يعود وزراء خارجية الدول المجاورة للعراق إلى الاجتماع من جديد لدراسة الأوضاع في هذا البلد، فبعد اسطنبول والرياض، تحتضن دمشق اليوم وزراء الخارجية في اجتماعهم الثالث.. والوضع الأمني الآخذ في التدهور في العراق ليس الموضوع الوحيد المطروح على طاولة المباحثات اليوم، فهذا الموضوع وبالرغم من أهميته إلا أنه يعد نتيجة لأوضاع أخرى من أهمها تواجد قوات الاحتلال، وغياب حضور وعدم مشاركة دول الجوار في مساعدة العراق على تخطيه محنته، ولهذا فإن اجتماع دمشق اليوم يمثل فرصة جيدة لإظهار دول الجوار ما يمكن أن تقدمه للعراق من دعم لتقصير فترة الاحتلال الأمريكي البريطاني، والمساعدة في تعزيز الحالة الأمنية للمواطنين العراقيين.
الرؤية السعودية التي تحظى بتأييد الدول المشاركة في مؤتمر دمشق تؤكد على تكاتف دول الجوار لمساعدة العراق على تجاوز الأوضاع الشاذة وغير الطبيعية التي يعيشها الآن سواء الاحتلال المفروض عليه والتدهور الأمني الآخذ في التزايد، والعمل من قبل جهات أجنبية وعراقية إلى ايجاد حالة من العداء بين العراقيين وشعوب دول الجوار، فقد ازدادت موجات الاتهام الموجهة لدول الجوار، وخاصة سوريا وإيران بالتدخل في الشؤون الداخلية العراقية وان دول الجوار تقوم بتهريب وايواء متهمين قاموا بتفجيرات في العراق أوقعت عشرات القتلى والجرحى.
النوايا الصادقة لدى دول الجوار في مساعدة العراق وتزايد الاتهامات لهذه الدول بتصدير الارهاب للعراق يتطلب أن يكون البحث جاداً وواضحا وإعلان مواقف حقيقية ومعلنة لهذه الدول والعراق الذي سيكون ممثلا في الاجتماع تؤكد على أهمية انهاء الاحتلال والدعوة الى سرعة إعادة السيادة الى الشعب العراقي ليتمكن من تثبيت الأمن بأجهزة عراقية وطنية، والتشديد على الإعلان بعدم التدخل في الشؤون العراقية من قبل دول الجوار وحث العراقيين على الحد من حالات العداء والاتهامات الموجهة لدول الجوار التي يهمها كثيرا ان يعود الاستقرار للعراق لتهدأ المنطقة وتتفرغ للتنمية بدلا من الكيد لبعضها البعض.
|