Saturday 1st november,2003 11356العدد السبت 6 ,رمضان 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

يرعاه ويتابع نجاحاته الأمير سلطان بن عبدالعزيز يرعاه ويتابع نجاحاته الأمير سلطان بن عبدالعزيز
المركز المشترك للأطراف الصناعية منظومة
عمل صحية على أحدث مستوى في مجال التأهيل

  تحقيق - عوض مانع القحطاني
كثيرة هي الانجازات الحضارية التي تحققت على أرض هذا الوطن المعطاء.. في أكثر من مكان وفي أكثر من صعيد نجد أن ما تم بناؤه وتنفيذه يفوق الحصر.. وكل ذلك النجاح حدث لتلاحم القيادة مع الشعب..
ومن بين هذه الانجازات مشروع بدأ صغيراً في العام 1407هـ وظل يكبر ويتوسع حتى أصبح صرحا طبيا لعلاج وتشخيص ومساعدة العديد من الفئات المعوقة..إنه المركز المشترك لبحوث الأطراف الاصطناعية والأجهزة التعويضية وبرامج تأهيل المعوقين والذي قدم له الرعاية الكاملة صاحب السمو الملكي الأمير سطان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام.. حول قصة نجاح هذا المركز التقت «الجزيرة» الأستاذ الدكتور محمد بن حمود الطريقي المشرف العام والباحث الرئيسي لهذا المركز حيث ألقى الضوء على جوانب هذاالمشروع الكبير.. من خلال هذا الحوار:
* هل يمكن اعطاء القراء نبذة سريعة عن فكرة انشاء هذا المركز وكيف تطور الى هذا الحد؟.
- أنشئ المركز في عام 1407هـ «1987م»، كمشروع مشترك بين وزارة الصحة وجامعة الملك سعود تحت رعاية المؤسس صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود، النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام، الذي ظل يقدم له الدعم المستمر ويعمل المركز جاهدا من أجل تحسين وتطوير ونشر الخدمات الخاصة برعاية وتأهيل كل الفئات العمرية من المواطنين أطفالاً وبالغين ومسنين سيما من هم في حاجة خاصة الى العلاج والتأهيل في المستوى المتقدم والمبني على الأساليب العلمية والتجربة والتكنولوجيا والأجهزة الحديثة.
كانت بداية المركز المشترك متواضعة للغاية حيث يعتمد على ما توفر من موارد مادية «أجهزة وخلافه» وبشرية والتي كانت محدودة للغاية وبعد ذلك تواصلت المحاولات الهادفة لاستقطاب التقنيات الجديدة من الخارج وتطويعها وأقلمتها حتى تتناسب مع احتياجات ومتطلبات الظروف المحلية ثم تدريب الكوادر المحلية على استخداماتها للمعنيين برعاية وتأهيل المعوقين وتدريب الفنيين، وتشجيع الكوادر المؤهلة على اجراء البحوث والتعرف على أحدث الأساليب العملية الموجودة في العالم المتقدم.
وقد استغرقت دراسة مشروع المركز وتأمين الموارد المادية والبشرية المحدودة اللازمة لتنفيذ البداية المتواضعة وقتا طويلا. وعندما عرضت الفكرة على الجهات المعنية مثل مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتكنولوجيا والوزارات ذات الاهتمام والمستشفيات المختصة أبدت هذه الجهات موافقة وقبولا ورغبة في الدعم كما تمتع المشروع بالدعم المادي والمعنوي من قبل الكثير من المواطنين الخيريين الكرماء ذوي الوعي الكبير بالموضوع عليه فقد أصبح من الممكن بدء العمل في المشروع في عام 1410هـ «1990م» في مبنى ملحق بمركز التأهيل الطبي ثم انتقل من بداية 1412هـ الى مبنى آخر جوار جامعة الملك سعود وهبه أحد المواطنين الكرماء لاقتناعه بأهدافه وقد جعلت هذه الخطوة بالامكان التوسع في أنشطة البحوث والتأهيل وخدمات التعليم وأخيراً قدمت وزارة الصحة مكانا أكثر ملائمة لأهداف المشروع بمنطقة الربوة بالرياض حيث انتقل المركز في رمضان 1414هـ «1994م» وما زال يواصل أنشطته الآخذة في التوسع بشكل مطرد من هنا.
