حدد المناضلون الجزائريون المنضوون تحت لواء (المنظمة الخاصة) يوم 1 نوفمبر 1954 تاريخا لبداية انطلاقة لعمليات المقاومة العسكرية المسلحة ضد الوجود العسكري الفرنسي في البلاد. في سعيهم نحو الاستقلال والتحرر من نير الاستعمار. وقد لاقت جهودهم وعملياتهم تأيداً واسعاً من مختلف شرائح المجتمع الجزائري.
ثم أسسوا الهيئات الثورية من أجل العمليات العسكرية، وقسموا الجزا ئر إلى ست مناطق، كل منطقة ولاية، وعينت في كل ولاية هيئة تقود التمرد المسلح. ودعت الجماهير إلى التمرد المسلح عبر منشور وزع في أول نوفمبر تشرين الثاني عا م 1954، وفي التاريخ نفسه تأسست جبهة التحرير الوطني وجيش التحرير الوطني، التي اعتمدت على قوة الفلاحين في الأرياف كقوة أساسية. انضم إلى الوحدات الفدائية جماعات كبيرة من الفلاحين وجمعت جبهة التحرير في صفوفها العمال والفلاحين وصغار الرأ سماليين وقطاعات من البرجوزاية التقليدية المحلية على أساس هدف واحد هوالاستقلال.
كانت أهداف جبهة التحرير الوطني هي إلغاء الاستعمار وتأسيس جمهورية الجزائر ا لديمقراطية المستقلة، واحترام المعتقدات وحقوق الإنسان والإصلاح الزراعي.
لم تستطع فرنسا إخماد نار الثورة الجزائرية التي باتت تشتعل في كل مكان.
وفي مقابل التطورات على ساحة المعارك بين الثوار والمستعمرين، انتخب الجنرال ديغول رئيساً للجمهورية الفرنسية عام 1958 م، الأمر الذي جعل التطورات تدخل تأخذ بعداً جديداً، وفي 12 أيلول من عام 1959 م صرح ديغول في هيئة الأمم المتحدة بأنه سيعترف باستقلال الجزائر، الذي تم بالفعل وعلى أرض الواقع في 1962 م وانتهت السيطرة الفرنسية على الجزائر بعد استعمار دام 132 عاما.
وضحى الشعب الجزائري بمليون ونصف المليون شهيد خلال سبعة أعوام من الثورة والتمرد على المستعمر، وتحقق النصر.
|