هل نجح إعلامنا العربي في التعامل مع قضايا مثل الإرهاب أو الوجود الأمريكي في العراق أو إسرائيل وما تقوم به من انتهاكات صارخة للقانون الدولي في فلسطين المحتلة بشكل احترافي ومهني جيد؟!.
الجواب بشفافية تامة لا.. فالإعلام لم يتعامل مع هذه القضايا أو سواها بالمهنية والحرفية المأمولة، وإن كان هذا النفي لا يعني بالضرورة عدم وجود كفاءات إعلامية عربية عالية المستوى، فالوسط الإعلامي العربي مليء بالخبرات والكفاءات، لكن توظيف هذه الخبرات والقدرات بالشكل المناسب هو الذي نفتقده، فنحن بحاجة إلى «إدارة إعلامية ناجحة» لا إلى إعلاميين ناجحين، لأن الإدارة الناجحة كفيلة بإبراز إعلاميين على مستوى المسؤولية لديهم القدرة على اكتساب ثقة المتلقي، وعلى هذه الإدارات البحث عن أشخاص لديهم الإيمان الكامل بضرورة فرض إعلام عربي يمتلك أدواته الخاصة ووسائله المميزة على الساحة الإعلامية الدولية أو المحلية وعدم الانبهار بالإعلام الغربي أو الأمريكي، وقتها سنحسن التعامل مع قضايانا، كما أننا لن نهتم مطلقاً بظهور زيد أو عمرو على شاشات وصحف الآخرين، ولن تمثِّل لنا أية قناة أو صحيفة أو إذاعة حاقدة أية أهمية، ولن يهمنا ما يكتبه محررو الواشطن بوست أو التايمز أو الدير شبيجل أو سواهم، لأننا وقتها سنتعامل معهم من منطلق الندية لا الدونية «المهنية»، وسنتفاعل مع ما يكتبونه ويروِّجونه عنّا سلباً بشيء من الاحتراف وسنبتعد عن الانفعال أو الضجيج المصطنع الذي يفقدنا ثقة المتلقي فيما نقوله، وإن كنا نأمل ألا يخذلنا هذا المتلقي لأن بدونه ستكون جميع هذه المحاولات مجرد محاولات عبثية لا فائدة منها ولا طائل من ورائها.
|