* هل لك أن تحدثنا عن مهام المركز الرئيسية؟
- يضطلع المركز المشترك بالعديد من المهام التي يمكن ايجازها فيما يلي:
إجراء بحوث علمية ذات أغراض تطبيقية في المجالات المختلفة لهندسة التأهيل وذلك بنقل وتوطين وتحديث التقنية وتوفير المعلومات العلمية والفنية للمتخصصين. وتنسيق الجهود مع مراكز التأهيل الحكومية والخاصة والمؤسسات العلمية المعنية وتبادل الخبرات والمعلومات معها والعمل على تفادي الازدواجية أو التنافر بين تلك الجهود. والمشاركة مع الجهات المعنية في نقل وتطوير وتطويع التقنيات التأهيلية وتوطينها لسد الحاجة المحلية بوسائل وأفكار فنية ولسائر الجهات المعنية بهذه الفئة بالوطن العربي، والاسهام في إعداد الكوادر الوطنية في مجالات هندسة التأهيل عن طريق عقد البرامج التعليمية والتدريبية للطلبة بالمشاركة مع الجامعة وكذلك برامج الدراسات العليا بالتعاون مع الجامعات العالمية. وتأليف أو ترجمة ونشر البحوث والمعلومات العلمية والصحية والتقنية المتعلقة برعاية وتأهيل المعوقين للاستفادة منها محليا وعلى مستوى الوطن العربي، وإصدار النشرات التوعوية العلمية المتخصصة في الإعاقة والتأهيل والأطراف الاصطناعية والأجهزة التعويضية والهندسة التأهيلية، واستقبال حالات الإعاقة التي تقدم للمركز وكذلك المحولة من جهات أخرى من كافة أنحاء المملكة ومن قبل سيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود لتقييم حالاتها وإكمال ما يلزم نحوها.
* وماذا عن أقسام المركز؟
- يحتوي المركز المشترك في مقره بحي الربوة، على العديد من الأقسام العاملة التي تؤلف في مجموعها وحدة متكاملة. بدءاً من الاستقبال، الى الخدمة الاجتماعية، ثم الفحص والتقييم، وصولاً الى الارشادات والعلاج وصرف الأجهزة اللازمة مع المتابعة، وينظم ذلك كله المهمة الرئيسية وهي البحوث التطبيقية ذات الطابع الخدمي للمعوقين. فهناك قسم العلاج التعليمي وفيه يهتم الاخصائيون بالتعليم الخاص للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 7-12 عاما، من ذوي الحاجات الخاصة كالتخلف العقلي والطفل المنغولي والشلل الدماغي وشلل الأطفال.. حيث تتم دراسة حالاتهم مع ذويهم، ووضع الخطط لكل حالة على انفراد، ثم تنفيذها في المختبرات المتخصصة عبر التعليم والتدريب، بالتعاون الوثيق مع أهل المصاب أو من يرعاه. ويعتبر هذا القسم من أكثر أقسام المركز نجاحا وانتشارا على المستوى الوطني. ثم القسم الطبي وهو أكثر أقسام المركز تعاملاً مع المعوقين، ويضم نخبة من خيرة الأطباء والمتخصصين في العلاج الطبيعي والعلاج بالعمل والعلاج النفسي والاجتماعي وفي النطق والبصريات والتغذية، كما يحتوي القسم على قسم للأشعة وآخر للمختبرات. وتتمثل نشاطات القسم فيما يلي:
وحدة العلاج بالعمل «الوظيفي»، وحدة التأهيل النفسي والاجتماعي، العيادات الطبية، والبرنامج العلاجي.
أيضا من الأقسام المهمة قسم العلاج الطبيعي حيث يعتبر من أهم وسائل التأهيل في المركز المشترك، ويحتوي على أقسام مخصصة للأطفال، للرجال وللنساء، كل على حدة. كما تتبع له صالة التمارين التي تضم أحدث تقنيات العلاج الطبيعي والتقويم.
وتنقسم أجهزة العلاج الطبيعي الرئيسية الى قسمين: الأجهزة الحركية، والأجهزة الكهربائية.تضم الأجهزة الحركية: تقنيات تقويم العضلات وأجهزة المشي وأجهزة تقويم الأطراف العلوية والسفلية. أما الأجهزة الكهربائية فتنقسم للتخصصات التالية:
العلاج بواسطة الأشعة فوق الصوتية، العلاج بالكهرباء، العلاج بالأشعة فوق البنفسجية، العلاج بالموجات القصيرة والعلاج بالشمع الحار لتخفيف الألم وزيادة الدورة الدموية.
