان جهود المواطنين التي شاهدتها في تلك الازمة ليست الا التجاوب الحقيقي الأكيد بين القيادة والمواطن.
واثنى سمو الامير سلمان مرة اخرى على الجهد والدور الذي أدته أجهزة الدولة العسكرية والمدنية.
وقال «انكم قمت بالواجب كما يجب ان يقام به».
وأشار سموه في هذا الصدد الى ما قامت به القوات المسلحة في الجبهة وقوات الحرس الوطني من واجب مشرف رفع رؤوسنا وجعلنا نعتز بها.
وتوجه سموه بالدعاء الى الله بهذه المناسبة ان يرحم الشهداء الذين استشهدوا في سبيل الله وتمنى من الله العلي القدي ان يمن على الذين لا يزالون تحت العلاج بالشفاء العاجل.
وقال سموه عن اولئك الشهداء «إن شهداءنا شهداء واجب عقدي وديني وعندما أقول عقدي ديني يشمل الوطن والمواطن لأن المواطن والحمد لله مؤمن وهذه أرض الرسالة ومنبع الاسلام».
وقدم سموه التعازي ايضا لمن استشهد في هذا السبل وفي هذا الواجب.
ومضى سموه قائلاً «أردت في هذه الكلمة القصيرة أن أرحب بكم وأردت في هذا الحفل البسيط ان نجتمع ونحمد الله قبل كل شيء على ما يسر لنا».
وسأل الله عز وجل ان يجعلنا هداة مهتدين متمسكين بكتابه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. وان يوفق ولاة أمرنا الى ما يحب ويرضى.
وان يجمعنا على الحق وان يبعد عنا كل شيطان رجيم.
وشدد سمو الامير سلمان بن عبدالعزيز على التمسك بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وقال «تمسكوا كما انتم وكما نحن بحمد الله بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وابشروا بكل خير».
وأضاف اننا بذلك لن نأبه بأي عابث أو بأي محاول ان يفتح ثغرات في هذا الوطن او في هذا الكيان الكبير ولن يتمكن من شيء ان شاء الله وسيضرب على من يحاول تفتيت هذا الكيان أو السعي في خرابه او السعي والعبث فيه والعبث في حقوق الله ثم حقوق الدولة ثم حقوق المواطن، سيضرب عليه بيد من حديد كما ضرب في السابق على من يحاول العبث في هذه البلاد كما تمليه شريعتنا السمحة وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وكما هو محكم بكتاب الله وسنة رسوله.
وقال سموه ولا يعاقب في هذه البلاد احد الا بموجب ما في الكتاب والسنة وبذلك امنا على كل شيء.
ودعا سموه الله في ختام كلمته ان يرزقنا الطمأنينة ويعفو عنا وأن يجعلنا كما نحن ويزيدنا فيه حباً لله ولسنة رسوله ولطاعته.
وتمنى للجميع التوفيق والسداد.

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved