عزيزتي الجزيرة:
عندما كنت أقرأ في ملحق آفاق إسلامية ليوم الجمعة 21/8/1424هـ لفت نظري هذا العنوان الجميل «الدين ممنوع والعتب مرفوع» وهو مقال للأستاذ سلمان بن محمد العمري في زاويته رياض الفكر فأقول وبالله التوفيق والسداد: إن ظاهرة الديون ظاهرة سلبية انتشرت في بعض الناس انتشار النار في الهشيم لا يكاد يسلم منها أحد ولا ينجو من شرها إنسان والديون أقلقت حياة الناس ونغصت عيشهم وخفضت رؤوسهم فالغنى نعمة ومن سعادة الإنسان أن يعيش مستغنياً عن الآخرين فكم أرغم الفقر أنوفاً وكم أذلت الحاجة رؤوساً ولذلك تعوذ رسول الله صلى الله عليه وسلم من الفقر والكفر وتعوذ من غلبة الدين وقهر الرجال والناظر إلى أحوال الناس اليوم يجد أن أكثرهم قد طوقته الديون وعظمت عليه الحقوق حتى أصبحت لا تكاد ترى رجلاً إلا وهو مدين فأكثر الناس في مظاهر الأغنياء ولكنهم فقراء.
ومن أسباب الديون محق البركة في الرزق وذلك لأسباب منها عدم الإخلاص في العمل أو الوظيفة ومن محق البركة عدم أداء زكاة المال وعدم الصدق في البيع والشراء وظاهرة الديون ظاهرة خطيرة حذر منها الرسول صلى الله عليه وسلم فقال: «صلوا على صاحبكم» وفي الحديث الآخر «نفس المؤمن معلقة بدينه حتى يقضى عنه» وإذا علم الله صدق نية الإنسان فإن الله يعينه ويقضي عنه قال صلى الله عليه وسلم: «من أخذ أموال الناس يريد أداءها أدى الله عنه ومن أخذها يريد إتلافها أتلفه الله».
وأختم بهذا الحديث فمن قاله كل يوم كان حقاً على الله أن يقضي عنه دينه مع فعل الأسباب «اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن وأعوذ بك من الجبن والبخل وأعوذ بك من العجز والكسل وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال».
فاللهم اقض الدين عن المدينيين إنك على كل شيء قدير وبالإجابة جدير.
محماس بن عايض بن رسل الدوسري
7492 الخرج 21194
|