كما يولي المركز المشترك الناحية الاجتماعية للمرضى والمعوقين والمسنين أهمية كبيرة. فالبحث الاجتماعي بكافة عناصره يسهم ولاشك في القاء الضوء على ما له علاقة بالإعاقة من الجانب الاجتماعي، أي من حيث علاقة الفرد المعوق بمن حوله، وتأثره بهم وتأثيره فيهم، سواء أكانوا من أفراد أسرته أم من المحيطين به والجيران أو المجتمع بشكل عام، ومن ثم فإن ذلك يساعد على تلمس مشكلاته الاجتماعية والتخفيف من معاناته والعمل على استقرار حالته.
كذلك بالمركز قسم هندسة وتكنولوجيا التأهيل والذي يختص هذا القسم بتوفير منظومات الإجلاس المخصص والكراسي المتحركة اليدوية والكهربائية الأطراف الاصطناعية والأجهزة التعويضية والوسائل المساعدة الأخرى للمعوقين، وذلك بعد أن يتم تقييمهم من قبل القسم الطبي بمشاركة أحد إخصائيي الأطراف الاصطناعية والأجهزة التعويضية كعضو في فريق التأهيل، وتحويلهم الى قسم هندسة وتكنولوجيا التأهيل ليتم تركيبها على المعوقين واجراء التعديلات المطلوبة ومن ثم تدريبهم على استعمالها وصيانتها. كما يتم اجراء الاصلاحات أو التعديلات اللازمة على الأجهزة. ويقوم هذا القسم بتركيب أجهزة سيارات المعوقين للتحكم بها يدويا.
وقسم الحاسب الآلي الذي تتعدد مهامه حيث تتداخل في جميع أقسام المركز، إذ تدير هذا القسم الشبكة الآلية التي تربط جميع الأقسام، بحيث يمكن للأقسام المعنية متابعة الحالات من خلال البيانات التي تكون مسجلة عنها في ملف خاص، وذلك تسهيلاً وتقنيناً لعمل المركز، كما يمكن عن طريق هذه الشبكة فيما بعد القيام بعمليات احصائية ذات دلالات معدة من واقع الملفات الموجودة في الشبكة، مما يسهل التخطيط واتخاذ القرارات السليمة المبنية على قواعد احصائية علمية.
وهناك نقطة مهمة فإنه ولغرض الفحص والتشخيص والتقييم والمتابعة واجراء البحوث التطبيقية الخدمية، كان لابد من تجهيز المركز بالمختبرات اللازمة لعمله ومنها:
مختبر القياسات والتدريب «لعمل الأطراف الاصطناعية لمن أصيبوا بالبتر» ورشة صيانة للأجهزة التعويضية، قسم الأشعة التشخيصية، مختبر قياس كثافة العظام، مختبر الإجلاس المخصص، مختبر تحليل المشية. وكذلك مختبر الميكانيكا الحيوية، مختبر العناية بالأقدام. وأيضا مختبر الأبحاث الإكلينيكية، ومختبر الوسائل السمعية والبصرية، ومعمل تشخيص الأوعية الدموية، إدارة الآلم، فضلا عن معمل العلاج بالليزر.
* نريد أن نعرف على وجه التحديد طبيعة العمل بالمركز؟
تتشكل طبيعة عمل المركز على النحو التالي:
- يتولى الاخصائيون بالمركز فحص وتقييم وعلاج حالات الإعاقة التي تعرض عليهم مباشرة أو تحول من مراكز التأهيل الطبي والمستشفيات بالمملكة أو من قبل مكتب صاحب السمو الملكي الأمير سطان بن عبدالعزيز أو أية جهة أخرى، ويتم توفير الوسائل العلاجية والتأهيلية ويزود المعوقين بالأجهزة التأهيلية حسب الحالة والامكانات المتوافرة بالمركز أو تسجيل الاسم في قوائم الانتظار.
- أنشأ المركز وحدة للإجلاس المخصص تتولى فحص حالات الاعاقة الشديدة التي يبقى المريض فيها ملازما للفراش وتوفر للمريض الأجهزة والأدوات الخاصة التي تمكنه من الجلوس والوقوف والتنقل والمشاركة الايجابية في حياة الأسرة والمجتمع.
ويعمل المركز من خلال مطبوعاته واتصالاته وعن طريق وسائل الاعلام المختلفة على نشر الوعي بمشاكل المعوقين وتبصيرهم بما توفره لهم الدولة من وسائل الرعاية والتأهيل والعلاج.
كما يقدم المشورة الفنية لوزارة الصحة والمستشفيات ومراكز التأهيل الطبي بصدد المشكلات المتعلقة بتأهيل المعوقين، كما يقدم خدمات ودراسات لبعض الجهات ذات العلاقة بالمجال نفسه.
ويتيح كذلك فرص التدريب العملي والإكلينيكي لطلاب قسم التكنولوجيا الطبية الحيوية وقسم علوم التأهيل الصحي بكلية العلوم الطبية التطبيقية وطلاب قسم التربية الخاصة بكلية التربية بجامعة الملك سعود. وكذلك فرص البحث والتعليم لطلاب الدراسات العليا بالتعاون مع بعض الجامعات العالمية.
كما يقدم البرامج التدريبية للفنيين العاملين في مجالات رعاية المعوقين والأطراف الاصطناعية والأجهزة التعويضية للجهات التي تحتاج الى مثل هذه البرامج.
ويعقد الندوات والمحاضرات وورش العمل ويشارك في المؤتمرات العالمية التي يحضرها المتخصصون في مجالات رعاية المعوقين للاطلاع على أحدث النظريات والابتكارات العملية والتقنية الخاصة بتصنيع أجهزة المعوقين وكذلك ما يقدم للمعوقين من خدمات في البلاد المتقدمة.
برنامج الإجلاس المخصص
كما قام المركز المشترك ضمن مهمته الرئيسية - وهي اجراء البحوث التطبيقية في مجال الاعاقة والتأهيل - بانجاز عدد كبير من هذه البحوث، بكاملها أو بالتعاون مع جهات أخرى داخل المملكة وخارجها. ومن أهم هذه البرامج والمشاريع البحثية التطبيقية
برنامج الإجلاس المخصص والذي يتضمن منظومات الاجلاس المخصصة لشديدي الاعاقة والعاجزين من المسنين
تتكون منظومة الاجلاس المخصصة من مقعد يشكل خصيصا لكل حالة فردية من حالات الاعاقة لتوفير احتياجاتها العلاجية والعملية، وتمكين المعوق أو المسن من الجلوس في الوضع المناسب والمريح الذي يمكنه من استخدام أكبر قدر ممكن من قدراته المتبقية والاستقلال عن معونة الآخرين في أداء الأعمال التي يحتاج اليها. كما تقيه منظومة الاجلاس الأضرار والمضاعفات التي يمكن ان تنشأ إذا حاولنا اجلاسه في مقعد عادي. ويركب مقعد المنظومة على قاعدة ثابتة أو متحركة، ويمكن تحريكها إن كانت ذات قاعدة متحركة، إما بمساعدة شخص آخر أو بواسطة المعوق نفسه يدويا أو باستخدام محرك كهربائي إذا توافرت له القدرات التي تمكنه من ذلك.
ونحن بصفة عامة نتوخى دائما ان نختار للمريض أصلح منظومة اجلاس تحقق له الراحة وتمكنه من استخدام أكبر قدر من قدراته الباقية وتشغيل ما هو صالح من وظائف جسمه.
الجنف الذاتي المنشأ لدى المراهقات
فقد شمل الفحص استقصاء حالات الجنف لدى 4018 طالبة تتراوح أعمارهن بين عشر سنوات وسبع عشرة سنة. وقد أظهر الفحص المبدئي الذي استخدم فيه اختيار الانحناء للأمام، أن 173 «3 ،4%» من الفتيات لا يتماثل لديهن جانبا العمودي الفقري. وفحص من هؤلاء بالتصوير الشعاعي 138 فتاة فقط «80%» وقد شخص الجنف على أساس وجود زاوية كوب مقدارها خمس درجات أو أكثر، وكانت النسبة المئوية العامة لشيوع الجنف البنيوي 6 ،3%، ومعدل الحالات الايجابية الزائفة الموثق 7 ،16%، كما كان 5 ،2% من الحالات المؤكدة قد سبق التعرف عليها. وانتشار التقوسات التي تبلغ 10 درجات أو أكثر بمعدل 59 ،1% والتي تبلغ 20 فأكثر 37 ،0%، وكانت جميع الحالات من الجنف الذاتي، فيما عدا حالتين من التقوس الخلقي وثلاث حالات من العقابيل العضلية العصبية لشلل الأطفال، أما انتشار جنف المراهقة الذاتي فكان 46 ،3% وتم تأهيل الحالات المرضية بالمركز.
المشروع الوطني لأبحاث الإعاقة والتأهيل
1- مسح حالات الإعاقة ومنشآت التأهيل:
إن التطور التنموي الرائد والنمو السكاني المتزايد يحتم علينا العناية بالمعوقين فهم يمثلون 73 ،3% من مجتمعنا السعودي الفتي. وهم بحاجة الينا ينادوننا بالنداء الانساني الديني، ثم بالنداء الوطني، ونحن أولى بندائهم، وقد خططنا للمشروع بدعم وتوجيهات المعنيين بوزارة الصحة وجامعة الملك سعود حيث أعاننا الله تعالى بدعم وتوجيهات سمو الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - على تأسيس المركز المشترك الرائد لبحوث الأطراف الاصطناعية والأجهزة التعويضية وبرامج تأهيل المعوقين، وقد جيشنا لهذا المشروع كل الاحتياجات التخطيطية والبشرية والمالية واستعنا بالعديد من الخبرات المحلية والعالمية وبالبرامج الحاسوبية المتطورة لتنفيذ المسح الميداني الذي شمل «130،78» فرداً سعودياً ضمن «232 ،10» أسرة. وأظهر هذا المسح وجود «2870» معوقا ضمن أفراد العينة ثم عملنا ضمن مجموعة كبيرة من المستشارين لتصنيف هذه الاعاقات بما يتناسب مع المعايير الديموغرافية والاجتماعية السعودية وليكون التقرير بلغتنا العربية بأسلوب سهل ممتع بعيداً عن الجفاف العلمي الذي لن يمكننا من استخدام أبحاثنا ونتائجنا في التخطيط لمستقبل وطننا الغالي.
استخدام التنبيه الكهربي الوظيفي
للمركز المشترك لبحوث الأطراف الاصطناعية والأجهزة التعويضية وبرامج تأهيل المعوقين تجربة غير مسبوقة. وهي مساهمته في نقل التكنولوجيا بتطبيق واحد من أحدث الأساليب والنظم العالمية المتقدمة جداً والمجازة في استعادة المشي من قبل المرضى السعوديين ذوي الاصابات في الحبل الشوكي، ولقد أجري تقييم شامل يحتوي على اختيارات طبية وطبيعية على مرضى اصابات الحبل الشوكي السعوديين وتم اختيار الحالات المناسبة اعتمادا على معايير «برنامج التحفيز الكهربي الوظيفي» وأعطوا التعليمات الكاملة الخاصة بالنظام بالاضافة الى العلاج الطبيعي والتدريب خلال الدورات المحددة الصياغة. وتم أيضا استخدام برنامج تحفيز جديد مختصر طور لأول مرة بواسطة المركز المشترك مع عدد من المرضى اختيروا بعناية ووجد بأنه يقلل من استهلاك الطاقة ويزيد من سرعة المشي والمسافة التي يقطعها المريض. ويمكن ان نستنتج من هذه التجربة مع التحفيز الكهربي الوظيفي بالمركز المشترك ان هذه الوسيلة العلاجية التي تستعمل للمرة الأولى في المنطقة هي عبارة عن أداة مفيدة في مساعدة مرضى اصابات الحبل الشوكي في الوقوف والمشي لمسافات محدودة وفي تحسين وظائف أعضائهم.
كثافة العظام
تعتبر اصابات الحبل الشوكي واحدة من أكثر الحالات مأساوية في الحقل الطبي بأكمله، فهي تحدث تغييرات جسدية وعاطفية عميقة في المريض ويعتبر فقدان وظائف الحركة بالأرجل وما يتبعه من فقدان القدرة على المشي من أكثر خصائص اصابات الحبل الشوكي ملاحظة، في حين يتعرض مصابو الحبل الشوكي لمضاعفات طبية ثانوية عديدة. لقد بات من المعلوم حدوث الكثير من التغيرات الفسيولوجية والأيضية من الخمول العضلي/ العظمي الناتج عن فقدان القدرة على الوقوف والمشي، ويأتي فقدان كثافة العظام لاحقا للراحة السريرية، وتقليل القوى الميكانيكية الواقعة على الهيكل العظمي.
إن نشوء هشاشة العظام في عظم الفخذ القريب من محو الجسد تجعل الأشخاص أكثر عرضة للجروح من أقل الرضوض الى الدرجة التي قد يسبب فيها التقلب على السرير أثناء الاضطجاع حدوث كسر في عظم الحوض. يبحث هذا المشروع في حالة هشاشة العظام التي ترافق الكساحة «الشلل النصفي السفلي» عبر قياسات كثافة العظام المعدنية لدى مواقع مختلفة من الجسم. شملت هذه الدراسة «57» مريضا باصابات حبل شوكي سعودي الجنسية منهم «50» ذكوراً و«7» إناث ترواحت أعمارهم بين «20 59» عاما بمتوسط قدره «3 ،33» عاماً، يعاني «39» منهم من تشنجات، في حين أن «18» مترهلون. اضافة الى هذا فقد عانى «5» من هؤلاء المرضى من كسر في عظامهم الطويلة نتيجة رضوض طفيفة إثر اصابة حبالهم الشوكية. كما شملت الدراسة أيضا تقييم كثافة العظام المعدنية لدى «26» شخصا سعوديا معافى تتراوح أعمارهم بين «22-40» عاما بمتوسط قدره «3 ،28» عاماً. وكذلك تقييم كثافة العظام المعدنية للعظام التي حول مفصل الركبة لدى «28» مريضا سعوديا باصابات الحبل الشوكي، منهم «26» ذكورا و«2» إناث تتراوح أعمارهم بين «30-59» عاماً بمتوسط قدره «3 ،33»عاماً. وتماثل قيم كثافة العظام المتحصل عليها من هذه الدراسة تلك المسجلة سابقا في أقطار أخرى، وبمقارنة قيم كثافة العظام المعدنية لعظم الفخذ القريب من محور الجسد لدى عينة الأشخاص السعوديين الأسوياء مع الآسويين العاديين فلا يوجد فارق ملحوظ بينهما لكل من «مثلث وارد» والرضفة الكبرى «النتوء الموجود في أعلى عظمة الفخذ» رغم ان الفارق لدى عنق عظمة الفخذ كان الأدنى. ووجد ان تأثير كثافة العظام على خصائص مثل: العمر، الجنس، مستوى الاصابة، حيوية العضلات وخطورة الاصابة غير مجد احصائيا، وأن نسبة فقدان العظم في المنطقة حول مفصل الركبة تتراوح بين 19 ،55% و82 ،29% في حين ان نسبة الفقدان في العظم الفخذ القريب من محور الجسد قد تتراوح بين 82 ،29% و09 ،32% مقارنة بأشخاص التجربة السعوديين الأسوياء. توضح هذه الدراسة بجلاء ان كثافة العظام المعدنية حول مفصل الركبة يمكن اعتبارها عامل تنبؤ وتكهن أقوى من القياس الذي يجري على عظم الفخذ القريب من محور الجسد لتحديد مخاطر الكسور التي تحدث في العظام الطويلة لدى مرضى اصابات الحبل الشوكي. كما تدلل هذه البيانات على تطوير معايير تشخيصية جديدة لتحديد ومعرفة المعرضين لمخاطر هذه الكسور.
دراسة عن بتر الأعضاء
كما قمنا بعمل دراسة تحليلية عن بتر الأعضاء في المملكة للوقوف على أسباب هذا النوع من الاعاقة وايجاد سبل للحد من ذلك شملت 3210 حالات بتر تم تأهيلها بمركز التأهيل الطبي بالرياض وقد خلصت الدراسة الى ان السبب الرئيسي وراء النسبة العالية لحالات بتر الأطراف هو الاصابات التي تقع من مصادر خارجية وكان 9 ،35% من حالات بتر الأطراف السفلى «وهي نسبة عالية» بسبب المضاعفات الجانبية لمرضى السكري لدى المسنين، وقد خلصت الدراسة أيضا الى ان حوادث المرور هي من الأسباب الرئيسية وراء بتر الأطراف السفلى.
تقص احصائي للمراكز التي تقدم خدمات أطراف اصطناعية وأجهزة تعويضية بالمملكة
شمل هذا المسح ما جملته 120 مستشفى ومركزاً تأهيلياً واتضح من خلال المسح بأن هناك مركزين فقط في جميع المملكة يعنيان بتقديم خدمات أطراف اصطناعية وأجهزة تعويضية أكبرها وأقدمها بالرياض والثاني بمكة المكرمة وهناك وحدات للأطراف الاصطناعية والأجهزة التعويضية بالمستشفيات ولكنها لا تقدم خدمات متكاملة فيما عدا المستشفى العسكري ومستشفى الحرس الوطني وأوضح الباحثون أيضا بأن المكان الوحيد الذي يقدم خدمات وتكنولوجيا تأهيلية متقدمة وبرامج تدريب وتعليم ويبذل محاولات هادفة لتطوير هذا الخدمة هو المركز المشترك. كما أوصوا بادخال الدراسات المهنية الخاصة بهذا المجال في الجامعات السعودية ومؤسسات الرعاية الصحية الممولة من قبل وزارة الصحة من أجل تطوير هذه الخدمات.
تحسين تصميمات الأجهزة
أيضا تحليل حالات البتر تحت الركبة بغرض تحسين تصميمات الأجهزة التعويضية اللازمة لتأهيل هذه الحالات وقد نفذت هذه الدراسة على 26 شخصاً سليم الأطراف و23 حالة بتر تحت الركبة تستخدم أجهزة تعويضية لمقارنة خصائص المشي وقد أوضحت الدراسة بأن حركتي الثني والمد المفصلي الورك والركبة أقل في مداها في الرجل المبتورة ذات الجهاز التعويضي وأكثر في مداها في الركبة الصحيحة بذات الشخص مقارنة بالشخص السليم وقد أوضحت الدراسة أيضا بأن زمن حركات القدمين لذوي البتر الذين يستخدمون أجهزة تعويضية ليس متساويا في جانبي الجسم. وقد خلص الباحثون الى ان التأخير في الانقباض الأخمصي للقدم وفترة الوقف الطويلة في الطرف السليم تتيح للجسم التحرك والدفع للأمام وذلك بالتركيز على كعب القدم السليمة عوضا عن النقص الذي يحدث بسبب الطرف المبتور أثناء التحرك للأمام. استخدم نظام MIE في أبحاث تحليل المشي وقد برهن على ملائمته للتقييم الواقعي للمشي في الأعراض الاكلنكية والبحثية.
وكذلك دراسة تحليلية لتحديد خصائص المشي لمن يعانون من عواقب شلل الأطفال للمساعدة في تصميم أجهزة تعويضية لهم وقد شملت هذه الدراسة 26 فردا سويا و23 مصابا بعواقب شكل الأطفال كحالات قديمة وهم يعانون من الشلل في طرف سفلي وأظهرت الدراسة ان مدى الحركة في مفصل الورك للمجموعة الأخيرة يزداد في الأطراف السليمة بينما يقل في الأطراف المصابة وذلك بقدر أكبر عما هو الحال لدى المجموعة الأولى «الأسوياء» وأظهرت الدراسة أيضا بأن الانكماش في مفصل الركبة يقل في حين يزداد مدى المد في الطرف المشلول وان مد الثني لدى مفصل الركبة ينقص قليلا في الطرف السليم وينقص أكثر في الطرف المشلول لدى وضع الكعب لمن لهم شلل أطفال مقارنة مع الأسوياء وخلصت الدراسة الى ان هناك استمرارية في اخفاق حركة الثني للركبة بالطرف المشلول نتيجة الإصابة بشلل الأطفال وبأن هناك تدنياً في كامل الحركة لمفصلي الركبة والورك وهذا التدني يكون أكثر في الطرف المشلول لذوي شلل الأطفال القديم ومن جانب آخر فليس هناك فارق تقريبا بين الطرفين فيما يختص بهذه المسألة لدى الأسوياء.
أحدث التقنيات
* ما هي أحدث التقنيات التي تستخدم في المركز؟
- بدأ المركز في استخدام الأجهزة والتقنيات المتطورة مثل جهاز لقياس نشاط العضلات بالتصميم الكهربائي، ونظم لتشخيص حالات الجنف باستخدام الصور ثلاثية الأبعاد، ونظم اجلاس مخصص لحالات الإعاقة الشديدة والمسنين، وكراسي متحركة كهربائية، والتنبيه الكهربي لوظائف العضلات لتأهيل المشلولين، وأجهزة تعويضية من السليكون «أصابع - أنف - أذنين - ثدي»، وأجهزة التحرك لذوي الشلل السفلي المزدوج، وأجهزة الوقوف والمشي، والأجهزة فوق الصوتية وأجهزة روبلر الليزر لدراسات تدفق الدم، وإدارة الألم.
كما يستعد المركز لادخال تقنيات قياس توزيع الضغط في الحوض وعلى كعب الأقدام باستخدام أجهزة الكمبيوتر، وصنع وتصميم أطراف اصطناعية وأجهزة تعويضية باستخدام الكمبيوتر، وأطراف صناعية علوية تعمل بالكهرباء، والتئام الجروح عبر المعالجة بالكهرباء، وعلاج الوقر بالأبر.
التعليم والتدريب
* ما هو دور المركز في قطاع التعليم والتدريب؟
- يقدم المركز المشترك برامج تعليمية وتدريبية للمجموعات التالية:
كوادر المركز والوحدات التأهيلية، الطلاب في كلية العلوم الطبية التطبيقية قسم التكنولوجيا الحيوية الطبيعية وقسم التأهيل بجامعة الملك سعود، طلاب التعليم الخاص بكلية التربية جامعة الملك سعود، الطلاب فوق المرحلة الجامعية الذين يتأهلون للدكتوراه بالتعاون مع بعض الجامعات.
كما يقدم المركز المشترك استشارات فنية للمجموعات التالية:
وزارة الصحة والمستشفيات والمراكز التأهيلية، وزارة العمل والشؤون الاجتماعية ومراكزها التأهيلية، جمعيات ومؤسسات الرعاية وخدمات المعوقين والمسنين، الوكالات الخاصة والحكومية الراغبة في تأسيس مراكز رعاية صحية لتأهيل المعوقين والمسنين.
كما أنشأ المركز وطور برامج تعاون لتبادل المعرفة والتقنيات والتجارب والبحوث للكليات المعنية بالرعاية الصحية ومراكز البحوث بالرياض، مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث، والمستشفى العسكري ومستشفى الحرس الوطني ومستشفى قوى الأمن، والمراكز والجمعيات المهتمة بالرعاية والتأهيل للمعاقين في المملكة، وجامعة سالفورد بالمملكة المتحدة، جامعة سوري بالمملكة المتحدة.
إبداع وتميز
* ما هو وجه الإبداع والابتكار بالمركز؟
- قد أسهم المركز المشترك، في انجاز عدد من الاكتشافات والابتكارات في مجال البحوث العلمية والتطبيقية وكذلك في مجال الابتكارات التي تساعد المعوقين، ومن هذه الابتكارات:
- قام البروفيسور محمد بن حمود سليمان الطريقي، الباحث الرئيسي المشرف العام على المركز المشترك باختراع مفصل كاحل دوار قابل للانغلاق، لطرف اصطناعي متمفصل للبتر تحت الركبة، وقد سجل هذا التصميم في الولايات المتحدة الأمريكية ببراءة رقم 4865611 بتاريخ 11/10/1410هـ الموافق 12/9/1989م، والغرض من هذا التصميم تمكين المسلم الذي يلبس طرفا اصطناعيا لبتر تحت الركبة من أداء الصلاة دون معاناة، لاسيما في وضع التشهد عندما يطوي ساقه الاصطناعية تحته، فالاختراع يسمح بدوران القدم حول محورها بالنسبة للجزء الذي يمثل الساق في الطرف الاصطناعي مما يمكن المريض من الجلوس لتلاوة التشهد. كما تم اختراع جهاز يسمى جهاز التحليل الكمي لعدم وثاقة مفصل الركبة في الجسم الحي دون التعرض لأنسجة الجسم. وبه وسيلة لتثبيت القدم والكعبين ووسيلة لاتاحة تنوع زوايا انقباض مفصلي الركبة والورك. ويتيح هذا الجهاز اجلاس المريض بطريقة مريحة ويقوم بتثبيت الفخذ ولقم عظم الطنبوب تثبيتاً محكما.

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved